|
سيرغي نيتشاييف أو عندما تصبح السياسة أرهابا، جذور الميكيافيلية في بعض الممارسات الثورية
ياسين المرزوكي
الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 09:42
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
"لا تنظر الى مايفعله الشخص، بل الى ما يصبو اليه" فيودور ديستيوفكسي -روائي وأديب روسي
في 20 غشت من سنة 1940 قرر رامون ميركادير فتح رسالة ستالين في حضور تروتسكي، هذا العميل الستاليني الذي استطاع ان يخدع تروتسكي ويتسلل الى قلعته المحصنة، قرر أخيرا أنه حان الوقت ليعلم تروتسكي بفحوى الرسالة المرسلة له من معلم الطبقة العاملة العالمية، أخرج فأسه وانهال على رأس الرجل الثاني في الثورة الروسية، توفي تروتسكي بعد 25 ساعة متأثرا بجراحه في منفاه بالمكسيك، وحكم على رامون ب20 سنة سجنا وتم أطلاق سراح المرأة(سيلفيا أغيلوف) التي كانت معه بعدما تبين للقاضي أنها لم تكن تعلم بنوايا صديقها المكلف بمهمة. في سنة 1960 غادر رامون السجن الى التشيك وتم منحه وسام : بطل الاتحاد السوفياتي، ولكن قبل ذلك الوقت بكثير وفي سنة 1937 كان قدر صدر حكم غيابي بالاعدام في الاتحاد السوفياتي ضد تروتسكي بتهمة الخيانة العظمى، كانت المحاكمة سياسية و كان الحكم معدا مسبقا كما هو الشان بالنسبة لكل المحاكمات السياسية. زينوفييف وكامينيف وبوخارين كلهم عرفوا نفس النهاية المأساوية ولكن بشكل مخزي وأمام كاميرات العالم اعترفوا أنهم كانوا يريدون تخريب الاتحاد السوفياتي وخدمة الرأسمالية العالمية. عبر عقود من العمل السري المضني والمنفى السيبيري وأمراض وعذابات لا توصف وعندما قامت أخيرا الفكرة-الحلم- التي كانوا ينتظرونها وعملوا بكد من أجلها، هاهم اليوم يسعون الى تقويضها، مؤرخون عديدون كانوا يطرحون نفس السؤال، مالذي جعل هؤلاء البلاشفة المقتنعين حتى الموت بفكرتهم يعترفون على أنفسهم هاته الاعترافات القاتلة؟ سنتجاوز هذا السؤال ونتحاشى الاجابة، نعرف ان التهمة في العمق هي : معارضة ستالين. بعد أن تخلص ستالين من معارضيه استطاع أخيرا أن يفرض سطوته على المكتب السياسي واللجنة المركزية والحزب والطبقة العاملة، لم تعمل الستالينية الا على تعزيز سلطة الدولة وتضخيم عضلاتها. نستطيع اليوم أن نفهم مضمون النقد الذي وجهه باكونين الى مفهوم الدولة، ذات التصور الذي سيشكل القطيعة مع ماركس فيما بعد : "الدولة تفرض، تحت اسم الواجب الأعلى، الظلم والقسوة على كل الخاضعين لها. إنها تحد وتبتر وتقتل الانسان فيهم، بحيث عندما تتوقف كينونتهم الانسانية لن يكونوا إلا مجرد مواطنين" لكن من أين تنبع الستالينية؟ من أين أتت فكرة المحاكمات السياسية الثورية؟ (من أجل خير القضية) كل شيئ في سبيل الفكرة الاسمى، الثورة، التغيير، لان الغايات نبيلة لن تعدمنا الوسائل، بما فيه التضحية بانفسنا وحتى التضحية بالاخرين. من أين أتت هاته الفلسفات المعتمدة ضمنا وصراحة على ممارسات ميكيافيلية، انها تنبع من العدمية. سيرغي نيتشاييف في صبيحة اليوم 21 نونبر من سنة 1869 تم استدراج الطالب في جامعة سان بطرسبرغ -ايفان- بحجة تسليمه بعض المطبوعات الثورية، أخذ الى مغارة قرب الحديقة الزراعية خارج بطرسبرغ وهناك تم النطق بالحكم بالموت في حقه بتهمة الخيانة، تلى الحكم سيرغي نيتشاييف قال نيتشاييف أن اللجنة المركزية هي من اتخذت القرار، يلاحظ الاكاديمي السوفياتي يوري دافيدوف الذي يكتب روايات وثائقية تعتمد على سجلات الشرطة ومقارنة الوقائع، انه ما من لجنة مركزية اطلاقا، وانه لو وجدت حقا فسيكون عضو واحد فيها هو سيرغي نيتشاييف أو على الاقل سيشكل ثلاث أرباع هاته اللجنة، كان التنظيم سريا للغاية. شارك في العملية بالاضافة الى سيرغي كل من كوزنيتسوف ونيكولاييف وبريزوف الأعضاء في مذبحة الشعب ولان الطالب ايفان حاول المقاومة فقد سددوا ضربة قوية الى رأسه وبعدها أخذ نيتشاييف مسدس نيكولاييف وأطلق رصاصة قاتلة الى رأس الطالب ايفان. بعد أربعة أيام سيجد الفلاح كالوجين الجثة ملفوفة بمعطف بعد أن كان الدم الاحمر قد تسلل الى الخارج، كانت الجثة مغمورة في الثلج على بعد نصف متر، كان المنفذون للعملية يأملون باخفاء جريمتهم حتى الربيع القادم. بحضور قائد الدرك وبعد ان جرى التعرف على جثة ايفان المعروف لدى السلطات كثوري سري، جرت محاولات حثيثة لمعرفة القاتل. قادت الوثائق المنسية في المعطف الملفوف على الضحية والذي يعود الى أحد المشاركين في التنفيذ الى القتلة، ألقي القبض على كوزنيتسوف وبريزوف وفي فبراير من سنة 1870 ألقي القبض على نيكولاييف أيضا، أما سيرغي نيتشاييف فقد غادر سرا الى سويسرا حيث واصل عمله وسط الدوائر الطلابية هناك قبل أن يعتقل من طرف السلطات السويسرية سنة 1872 التي ستسلمه بدورها الى البوليس القيصري، جرت محاكمة سريعة وفي سنة 1873 حكم على سيرغي بالسجن 20 سنة مع الاشغال الشاقة وقيل أن القيصر ألكسندر الثاني هو من أملى القرار مباشرة على المحكمة، كان لسيرغي تأثير خطير على كل من حوله، كانت شخصيته جذابة وكاريزمية كما كان لعينيه الخضراوين وقع السحر على كل الذين عرفوه، بعد سنة على اعتقاله قال له الحارس المكلف بحراسته أن مستعد للدخول مكانه وتسهيل هروبه من الزنزانة لكنه رفض. كانت التهمة الموجهة الى الطالب ايفان هي التعاون مع البوليس القيصري والاشتغال كجاسوس، وهي التهمة التي يخبرنا التاريخ انها كانت كاذبة وغير صحيحة اطلاقا، كان ايفان قد عارض توزيع المنشورات السرية في اكاديمية بطرس بعد ان حان موعد الاضطرابات الطلابية في جامعة موسكو، كان ايفان قد استشعر الخطر بعد أن علم أن سلطات القيصر تراقبه عن كثب، كان قرار التوزيع معدا من طرف نيتشاييف ومعارضته تعني معارضة القائد ومعارضة التنظيم وتقويض سلطته وتقويض الفكرة الاسمى... التغيير. كان سيرغي قد تعاون فيما سبق مع ميخائيل باكونين الفوضوي والعضو البارز في الاممية الاولى التي أسسها ماركس وانجلز، سيرغي ذاته كان عضوا في الاممية الاولى قبل أن يجري طرده والتنديد به كمحتال وكاذب من طرف ماركس، كان سيرغي غير موثوقا به في الدوائر العليا المعروفة، وعمل على استغلال اسم باكونين في روسيا لمدة طويلة من الزمن، حيث كان يجمع الاموال من أجل (القضية) بدون تبرير كيفية صرفها، صاغ وبمساعدة باكونين مايسمى بالكاتيشيسم الثوري وهي مجموعة أفكار تشبه تعاليم الفكر الديني المسيحي الابوي أكثر مما تشبه مجموعة مبادئ، كانوا يرسمون ملامح شخصية الثوري الذي يكرس نفسه من أجل القضية والذي يمنع نفسه من التمتع بملذات الحياة، فيما بعد سيجري التنديد بسيرغي من طرف باكونين بعد ان اكتشف ان هذا الاخير ان سيرغي يفتح مراسلاته ويتجسس عليه. بعد ذلك عاش سيرغي حياته في روسيا كثوري على طريقة البطل في رواية تشيرنشيفكي مالعمل؟ كان ينام على أريكة بالية في المنازل الخاصة بالطلاب كما كان يكتفي بشظف العيش برغم انه كان أستاذا. لقد كان سيرغي يطمح الى القيام بثورة اجتماعية اشتراكية تهز كل أركان روسيا، كان ينظر بعين العطف الى وضعية الفلاحين الفقراء المزرية ، وكان يعتقد أنه لكي نكون مناصرين أشداء للقضية يجب أن نكون منضبطين متراصين وأن نتبث ولاءنا باستمرار لفكرة الثورة، كانت كراسته حول الكاتيشيسم الثوري مستوحاة من أطروحات اليعاقبة في الثورة الفرنسية الذي يعد سان جيست و روبيسبيير -الغير قابل للافساد- أحد أبرز وجوهها، وعشية التيرميدور والثورة المضادة وأعدام روبيسبيير كان هذا الاخير قد قاد كل رفاقه الثوريين الى المقصلة، دانتون و الصحفي البارز كاميل دومولان، بريسو، فيرنيو، هبيبر جاك روني وأخرون كانوا مدافعين أشداء على الجمهورية الوليدة ولسبب ما عرفوا نهاية مأساوية على شفا-السيدة مقصلة- وجرى التنديد بهم فيما بعد في اللجان والمجلس الوطني العام كخونة وكاسعين بشكل حثيث الى عودة النظام الملكي في فرنسا. فيما بعد سيطور لينين مفهوم الاخلاص الى القضية بأطروحة المناضل الثوري المحترف، انه ذاته الذي تحدث عنه سيرغي في كراسته الجزويتية لكن بمواصفات أخرى، أنه - اليعقوبي الذي انضم الى منظمة البروليتاريا التي أصبحت واعية بمصالحها الطبقية- كان لينين وعلى عكس بعض رفاقه في الحزب يعتقد انه يجب على حزب الطبقة العاملة أن يكون منظمة للمحترفين الثوريين، ودخل في سجالات لا تنتهي مع روزا لوكسمبورغ بليخانوف، مارتوف وأخيرا كاوتسكي. أبرز الانتقادات الموجهة الى أطروحة لينين هو أن مفهومه للحزب سيكتسي طابعا تأمريا بلانكيا، لكن لينين ذاته يعرف الفرق بينه وبين أطروحة أوغيست بلانكي هذا الثوري الفرنسي الذي عبر على أن الجماهير الغير متعلمة والمحتقرة لا يمكن أن تقوم بالتغيير، وان الثورة تحتاج الى مجموعة من الرجال المتعلمين الذين يعملون في السر من أجل تقويض النظام واستبداله بنظام أخر عادل. كان لينين يعرف أن العمل البعيد عن الجماهير يضعف الجماهير ولا يقويها، انها تفقد الثقة في نفسها كقائدة للتغيير القادم. لكن اطروحة لينين في النهاية تمهد الطريق فقط للمحترفين الثوريين للوصول الى زعامة حزب-الطبقة العاملة- و بالتالي الوصول الى السلطة، وحزب الطبقة العاملة لا يمكنه أن يحل محل الطبقة ذاتها، بالرغم من أنه الاكثر تعبيرا عن مصالحها، وفي مخاض الثورة الروسية دعا البلاشفة بحماس الى اللجنة التأسيسية وعندما لم يحوزوا على الاغلبية داخلها على عكس الاشتراكيين الثوريين والمناشفة، دعوا الى الى حلها واستبدالها بالسوفياتات-مجالس العمال والجنود، تصدى لهاته المهمة نظريا فلايديمير لينين و ممارسة ليون تروتسكي، لقد تخلى البلاشفة عن ممارستهم الديمقراطية منذ الان وهاهم يسعون الان الى الاستيلاء على السلطة، لقد كان طرح مسألة اللجنة التأسيسية جانبا نوعا من النفعية في ادارة السياسة، لكنه سيقود فيما بعد الى مأأزق في كل روسيا، بعد ذلك وعندما سيضع الحزب يده على كل المناطق الهامة في السلطة والدولة، سيبدأ الحزب في منع جرائد المعارضة والاحزاب السياسية، سيصبح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي هو الحزب الوحيد الشرعي في البلاد، وستتحول المعارضة التي كانت يجب أن تأتي للحزب من خارجه، لتتحول الى معارضة من داخله، جسد هاته المعارضة فيما بعد وفاة لينين كل من زينوفييف وكامينيف وبوخارين في اليمين، و ليون تروتسكي وأصدقاءه في اليسار، بينما ضل التوجه الاكبر مع ستالين الذي بدا وسطيا وظهر منذ الان كرجل دولة وسياسي محنك على عكس رفاقه اليمينيين المتسامحين مع الكولاك، او أصدقاءه في اليسار الداعين الى تصدير الثورة، يوسف ستالين الذي تدرج في الحزب والذي يعرف كل خباياه التنظيمية ويعرف (قيمة كل رجل) استطاع بوسائله الميكيافيلية أن يتحالف مع اليمين حتى يتم اقصاء تروتسكي مرحليا قبل طرده من اللجنة المركزية والحزب والاتحاد السوفياتي بأكمله، وفيما بعد وعندما سيصبح الوضع متاحا أمام ستالين سيطرد الاخرين كذلك وسيوقفهم أمام المحكمة بتهمة محاولة تخريب الاتحاد السوفياتي، النائب العام للاتحاد سيطالب بأقصى عقوبة في حق المدانين وسيصرح على انه (يجب أطلاق النار على هاته الكلاب السائبة) . كل الجيل القديم من البلاشفة القدامى الذين عرفوا لينين في المنفى وفتحت في وجوههم السجون القيصرية والمنافي السيبيرية وعرفوا مساوئ النضال السري وأفنوا زهرة حياتهم في خدمة الحزب، سيقفون أخيرا أمام محكمة الشعب بتهمة التأمر على الاتحاد و وتهمتهم الحقيقية هي معارضة ستالين. يستطيع القارئ الان يربط بين المحاكمة الي جرت للطالب ايفانوف البرئ من التجسس لصالح البوليس القيصري وبين المحاكمات الي جرت للثوريين الفرنسيين المتهمين بمحاولة اعادة النظام الملكي في فرنسا وبين محاكمات ستالين لرفاقه في الحزب. كل الذين أوقفوا رفاقهم أمام المقصلة أو الرصاصة او الموت كانوا يعتقدون أن موت رفاقهم يخدم القضية، وهم يفضلون التضحية بالاخرين على التضحية بالقضية. الارهاب الفردي لطالما وجهت الى الماركسيين تهم الارهاب من طرف خصومهم الليبراليين عندما تهدد الطبقة العاملة بحق الاضراب العام او عندما يقوم عامل بقتل صاحب معمل أو مسؤول كبير في ورشة ما، لكن الماركسيين أنفسهم كانوا ضد الارهاب الفردي، فالارهاب وطرق التغيير الفوقية والمؤامراتية لا يمكن أن تأتي بالتغيير، اغتيال مسؤول مصنع لا يمكن أن يغير سياسة المصنع واغتيال شرطي لا يمكن أن يقوض سلطة الدولة، اغتيال القيصر ذاته في روسيا لم يغير شيئا، أخ لينين الاكبر ألقى قنبلة في وجه القيصر وتم أعدامه فيما بعد، لينين ذاته فهم من نظرات أخيه ألكسندر عندما زاره في السجن رفقة والدته، أن هاته الطرق المؤامراتيه مهما تكن دوافعها فهي لا يمكن أن تغير شيئا، لذا انطلق لينين في العمل الجماهيري والثثقيفي الواسع للطبقة العاملة وهي الجهود التي كللت أخيرا بالنجاح. يوم الثلاثاء 17 ماي 2016 حاكم طلبة مغاربة محسوبون على اليسار اللينيني عاملة مقصف بتهمة التجسس لصالح فصيل أخر أو لصالح الشرطة وبتهمة تسهيل الذعارة، وفي ظروف تشبه تلك التي مر بها الطالب ايفان، تم سحب هاته العاملة من شعرها وصولا الى الحلقية، تمت محاكمتها وفق أعراف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في محاكمة صورية تشبه تلك التي تنظم في الانظمة البئيسة واللاديمقراطية، حيث تم منع هاته العاملة من الدفاع عن نفسها أو توكيل من يدافع عنها، ووفق شهادات من قلب الحدث فقد تم تقديم سبع ملتمسات من أصل مئات الطلبة الذين وقفوا في المحاكمة، واستقر الحكم في النهاية على حلق شعر رأسها وحواجبها، وفي طقوس قروسطوية باهتة وعنيفة ولاانسانية تم اجبار هاته العاملة المدانة على الخروج مطأطأة الرأس من الجامعة، قبل أن تبدأ الشرطة حملتها من أجل القاء القبض على المذنبين كان سجال كبير قد انطلق وسط الماركسيين أنفسهم بين مبرر لما حدث وبين رافض ومستنكر، وفي ظروف كهاته وحين تبدأ حمى الاعتقالات سيبدأ المذنبون ذاتهم ومن يدافع عنهم في التباكي وصنع التبريرات، سيتم التنديد بكل المتعاطفين مع العاملة وسيجري التشهير بهم كخونة وبوليس وعملاء النظام، كيف لا والمذنبون مخلصون في قضيتهم وفي ولاءهم لخدمة جماهير الطلبة وخدمة الطبقة العاملة والتمسك الاعمى بالماركسية اللينينية. ولكن هل هاته المحاكمات مهما كانت تبريراتها تخدم القضية ؟ ومثلما حدث مع جريمة سيرغي نيتشاييف حيث سيعتقل البوليس القيصري 87 شخصا ويتم تفتيت التنظيم السري و رمي المعتقلين في المنفى والسجون، سيجري اعتقال 4 طلبة من الذين شاركوا في المحاكمة، وسيختفي أصدقاءهم الاخرون. وعبثا سيحاول البعض اضفاء طابع الاعتقال السياسي على هؤلاء. في سنة 1856 ندد ماركس بسيرغي نيتشاييف وفي رسالة الى أحد أصدقاءه بان سيرغي يحاول تقديم نفسه كمعتقل ومنفي وان الامر على عكس ذلك. كان ماركس يفهم صلب قناعات نيتشاييف وأنه كان مجرد متعصب أعمى بالرغم من أنه يقدم نفسه للعالم كنصير للفقراء. كان سيرغي نصيرا للارهاب السياسي. من أين استقى هؤلاء الطلبة أساليب المحاكمات الجماهيرية؟ ان لم يكن من الستالينية. ان مبدأ الغاية تبرر الوسيلة سيضيع الغايات والوسائل. ان الماركسيين ضد الارهاب الفردي مهما تقنع بمبدأ الجماهيرية. ان الارهاب يشكل بحد ذاته خطرا داهما علينا ويجب التنديد به، ان الغايات والوسائل يجب أن تكون نبيلة. وان أساليب التغيير عن طريق المحاكمات والارهاب مهما كانت تبريراتها فهي واهية ولا تصنع التغيير بقدر ماتعطي للسلطة تبريرا للهجوم على تجربة بكاملها. ان على هؤلاء السادة التنديد بهاته الممارسات فلقد كان الماركسيون المغاربة كما هم دائما متحمسين بالغين للحوار بالاساليب النظيفة. ان هؤلاء الطلبة الماركسيين من الذين دعوا أو شاركوا في المحاكمات هم شباب مخلص ومتقود لكن بهاته الممارسات يسيئ الى القضية.
#ياسين_المرزوكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الراحل عبد الكريم الماحي الذي لا زال حيا؟
-
سقوط مخبر
-
- القطرة -
-
من يوميات معتوه
-
في الطريق الى ............
-
الغرفة رقم 2 حيث تتكدس الاحذية
-
كبوة الريح - احمد المجاطي
-
كبوة الريح _ احمد المجاطي
-
الواقعية الاشتراكية والنزعة اليسارية الطفولية _رد على مقال _
-
الحذاء
-
هوامش لقاء قادم
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|