أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟















المزيد.....

هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 23:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف يكون للدولة (دين) ؟
أليس الدين خاصية للشخص الطبيعى ؟
المُـتعلمون المصريون المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة ، عند تعرّضهم للدستور، ومناقشة المادة التى نصـّـتْ على أنّ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ، يتجاهلون التعرض للتعريف القانونى لمفهوم (الدولة) State حيث أنّ الدولة فى التعريفات القانونية (شخصية اعتبارية) مثلها مثل الشركات والهيئات والوزارت..إلخ ، وأنّ الشخصية الاعتبارية ليس لها دين ولاتتعامل بالدين، لأنها تختلف عن (الشخصية الطبيعية) مثل عادل، جرجس.. إلخ حيث أنّ الشخص الطبيعى له حرية اعتناق ديانة مُـعيـّـنة (سواء بحكم الميلاد وتبعيته لوالديه ، أو بإختياره عندما يكبر) بينما الأمر شديد الاختلاف مع الشخصية الاعتبارية ، فإنها تتعامل مع المواطنين بشكل مُـجرّد بعيدًا عن ديانة من تتعامل معهم ، فمصلحة الضرائب (كمثال) تفرض الضريبة على جموع المواطنين بغض النظر عن دياناتهم ، والمعيارهو نوع (الشريحة) حسب نشاط (المُـموّل) وحجم دخله أو نوع وظيفته.. إلخ، ونفس الشىء تفعله مصلحة الجمارك، وهيئة الكهرباء والمياه.. إلخ وتبعـًـا لذلك فإنّ ما ينطبق على أية مصلحة حكومية ينطبق على (الدولة)
فلماذا تجاهل المُـتعلــّـمون المصريون تلك الحقيقة القانونية (البديهية) وتعمّـدوا تجنبها عند مناقشة تلك المادة الدستورية (الكارثية) التى تــُـقسّـم أبناء الوطن الواحد إلى (شعبيْن) بينما (كما هو مُـفترض) أننا شعب واحد ، ونخضع لقوانين الدولة (المُـوحـّـدة) والتى تــُـخاطب الجميع دون تفرقة ، كما هو مُـتعارف عليه فى كافة الأنظمة القانونية. كما أننا نخضع لما تفرضه علينا الشركات والهيئات وكافة المصالح الحكومية ، بما يُـشبه (عقود إذعان) دون تفرقة بين (مسلمين وغير مسلمين)
والسؤال الثانى : (وفق قانون الاحتمالات) أنّ المُـتعلمين المصريين كانوا على علم بالتفرقة بين الشخصية الاعتبارية والشخصية الطبيعية ، فلماذا كان (رعبهم) ورفضهم التعرض لتلك البديهية القانونية ؟ وما تفسير ذاك الرعب وسببه ؟ وهل معناه الانحياز للأغلبية (السكانية/ الدينية) ؟ وهل هذا الانحياز عن تملق لتلك الأغلبية ؟ أم عن توافق مع معتقدها الدينى ؟ أم أنّ السبب الحقيقى هو الانحياز لمؤسسة (الدولة) التى أصرّتْ على تمرير تلك المادة المُـرسّـخة للعنصرية الدينية ؟
كما غاب عن جميع مؤيدى تلك المادة الكارثية فى الدستور (من إعلام وتعليم ومُـتعلمين كبار) تحليل (المضمون) حيث أنّ نتائج تلك المادة (بفرض حــُـسن نية من صاغها ومن أيـّـدها) سوف تؤدى إلى ترسيخ المعانى التالية : 1- أنّ الدولة مُـنحازة لفئة من المواطنين بحجة أنهم يُـمثلون الأغلبية الدينية ، فى مواجهة فئة أخرى بحجة أنهم يُـمثلون (أقلية دينية) وأنا هنا لا أهتم بما يـُـكتب عن (عدد المسيحيين فى مصر) فلو أنّ العدد (واحد مسيحى فقط) فهو فى النهاية (مواطن) له حقوق (المواطنة) ناهيك عن أنّ العدد بالملايين 2- أنّ هذا الانحياز سيترتب عليه تكريس نظرة مؤسسات الدولة لغير المسلمين ، فى كافة التعاملات ، مثل التعيين فى وظائف معينة خاصة وظائف الدولة العليا ، مثل رئاسة الدولة ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة المخابرات.. إلخ وهو ما عبـّـر عنه محمد حبيب (واحد من نواب مرشد الإخوان) حيث كتب ((حين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصر فإنها سوف تــُـبـدّل الدستور السارى حالـيًـا بدستورإسلامى ، يـحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد مناصب عليا ، سواء فى الدولة أو فى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (جريدة الزمان17/5/2005) 3- ومعنى ذلك أنّ الدولة كانت على توافق مع الأصوليين الإسلاميين (مع الاختلاف فى الدرجة) 4- أنّ هذا الانحياز هو فتيل إشعال حرائق الفتنة الطائفية (وهو ما حدث طوال السنوات الماضية) فعند حدوث أية مُـشاجرة بين مواطن مسيحى وآخر مسلم ، تتحوّل إلى (حرب دينية) رغم أنها مُـشاجرة طبيعية حول سعر سلعة أو أجرة خدمة. أو قصة حب بين فتى مسيحى وفتاة مسلمة.. إلخ. والكارثة أنّ تلك المُـشاجرات يترتب عليها (تهجير) المسيحيين من قراهم.
كما غاب عن المُـتعلمين المصريين (الكبار) المغزى الخطير الذى حدث عند صدور دستورسنة1971، حيث كان النص فى دستور سنة1964((الإسلام دين الدولة)) (مادة رقم5) وهو نفس النص فى المادة رقم 149 فى دستور سنة1923 فلما جاء السادات حدثتْ الكارثة فكان النص الجديد ((مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع)) وتـمّ الاحتفاظ بهذا النص فى التعديل الصادر عام2007. وبهذا النص كان على القضاء الالتزام (بمبادىء الشريعة الإسلامية) فكان (قانون الحسبة) الذى أدى إلى فصل الزوج عن زوجته (نصر أبوزيد نموذجًا) وقانون ما يـُـسمى (إزدراء الأديان) إلخ.
وعندما تعرّض فضيلة مفتى مصر (د. شوقى علام) لموضوع الشخصية الاعتبارية ، مشى وراء الثقافة السائدة وتجنــّـب التعرض للتعريف القانونى للدولة (أى دولة) وأنها شخصية اعتبارية ، وبالتالى فإنها ليس لها دين ولا تتعامل بالدين ، أى أنّ فضيلته - مثله مثل غيره - من الذين يـُـغرّدون خارج الموضوع (أنظر مقاله- أهرام 6مايو2016)
وإذا كان هذا هو موقف مُـفتى مصر، وموقف المُـتعلمين المصريين (الكبار) فإنّ مصطفى باشا النحاس (الذى شغل منصب رئيس وزراء مصر أكثر من مرة) كان يرفض كتابة (باسم الله الرحمن الرحيم) على أى مستند حكومى ، وكان يُـبرّر موقفه (بأسلوبه الرقيق الدبلوماسى) قائلا إنّ تلك الورقة قد يكون مصيرها (صفيحة الزبالة) وعندما أعلنتْ وزارة الأوقاف عن مُـسابقة لتعيين موظفين ، تقـدّم للإعلان مسلمون ومسيحيون . وعندما ظهرتْ النتيجة كان من بين الذين تـمّ قبول طلباتهم عدد كبير من المسيحيين ، فألغى وكيل الوزارة نتيجة الامتحان ، فإذا بمصطفى النحاس يـُـصدر قرارًا من بندين : الأول اعتماد قرار تعيين كل المقبولين بما فيهم المسيحيين ، وكان تعليله (فى نفس القرار أنهم مصريون قبل أنْ يكونوا مسيحيين) البند الثانى : تحويل وكيل الوزارة للتحقيق معه. وهكذا كان المناخ السائد قبل يوليو1952.
**



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربى والمصرى والموقف من الاستشراق
- غسان كنفانى : هموم فلسطينية إبداعيًا
- هل يتأثر العقل بالتراث ؟
- نقابة الصحفيين والشخصية المصرية
- هوّ الأزهر مؤسسة للدين ولاّ للسياسة ؟
- لو الرئيس عزل وزير الداخليه.. ح يحصل إيه ؟
- تناقض العلاقة بين الرب العبرى وشعبه المختار
- لماذا الأزهر ضد الوحدة الوطنية ؟
- ما مغزى تحالف (الوسطى) مع المتطرف ؟
- هل للترتث العربى جدوى من استمراره ؟
- الماركيز دى ساد بين المسرح والواقع
- مغزى أنْ يستعين النظام بترزية القوانين
- لماذا لم يتعلم العرب درس التقدم ؟
- عبد الوهاب المسيرى وتفسيره الإسلامى للحضارة
- هل مصر دولة دينية أم مدنية ؟
- ليه النظام خايف يعرض الاتفاقيه على البرلمان ؟
- هل الأنظمة الوطنية تفرط فى أراضيها ؟
- لماذا لا يتم تدريس التاريخ الحقيقى للإخوان المسلمين ؟
- لماذا يدافع الأزهر عن الدواعش ؟
- المفكر الرافض نموذج النسخة الكربونية : د. على مبروك نموذجًا


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الشخصية الاعتبارية لها ديانة ؟