أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - شارون بحاجة لأكثر من حزبين يشاركانه الحكم ليقيم حكومة ثابتة















المزيد.....

شارون بحاجة لأكثر من حزبين يشاركانه الحكم ليقيم حكومة ثابتة


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


مشروع شارون السياسي لــن يـجـد شـريـكـًـا فلسطينيـًـا
*الانجراف وراء حزب شارون وحزب "العمل" يؤكد تعطش الشارع الاسرائيلي لأكثر ما يعرض عليه ولكن جعبة شارون خاوية من حل واقعي*
اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، في اليوم الأول من الشهر الجاري، في تل ابيب في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف ووسائل الاعلام الاسرائيلية، انه "يأمل" بالتوصل الى حل سياسي مع الفلسطينيين في ولايته القادمة، إذا ما تحققت نتائج استطلاعات الرأي التي تشير الى تفوق حزبه الجديد "كديما"، وفي نفس اليوم ونفس المدينة، ولكن من على منبر آخر، في ندوة حقوقية، قالت وزير القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني، وهي من اقرب المقربين لشارون، ومرشحة للحصول على حقيبة رفيعة في الحكومة المقبلة، "إن الجدار الفاصل سيكون الحدود المستقبلية لاسرائيل"، لتوضح بذلك جانبا أساسيا من "الحل" الذي يسعى له شارون.
وتأتي تصريحات شارون لتكمل الصورة التي تحاول فرضها وسائل الاعلام الاسرائيلية، وغيرها، والى جانبها الساحة السياسية الاسرائيلية، وكأن "شارون أقام تحالف السلام الذي سيجر اسرائيل الى بر الامان"، ولكن معرفة حقيقة "بر الامان" و"الحل"، الذي يسعى له شارون، تتطلب تجميع مختلف تصريحاته المتناثرة لتجميعها على شكل لعبة بازل، لتوضح الصورة المتكاملة.
بداية فإن شارون يتربع على كرسي رئاسة الحكومة الاسرائيلية منذ خمس سنوات متواصلة، وهي أطول فترة لأي رئيس حكومة اسرائيلية في السنوات الخمسة عشر الأخيرة، بعد هزيمة سلفه في حزب الليكود يتسحاق شمير، الذي حكم اسرائيل منذ العام 1986 وحتى العام 1992، وعمليا فإن كل ما يجري ميدانيا، في هذه المرحلة، هو بمسؤوليته الكاملة وتطبيقا للسياسة التي يسعى لها، ونقصد هنا بالذات سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وجدار الفصل العنصري، ناهيك عما يجري في هضبة الجولان السورية المحتلة، فهناك شارون "صريح" للغاية ويعلن جهارة انه يرفض أي انسحاب من الهضبة.
ونستعرض هنا النقاط المركزية لموقف شارون من الملف الفلسطيني، ومن سير العملية السياسية وأفق الحل من وجهة نظره.
أولا: يعلن شارون أن خارطة الطريق هي الخطة الوحيدة المطروحة على الساحة، وأن اسرائيل متمسكة بها، ولكن حين يتكلم شارون عن هذه الخطة، على الرغم من عوراتها ومخاطرها، فإنه يقصد الخطة حسب التفسير الاسرائيلي لها، والتحفظات الاسرائيلية الأربعة عشر عليها، التي تتعلق أساسا برفض أي تقييد على الاستيطان.
كما يعلن شارون انه لن يشرع بخطة خارطة الطريق قبل ان تنفذ السلطة الفلسطينية التزاماتها الأمنية، ومحاربة ما يسميه شارون "ارهابا"!!، وانهاء فوضى السلاح، ويكفي هنا للتذكير بما قاله شارون في الماضي بأن قيام طفل فلسطيني بالقاء حجر فهذا "ارهابا".
وفي المقابل فإن شارون يتجاهل كليا الالتزامات الاسرائيلية في هذه الخطة، وأولها إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية، التي بلغ عددها في الضفة الغربية حوالي 120 بؤرة، وتؤكد التقارير الاسرائيلية، الصحفية منها والرسمية، استمرار تواطؤ مختلف أذرع الحكومة الاسرائيلية في إقامة هذه البؤر وحرأستها ومدّها بالبنى التحتية، والنية لتحويل بعضها لمستوطنات ثابتة.
ثانيا: تواصل اسرائيل بناء جدار الفصل العنصري، في جميع انحاء الضفة الغربية، وهي عازمة على البدء ببناء الطرف الشرقي منها، لعزل الضفة عن منطقة غور الاردن كليا، التي يعتبرها شارون "منطقة أمنية" لاسرائيل، "لا يمكن التنازل عنها، يضاف الى هذا بناء الجدار في قلب القدس المحتلة، واعتراف النيابة الاسرائيلية العامة، امام المحكمة العليا الاسرائيلية بأن بناء الجدار في القدس، على وجه الخصوص، له دوافع سياسية، وليس فقط امنية، ليكمل تصريح وزيرة القضاء الاسرائيلية الصورة، بأن بناء كل الجدار في سائر انحاء الضفة الغربية يرسم الحدود المستقبلية لاسرائيل.
ثالثا: إن تصريحات شارون بشأن "الحل" تترأفق مع مخططات استيطانية رهيبة في سائر انحاء الضفة الغربية، نلخصها: بمشروع بتر الضفة الغربية الى قسمين شمالي وجنوبي، بمعنى تعزيز الاستيطان في التكتل الاستيطاني غوش عتسيون في غرب الضفة الغربية مرورا بالقدس المحتلة ووصولا الى مستوطنة معاليه ادوميم شرقا، بما في ذلك الاحياء المترامية لمعاليه ادوميم، التي تصل الى مشارف منطقة اريحا والبحر الميت، ثم مخطط "الاصابع" الذي يحول شمال الضفة الغربية، من رام الله وحتى جنين، الى ثلاث كانتونات منفصلة، وفصل الضفة الغربية كلها عن غور الأردن من جهة، وعن القدس المحتلة من جهة اخرى، بما في ذلك ما يجري داخل القدس.
وعمليا فإن شارون يطبق على ارض الواقع برنامجه، القديم الجديد، الذي في صلبه انسحاب ليس أكثر من 42% من الضفة الغربية.

شارون يجند رأيا عاما ويبحث عن شريكإن ما يجري اليوم على ارض الواقع هو استكمال بناء الهالة التي بنيت من حول شارون "داعية السلام" الجديد، حسب ما قاله الرئيس الامريكي جورج بوش، معتمدا على انه الوحيد الذي استطاع إخلاء مستوطنات قطاع غزة، وعمليا فإن شارون الواثق، حتى الآن، من تربعه على عرش رئاسة الحكومة الاسرائيلية لولاية أخرى من اربع سنوات، يريد تجنيد الرأي العام المحلي والعالمي من حوله، تحت شعار "فقط شارون قادر"، وهو شعار ردده، أيضا، أحد الزعماء العرب في الآونة الأخيرة.
وسيستفيد شارون من هذا التجنيد في محاولة لممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية
لتكون "شريكة" له في المفاوضات على الحل الذي يريده شارون، ورسُمت ملامحه الجغرافية العريضة هنا، وطبعا من دون أي حديث عن القدس أو حق العودة، وهو يفرض أسس هذا المشروع ميدانيا، وحين لن يجد شارون، بطبيعة الحال، "شريكا" فلسطينيا يقبل بالتوقيع على اتفاق كهذا، فإنه سيفرض حلا احاديّ الجانب، على الرغم من أنه يعلن باستمرار انه لن يُقدم على مشروع جديد احادي الجانب، فحينها سيعلن شارون انه حاول البحث عن شريك "ولكن القيادة الفلسطينية ليست جديّة في التحرك"، وهي من الصياغات التي تتردد كثيرا في الحلبة السياسية في اسرائيل.
ولا يمكن فصل أجندة شارون في ما يتعلق بالقضية السياسية، عن مجمل الأجندة السياسية التي يطرحها، فسلسلة التصريحات التي يطرحها شارون والمقربون منه، ومن بينهم رئيس الحكومة الأسبق شمعون بيرس، تؤكد أن الملف الايراني سيلعب دورا بارزا في تحرك الحكومة الاسرائيلية المقبلة، وعادة ما تستغل اسرائيل الملفات الخارجية الاخرى لحرف الانظار عن الملف الفلسطيني.
فقد ركز شارون جل لقائه مع الصحفيين الاسرائيليين، السابق ذكره، على الملف الايراني، أكثر من الملف الفلسطيني، كذلك فإن شمعون بيرس، حين عقد مؤتمرا صحفيا ليعلن فيه انسحابه من حزب "العمل"، أعلن انه حين لخص مع شارون نقاط التعاون ذكر الملف الايراني بأنه سيكون ملفا أساسيا في النشاط المستقبلي للحكومة.

تحالف شارون المستقبليمن السابق لأوانه حسم نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي ستجري في نهاية آذار/ مارس، على الرغم من استطلاعات الرأي التي تتنبأ بتفوق كبير لحزب شارون، "كديما"، فهناك الكثير من العوامل التي قد تنعكس مباشرة على نتائج الاستطلاعات، وبالتالي نتائج الانتخابات، وتغير في الصورة الظاهرة اليوم، التي تشير الى انهيار حزب الليكود.
وإذا ما اعتمدنا استطلاعات الرأي الحالية، فإنها تؤكد ان شارون بحاجة لأكثر من حزبين يشاركانه الحكم ليقيم حكومة ثابتة تضم أكثر من 70 نائبا من أصل 120 نائبا، ومن المستبعد أن يلجأ شارون لحزب "العمل" ولكتل يسارية أو من "الوسط" فقط، واهمال اليمين كليا وعلى رأسه الليكود المتهاوي، فشارون لم يخرج من الليكود لأنه اصبح يساريا، و"ريش حمام السلام" الذي ينثره على جسده لا يمكنه أن يغطي تاريخه وحاضره الدموي، كما ان شركاءه في حزب "كديما"، أبناء "حيروت" والليكود" لن يسمحوا له بإقامة تحالف مع كتل اليسار والوسط دون اليمين والمتدينين، وحينها سيتضح ما إذا لهذه الزفة التي يحظى بها شارون أساس، أما انها قرقعة اضافية نحو دوامة جديدة، وإقامة سدود جديدة في طريق العملية السياسية.
وعلى الرغم من كل هذا، فإن النقاش الدائر في اسرائيل، والانجراف الشعبي وراء حزب "كديما" و"العمل"، يثبتان أن الأجواء العامة وغالبية الرأي العام الاسرائيلي تريد خروجا من الأزمة، وهي جاهزة لأكثر مما يعرضه شارون عليها، وفي معادلة ما بامكان حزب "العمل" الاستفادة أكثر من الهزّة التي أحدثها انتخاب عمير بيرتس في الساحة السياسية، وان يزيد من قوته الانتخابية أكثر مما تعطيه استطلاعات الرأي اليوم، ما بين 26 الى 28 مقعدا.
فنحن لا نستطيع تجاهل حقيقة أن انهيار الليكود هو تصويت شعبي رافض لمجموعة التمرّد في الحزب، التي رفضت إخلاء مستوطنات قطاع غزة، على الرغم من التحفظ الشديد من مجمل تفاصيل الخطة المسماة "خطة الفصل".



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنشهد تقلبات في نتائج الاستطلاعات اسرائيل مقبلة على بعثرة خا ...
- ملاحظات اولية على انشقاق شارون
- فوز بيرتس لا يعكس تحولا اجتماعيا في اسرائيل
- عمير بيرتس بين عفريت الطائفية وعفريت بيرس ملاحظات سريعة على ...
- من قتل رابين ولماذا؟
- ابنهما يجب ان يعيش الاحتلال قتل أحمد فأصبح أكثر
- ماذا تريدون مني، هأنا انسحبت من قطاع غزة شارون وأزماته المفت ...
- فرحة الفقراء وسياسة التمييز العنصري
- من يمحو من.. ومن المستفيد؟
- القيادة السورية والحامية الشعبية
- اسرائيل: استفحال الفقر واتساع الفجوات الاجتماعية
- زوبعة الليكود بعيدة عن التباينات السياسية
- معركة شارون القادمة الحفاظ على حكومته لمدة عام
- الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء
- كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائ ...
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب


المزيد.....




- -سنتكوم- تنفي -بشكل قاطع- ادعاءات الحوثيين بشن هجوم على -أيز ...
- هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك في روسيا
- تايوان تحاكي الحرب الفعلية في مناورات حربية سنوية
- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - شارون بحاجة لأكثر من حزبين يشاركانه الحكم ليقيم حكومة ثابتة