ماذا لو كانت التناقضات ضرورية

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 05:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ما هي اسباب وجود التناقضات .. هل هناك خلل في تفكيرنا نحن .. ام ان هناك خلل في الافكار و الموضوعات نفسها
هل وجود التناقضات .. ضرورية .. هل وجود التناقض امر لا بد منه .. ام ان علينا ان نجتهد للتخلص من هذه التناقضات
في احدى مقالات احمد صبحي منصور .. الالوهية و و الملكية .. يقول الكاتب .. انني حين اقول .. قلمي .. فاقصد ان القلم ملك لي ..اما عند قولي .. ربي .. فالقصد ينعكس .. فالرب هو من يملكني انا
و يبدو ان كثير من التناقضات التي تواجهنا تشبه هذا المثال البسيط
الخالق ليس شيئا .. لماذا .. لان الشيء .. هو ماشاءه الخالق .. و بما ان الخالق لم يشأه احد .. فهو ليس شيئا
الا يكفي وجودنا دليلا على وجود الواجد الذي اوجدنا .. لا ادري .. لماذا و كيف .. يشككون في وجود الخالق
افرض انك دخلت بيتا .. و لا تدري .. هل الكهرباء موجودة ام مقطوعة .. لكي تعرف .. هل الكهرباء موجودة .. فاما انك تنظر الى الاجهزة الكهربائية .. او المصابيح .. فان كانت تعمل .. فان ذلك يعتبر دليلا على وجود الكهرباء
لكنك .. اذا لاحظت ان الاجهزة هذه لا تعمل .. فقد تفكر ان الخلل في هذه الاجهزة .. لذلك فقد تحتاج الى فاحصة كهربائية .. للتثبت من وجود الكهرباء من عدمه ..
لكنك في كل الاحوال .. لا يمكن ان تمس السلك الكهربائي العاري .. كحل اخير للتثبت من وجود الكهرباء .. بعد ان تشك في عدم صحة دلالة الفاحصة الكهربائية على وجود الكهرباء
قد يكون من المقبول مس السلك العاري الذي يحمل 220 فولت مسا خفيفا بعد اخذ بعض الاحتياطات التي يعلمها المختصون .. لكن .. هل من المعقول مس سلك عاري لنقل الطاقة بحدود 11 او 33 الف فولت .. حيث تعني مس الشخص لهذا السلك ان يتحول الى فحم في غضون ثواني قليلة
لماذا لا نرى الخالق .. لماذا لا نسمعه .. لماذا لا نلمسه .. السبب هو نفسه .. الفرق بين قلمي و ربي
انا ارى بالله فكيف يمكن ان ارى الشيء الذي ارى به .. و كيف يمكن ان اسمع الذي اسمع به .. لذلك فانا اشكك في سماع موسى لله .. لان هذا مستحيل .. سماع موسى لله لا يشبه عدم حرق النار لابراهيم .. عدم حرق النار شيء بسيط .. اما سماع الله .. سماع الله يتكلم معك .. فليس شيئا بسيطا .. و تدخل في المستحيلات .. و ليس في المعجزات .. لاننا متداخلون مع الله .. و لكي نسمعه .. يجب ان ننفصل عنه .. و مع انني اشكك في ذلك .. لكنني لا اقطع بذلك .. و افتح الباب مفتوحا خلفي .. لماذا .. لان هناك اشياء كثيرة لا اعلمها
كثيرا ما اقول انا متقلب .. لكنني لست متقلبا بين الايمان و الالحاد .. انا متقلب داخل الايمان نفسه .. لا اتجاوزه .. فانا اتقلب بين نقطة ايمانية الى نقطة ايمانية اخرى
يقول عبد الله القصيمي في احدى كتبه .. ان محمد .. بقوله .. انه خاتم النبوة .. لم يكن يقصد العظمة لنفسه .. بل كان يقصد .. ان يتخلص الانسانية من بعده من مسالة النبوة الى ابد الابدين .. لان النبوة .. بقدر ما هي مفيدة .. الا انها .. مضرة اضعاف اضعاف فائدتها
اما معروف الرصافي .. في كتابه .. الشخصية المحمدية .. فيقول .. ان الله يمكن ان يغفر الشرك .. و لا يغفر ما عدا ذلك .. لسبب انه غير محتاج لعبادة الناس له .. و هو غني عن معاقبة من يخطيء بحقه ( اي بحق الله ) .. لكنه لا يغفر اي خطا يبدر من الشخص في حق الناس الاخرين .. لانه اخذ على نفسه ان يعدل بين الناس
اذن هي مجرد وجهات نظر مختلفة الى نفس القضية .. و القصد منها .. الوصول الى نظرة اقرب الى الحقيقة عن ماهية الالوهية و الدين
هكذا افكر انا .. لكن غيري يفكر بشكل اخر .. و يجب علي ان احترم طريقة تفكيره .. و لا افرض عليه .. ان يتغير لكي يفكر بنفس طريقة تفكيري انا
و ليس من حقه هو الاخر .. ان يفرض افكاره الالحادية عليَ .. فان كنت انا احترم وجهة نظره .. انتظر منه ايضا ان يحترم وجهة نظري
انا اقول ان الدين ضرورة .. تماما كما يقول غيري .. ان القوانين الوضعية هي ضرورة
لكن الدين ليست كلمة او كلمتين .. بل هي اكثر من 6000 اية .. و ما يقاربها من الاحاديث
هل كل هذه الايات هي من صميم الكتاب .. ام ان بعضها ادخلت من قبل البشر لاسباب متنوعة .. هذا ما لا يستطيع احد البت فيه في الوقت الحاضر .. و مع ذلك .. يجب ان نتقبل ورود هذا الاحتمال .. و القول نفسه ينطبق على الاحاديث
بل ان اعتراف هذا الكتاب بوجود ايات محكمات و اخرى متشابهات .. تقوي و تعضد فكرتي
الموت و النوم .. و الحلم و الرؤى .. عندما ترى حلما و انت نائم .. لا تستطيع ان تفكر حتى بانك تحلم .. و ان ما تراه او تسمعه ليست حقيقة .. لا تستطيع ان تميز الحلم من الحقيقة الا بعد ان تستيقظ
انظر الى قول الرسول .. كلكم نائمون .. تستيقظون عندما تموتون .. او كما قال
هذا القول .. ان لم يكن دليلا على نبوة محمد .. فانه بالتاكيد دليل على عبقرية هذا الرجل .. شخص يعيش في الصحراء .. يرعى الغنم .. يفكر بهذه الطريقة .. حقا ان هذا امر عجيب
ليس قصدي ان اجبركم على ان تكونوا او تفكروا مثلي .. كل ما اقصده .. ان اثير الافكار و الخيارات و الاحتمالات امامكم .. لكي نفكر جميعا في مثل هذه الامور الشائكة و المعقدة .. فليس من الشرط ان تكون الحقيقة عند المفكرالذي كتب الاف المقالات .. بل يمكن ان تكون الحقيقة عند شخص لم يكتب و لا كلمة واحدة في حياته .. و لذلك قالوا .. خذوا الحكمة من افواه المجانين
و احترامي
..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات