أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)














المزيد.....

الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)
بسبب الحروب المتكرره والحصار الأقتصادي والطوق الفكري الذي فرضه النظام البعثي بواسطة الحزب الواحد على الشعب العراقي , عصفت بالحياة الثقافيه العراقيه أعاصير الجهل ورياح الأفكار المنحرفه , وهي أفكار دائمآ تنمو وتترعرع في البيئات المغلقه والمكبوته الأنفاس . كل هذا سبب نكسه خطيره على الحياة العامه للمجتمع العراقي , والتي من عوارضها أهتزاز الكثير من القيم التي كانت هي الركيزه الأساسيه لأستقراره .
التاريخ الفكري والثقافي للشعب العراقي يحكي عن حياة عامره بالمنتديات العلميه والثقافيه , مما جعل النجف والبصره وبغداد منارات أشعاع حضاري على مدى الزمن . العراق حاضرة الشعر والأدب , وليس للعربيه من مدارس الا مدرسة البصره والكوفه, وليس للترجمه من مركز الا مركز دار الحكمه في بغداد , وليش للشعر من معقل الا العراق بفطاحل شعراءه , من شاعر العربيه الأول أبو الطيب المتنبي الى شاعر العرب محمد مهدي الجواهري, كما ليس للفلسفه من منابع الا منابع حكمة أخوان الصفا , وأبو الحسن البصري وأخرهم فيلسوف العصر محمد باقر الصدر. السؤال أين حديقة الفكر العراقي مقابل صحراء الجهل التي يغطي هباب رمال جهلها على مجتمعنا. لا شك أن الجهل هو من يقتل الأمه وليس السيف, كما أن ما يؤرقنا بالحقيقه هو حالة المسخ الذي يتعرض له الشعب العراقي في صميم حياته الثقافيه, هذه العمليه هي من تسلب منه أرادته ودوره الحضاري لتحوله الى حاله هائمه لا تقوى على النهضه, ولا طاقه له على دفع مكروه, ولا رؤيه لديه على الأختيار الأحسن. طبعآ هي الأحداث وتداعياتها من تنطق بهذا ,والواقع هو من ينطق وليس قلم الكاتب الا ناقل للحقيقه , وليس ناقل الكفر بكافر . هذه هي الحقيقه بلا قناع .
الحقيقه شعب بلا ثقافه هو مشروع جاهز للتلاشي والضياع , كما يوفر تربه خصبه لتلاعب الفاسدين بمقدراته. هذا هو عين ما يقصده المفكر الفرنسي (غوستاف لوبون) , حيث يقول (من يعرف أيهام الجماهير يصبح سيدآ عليهم, ومن يحاول قشع الأوهام عن أعينهم يصبح ضحيه لهم), بعكس الشعوب التي تعيش ربيعآ ثقافيآ , تراها ترفع شعار (من علمني حرفآ ملكني عبدا).
أن ما يهمنا هو الحاله العراقيه, وما تتعرض له من تصدع أجتماعي خطير والذي لا يمكن رأبه الا بالزاد الثقافي النهضوي وتحت أداره واعيه. أن ما نعيشه من بؤس ثقافي اليوم , نكون بأمس الحاجه الى مشروع ثقافي بحجم مشروع مارشال بعد الحرب العالميه الثانيه والذي أعد لبناء أوربا من جديد , بعد ما تعرضت أوربا الى دمار شامل.
مشروع بهذا الحجم يهيأ لعملية أنقلاب أجتماعي شامل تمس كل بنية المجتمع. لا شك هو مشروع عملاق يبدأ من مراحل الطفوله الأولى مرورآ بالأعمار العمريه المختلفه.
أن عملية التطور والتنميه المجتمعيه لا يكتب لها النجاح الا بعمليه أصلاح ثقافي جوهري والا سوف ندور في حلقه مفرغه أساسها الأستهلاك الذي يسير جنبآ الى جنب مع تفاقم المشاكل الأقتصاديه والسياسيه والأجتماعيه. مجتمع همه الأول ملئ البطون واللهث وراء المال بكل الوسائل حتى أصبحت الساحه العراقيه بهذا مرتعآ لكل الأجنده الخارجيه , حتى لينطبق عليها المثل القائل (كل شئ يباع ويشترى في روما) الا ما رحم ربي , حتى لا نظلم المخلصين في هذا الوطن والذين أسترخصوا الأرواح والدماء من أجل حمايته من وحوش العصر (داعش) .
أن التنميه الذهنيه بوسيلة الحركه الواعيه سوف تنفتح آفاق واعده لأفراد المجتمع تساهم في أستيعابهم لما يجري من حولهم وعليهم من أنشطه وأجندات تزرع الفتنه والحروب فيما بينهم, كما تساهم في رفع الوعي لديهم مما يجعلهم يتجنبوا الكثير من المشاكل التي يمكن أن ترمى أمام مسيرهم من قبل أعداءهم, كما يمكن للحركه الواعيه أن تساهم في صناعة الوعي النوعي للجماهير والذي يكون من مفرداته خلق القدره على حسن الأختيار بما يضمن مصالحهم, بالأضافه لما يخلقه من حاله ثقافيه وأجتماعيه منسجمه ترفض كل حاله سلبيه مهما كانت , والتي بدورها تساهم بتجنب الكثير من المطبات والأخفاقات السياسيه مقلصآ حالة التخبط الى أدنى حاله . أن ما نعيشه اليوم , وما نغرق به من بحر الدماء , وبشكل يومي هو نتيجه للعمى الفكري وفقدان البصيره , والتي من مصاديقها سؤء الأختيار القائم على أعمدة الجهل, وهذا هو سبب حالة الأنحدار نحو الجهويه والقبليه والقوميه والطائفيه والتي لا يمكننا التخلص من أسرها الا بجرعات مستديمه من الزاد الثقافي.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يخدم من
- وعادت حليمه
- السعوديه وحلم الوصول الى أعالي الفرات
- الجسور الثقافه والأقتصاد
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الزاد الثقافي ودوره في الخروج من الأزمه (الحلقه الأولى)