أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - عولمة الجهل














المزيد.....

عولمة الجهل


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 02:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عولمة الجهل
محمد طه حسين
الجهل نورٌ والعلمُ ظلام!! هذا هو الشعار الأقوى بين من نذر نفسه وكيانه لأعادة تشكيل القطعان البشرية ضمن مأسسة العواطف والانفعالات وكذلك الطاقات الشهوانية التي تقفزعلى العقول وتُسَيِّرَها لخدمة اللَّذّات القِمَمِيَّة.
ما سرُّ فشل كلِّ البدائل الفكرية بيننا؟ عندما لا ننتج فكراً، لماذا لا نجدر التصرف بالعقول المستعارة من الغير؟ هل فشلت الحداثة فكراً وبرنامجاً؟ أم فشلنا نحن في ممارستها وترجمتها الى حالات قد لا نشعر ضمنها بالغربة المعرفية والسلوكية.
هل فشلت القومية والفكر القومي الحداثوي والمؤطر في الكيانات الوطنية ما قبل وبعد الكولونيالية؟ أم فشلنا نحن في ايجاد الأرضية المناسبة لها والدراية بمدى حساسية المتلقي المحلي كونه الى الحين هو لا يتجاوز ادراكاته جغرافيات الحواس لديه.
هل فشلت الماركسية بيننا كنظام معرفي وحل فكري؟ أم فشل الكل الشرقي والجنوبي واللاتيني في تهيئة العقول لفهمها وبعد ذلك ممارستها؟.
هل فشلت الأطر الدينية المؤدلجة ضمن البرامج السياسية الحزبية في انقاذ البشر هنا من الفوضى العقائدية والاجتماعية والثقافية؟ أم فشلت النخبة المتنورة المتسيسة في استخدام الدين كوسيلة لأجل الوصول الى مبتغاة الانسان الراقية وهي الحقائق التي آمل الله ان يحققها البشر من على سطح المعمورة والمتجسدة في المعاني العقلانية للحياة وتشغيل الذهن لا استغفاله وقفله؟.
نعم نحن الذين فشلنا، ال(نحن) هو الرمز المعبر لكلّ من تشبث بالغير الغربي فكراً ومنهجاً، تَطّرَّفنا نحن في ترجمة معطيات الحداثة وحاولنا أن نُعلِيَ قيمها على التراث والأرث الثقافي المتجذر، التأقلم الثقافي بحاجة الى التقاء وليس الى التصادم المدوي والألغاء.
ترجمة الحداثة جاءت بشكل شهوانيٍّ اكثر مما هي منظومة توعوية وتنويرية الهدف منها هي انقاذ العقول من الاستلابية الازلية والتصلب. التطرف الحداثوي في الفكر ظهر في الحملات غير المدروسة ضد التراث والتقليد والاعراف والارث الميثولوجي والديني، وكل هذه نراها في الادبيات والسينما والتلفزيون والمؤسسات الاكاديمية والفكرية دون الأخذ بنظر الاعتبار النماذج البدئية المختبئة في اللاشعور الجمعي للمجتمعات.
المعارك والمنازلات المعرفية بين الحديث والقديم المتجذر لا تدار بهذه السهولة ولا تحسم، المعرفة وعملياتها الانمائية هي محاولات جينيالوجية أو بالاحرى اركيولوجية بالغة الدقة والحساسية، القائمون على رأس التغييرات في عالمنا هم نخب مبرمجة ايديولوجياً وظيفتها لا تتجاوز وظيفة اللاهوتي الذي يرى في حركاته واجباً الاهياً يجب انجازه مهما كلفه الثمن ويعاكس رغبات الواقع الانساني .
الفكر القومي المنمذج غربياً كان في منآى من التحول الطبيعي، فالاحتيال الغربي عليه كان واضحا جداً حيث تأطرت الافكار القومية من العربية والكردية والتركية في قوالب جاهزة لا تمكنها تقديم بدائل اخرى كون الطريق الى هذه البدائل مليئة بمفاجئات قاتلة، فالمَلَكية اكثر من الملوك دخلت برامجهم السياسية وأُطرهم القيمية التي يتزايدون بها على بعضهم بشعارات أسموها بالوطنية.
الفكر اليساري الذي جاء الينا على ايدي السّاسة لم يَلِد ولادة طبيعية الّا كونه استجابة لمعادلات القوى بين المعسكر الغربي والشرقي آنذاك، وهذا لا يعني بأن الماركسية بكل وجودها هي ما قدمتها الحركات السياسية، حيث ظهرت عند البعض كأِكتشاف معرفي عاملوا معها كنظام معرفي وابستيمولوجي وفلسفي وهذا ما وجدناه لدى بعض النخب المثقفة والاكاديمية. فالاحزاب والحركات التي تبنت الفكر الماركسي تطرفت في السلوك السياسي او بالاحرى لم يكن مُلِمّاً بايجاد الوضعية الواقعية الخصبة ولهذا نجدهم في حالة انكماش مستمر ووهن لاحولي دائم.
ان الجهل هو الاختيار الامثل لنا الى الآن، فالبديل ليس الّا الجهل نفسه للأحتماء به، حيث هو لا يخترقه اي شيئ غريب وهو مقاوم ضد كل انواع الحلول والمعالجات، عولمة الجهل ليس فقط عبارة او ملاعبة لسانية بقدر ما نعيشها، غطى عقلية الجهلة انظمة التربية والتعليم والسياسة والثقافة بيننا، تشعر الجهلة أنهم في حالة دروشة ثورية يجب على الكل مبايعتهم والدوران في حلقات ذكرهم، انهم احتالوا علينا وانتحلوا شخصية الثوري الذي قرر في احلامه ان يغير ويبني بدل ان يهدم.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألجأ إلى الماء
- الثقافة النفسية واشكاليات التواصل
- أتعامى
- السعادة والشخصية.... قراءة سايكولوجية لسعادة الذات!!
- الى روح نيتشة.... قبل اليوم فقط هو زمني*
- السياسة والشخصية السائدة*
- الوعي والشخصية....... في المنظورات الانسانية والمعرفية
- السواء واللاّسواء بيننا..... رؤية نفسية
- سايكولوجية المعنى..... مقاربات تشخيصية لمعنى الحياة*
- شخصية الأرهابيّ*
- أشياء على غير مسمياتها.....تجليات الأشياء في جماليات الكلمة
- الذات الشاردة
- احزاب معدلة وراثيا!!!
- حديث عن فينومينولوجيا الذات
- ذاتنا المغتربة من منطلقات فكر اريك فروم
- الهروب من العقل .... الأدمان بالجهل!!!
- الذات السياسية و العودة الاسطورية
- أردوغان..... التقمص الفاشل لشخصية السلطان
- الهشاشة الوجودية... قراءة لخلفيات الآيدز النفسي و السوسيوثقا ...
- اللازمان و اللامكان الداعشي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد طه حسين - عولمة الجهل