أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - الحرية تسقط الأسوار














المزيد.....

الحرية تسقط الأسوار


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضية للمناقشة : الحرية تسقط الأسوار

يثير الحكم الذي صدر بالحبس لسنتين ضد عشرات من شباب المتظاهرين احتجاجا علي ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية والذي أدي إلي نقل ملكية جزيرتي “تيران” و”صنافير” إلي المملكة – يثير قلق الأوساط الديمقراطية، ويشكل نذير شؤم حول مستقبل الحريات العامة في البلاد. وبخاصة حقوق التعبير والتنظيم حول مستقبل الحريات العامة في البلاد. لأن ضغوطا اضافية يجري ممارستها ضد المجتمع المدني.

ليس من حقنا- بطبيعة الحال- أن نعلق علي أحكام القضاء- ولكن من حقنا أن نعيد التأكيد علي ضرورة إعادة النظر في قانون التظاهر الذي زج الأمن بمقتضاه مئات من الشباب في السجون، إضافة إلي ممارسات الاجهزة المنافية كلية للدستور الجديد، هذا الدستور الذي خصص بابا رائعا للحريات العامة يحصنها ضد أي إنتهاك، وعلي ما يبدو فإن الجهات غير الراضية عنه داخل السلطة تسعي لتهميشه وعدم الاعتراف به كمرجعية يعتمدها المصريون في علاقاتهم بالحكم بعد موجات هائلة من الثورة.

لم يكن الشباب الذين تظاهروا يحتجون فقط علي ترسيم الحدود مع السعودية دون أي حوار مجتمعي، وإنما كانوا يحتجون أيضا علي تجاهل المشاعر الوطنية التي يمكن أن يثيرها مثل هذا الإجراء المفاجئ، ودون أن يقول لهم أحد شيئا وكأنهم بصدد أمر عسكري وعليهم السمع والطاعة. وكان هذا هو الخطأ الفادح الذي ارتكبته السلطات في موضوع الجزيرتين، وهي تواصل في عناد تجاهل الأمر

وبالإضافة إلي موضوع الجزيرتين هناك ممارسات أخري تعد انتهاكا للحريات العامة، واستخفافا بالقانون ومن ضمنها ما حدث من اقتحام لنقابة الصحفيين، فضلا عن إحالة بعض المذيعات والمذيعين في اتحاد الاذاعة والتليفزيون للتحقيق حول آراء كتبوها علي مواقع التواصل الاجتماعي، وعمليات التهديد الضمنية التي تعرض لها، لا فحسب صحفيو المؤسسات القومية، وإنما ايضا صحفيون في المؤسسات الخاصة إذ يبدو أن المصالح المتشابكة مع دوائر في السلطة لعبت دورها في تغيير مواقف البعض وصولا إلي الانقلاب مائة وثمانين درجة علي مواقف سابقة كانوا قد اتخذوها قبل أيام قليلة فقط مساندين لموقف نقابة الصحفيين ضد العدوان عليها، وإذ بهم- بقدرة قادر- ينتقلون إلي الشاطئ الآخر، ويصبحون أكثر ملكية من الملك كما يقال.

ويجري تحشيد قطاعات واسعة من المجتمع المصري ضد الصحفيين، ويفسر كثير من المراقبين ذلك باعتباره إيذانا بعملية ترويض شاملة يتم فيها قصقصة أجنحة الصحفيين، واستعادة مساحة الحريات التي كانوا قد انتزعوها عبر نضالهم الطويل دفاعا عن نقابتهم التي كان “السادات” قد قرر ذات يوم تحويلها إلي ناد، ودفاعا عن حقوقهم وحرياتهم التي لا يعتبرونها ميزة لهم وإنما حق للمجتمع عليهم يقتضي أن ينافحوا عنه وهو ما يبرر مطالبتهم منذ زمن طويل بقانون لحر ية تداول المعلومات ونشرها.

هل يرتكب الصحفيون والإعلاميون اخطاء؟ طبعا يفعلون شأنهم شأن أي فئة اجتماعية اخري، لكن يجري تضخيم هذه الاخطاء التي ترتكبها قلة قليلة، لأن عمل الاعلاميين والصحفيين مكشوف ويتم تحت رقابة مشددة من الرأي العام ومن تربص بعض دوائر السلطة التي تتطلع لاحتوائهم وإسكات الاصوات الناقدة بينهم.

وتتجاهل هذه الدوائر التي تسيء إلي الرئيس “السيسي” وتخصم من شعبيته بوعي أو بدونه، أن متغيرات أساسية قد حدثت في مصر بعد موجات الثورة، وبعد ما اطلقته من وعي جديد تتسع قاعدته باستمرار، ويتحول المصريون بمقتضاه الي قوة فاعلة ترفض مقعد المتفرج.

ومن جهة أخري فإن التقدم الذي يحدث كل يوم في وسائط التواصل الاجتماعي في حين يتيح فرصا لتداول الشائْعات والتفاهات، والبذاءات احيانا إذ أن الجماعة اعيت من يداويها كما يقال ، فإنه يتحول بالتدريج الي اداة للوعي الجديد بوسعها أن تفلت رغم كل شيء – من قبضة السلطة، وتشكل منابر حرة لكل هؤلاء المهمومين بمستقبل وطنهم وهم الاغلبية.

وعلينا أن لا ننسي في هذا السياق، أن موجتي الثورة المصرية في 25 يناير 2011 وفي 30 يونيه 2013 استخدمت الانترنت كأداة تواصل، وربما كانت هذه الحقيقة هي التي تصيب الدوائر الرجعية في السلطة بالفزع فتبادر إلي تشديد الاجراءات القمعية ناسية تماما أن مثل هذه الاجراءات التي سبق أن اتخذ “حبيب العادلي” ما يشابهها لم تمنع الشباب من اطلاق موجات الثورة.

لا يكمن الخطر إذن في المنابر أو أدوات التواصل وإنما هو الواقع السياسي- الاقتصادي الاجتماعي وعمليات التضييق علي الحريات العامة واقصاء الجمهور هي التي تطلق موجات الغضب تصنع الأسوار والجدران بين السلطة والشعب.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدايا العلمانية
- عن الأمن والحرية
- السلفيون
- الرئيس والمثقفون
- قضية للمناقشة :رياح الاستبداد
- تجديد الفاشية وهدمها
- لنتمسك بتعهد “السيسي”
- نساء قائدات
- هزيمة القبح
- «العقاد» وتناقضات الليبراليين
- «الجزيرة» والبغاء السياسى
- محمد دكروب .. تكامل الرؤية
- موقفنا … لإنقاذ القدس
- الدعاة وقيم الأديان
- القضاء ينتصر للحرية
- الكاتب والسلطان
- الدولة الدينية تقتل الشعراء
- الثورة.. إبداع متواصل
- إسرائيل دولة يهودية!
- المواطن الإيجابي


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - الحرية تسقط الأسوار