أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار الهاشمي - الدين أفيون الشعوب














المزيد.....

الدين أفيون الشعوب


عمار الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 10:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عبارة (الدين أفيون الشعوب) عبارة شهيرة جدا للفيلسوف كارل ماركس وقد قالها في ضروف أجتماعية وثقافية خاصة فكان يرى الناس يهربون من مشاكلهم الاقتصادية وظلم الاقطاعيين والسلاطين لهم ويتجهون الى الكنيسة لمواستهم على همومهم من دون ان يتجرؤن ويواجهون مشاكلهم بأنفسهم فعندما رأى ماركس هذه الظاهرةالاجتماعية أعتقد ان بمجرد القضاء على الدين يمكن القضاء على الظلم الاجتماعي القائم فقال مقولته الشهيرة .
لكن هل من الممكن تطبيق هذه المقولة على المجتمع الاسلامي , قبل الاجابة عن هذا السؤال يجب توضيح ظاهرة اجتماعية يعترف بوجودها علماء الاجتماع وهي ان التدين ظاهرة اجتماعيةعامة موجودة في شعوب العالم وبصيغ مختلفة وان السبب في ذلك هوان الانسان مهدد بالاخطار ومحاط بالمشاكل وهو اذن في حاجة الى عقائد وطقوس دينية تساعده على مواجهة تلك الاخطار والمشاكل وتبعث في نفسه الطمأنينة تجاهها
والان أعود الى مقولة ماركس وأمكانية تطبيقها في العالم الاسلامي , عند دراسة الاديان هناك حقيقة تأريخية وهي ان الاديان لم تكن دائما مخدرة للشعوب ويمكن القول ان اغلبها في بداية دعوتها كانت ثورة ضد الظلم والطغيان الذي كان سائدا في فترة ضهور الدعوة الدينية ,لكن بمرور الوقت ماذا يحدث للدين هل يبقى محافضا على ثورته وعلى مبادئه التي نشأ عليها والتي من اهمها القضاء على المترفين والمساواة بين الناس ,لااعتقد ذلك بل ان الدين يبدأ بالانجراف مع الدنيا تحت تأثير السلاطين الذين يحكمون بأسم الدين من جهة وتحت تأثير عامة الناس من جهةاخرىلهذا يصبح رجل الدين مضطرا ان يجاري السلاطين في ترفهم ويجاري العامة في خرافاتهم , اذا انحراف الدين ليس عيبا فيه بل العيب برجال الدين لانهم حولوه الى مهنة يرتزقون عليها فهم مضطرون الى مداراة مصدر رزقهم سواء أكان ذلك من الحكام ام من العوام.
ان رجل الدين قديكون ثائرا حين يجد تشجيعا على الثورة من مصدر رزقه (العوام) ويحدث في الغالب عندما يثور الناس على حكامهم فيثور رجل الدين معهم فاذا تقاعس عن ذلك هبطت منزلته بين الناس وباء بالخسران.
فقد حدثنا التأريخ عن سلاطين قمة بالانحطاط والظلم لكن مع ذلك استطاعوا جذب رجال الدين اليهم , ورأينا بعض العوام بلغوا الدرجة القصوى من الانهماك بالسخافات والخرافات وقد ايدهم رجال الدين عليها أو سكتوا عنها خوفا على منزلتهم بين الناس , لذلك فأن مقولة ماركس لا يمكن تطبيقها على الدين في بداية دعوته (الدعوة الثورية) لكن يمكن تطبيقها مع مرور الوقت عندما يفقد الدين بريقه ويصبح لعبة بيد مجموعة من التجار يتاجرون بأسم الدين فيحولونه من مبادئه السامية التي تخاطب الانسانية عند الانسان وتدعوه الى التسامح والمحبة والعيش بسلام الى مجرد أحكام جامدة وطقوس بالية ويبدئون يتكلمون بأسم الرب ويزرعون بداخل الناس البسطاء فكرة انهم الوسطاء بينهم وبين الرب ولايمكن للناس البسطاء الاقتراب منه الى عن طريقهم لانه سلطان وملك عظيم وله حاشية ولا يمكن له ان يقابل الناس البسطاء الى بواسطتهم , فاه ثم اه من تجار الدين الذين افرغوه من روحه الحقيقية.



#عمار_الهاشمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية - والقومية العربية
- من أجل مشروع وطني للقضاء على الطائفية في العراق
- أسطورة الرمز - والنظام الدكتاتوري
- العمائم- والشيطان الاكبر
- مأساة وطن اسمه العراق
- أنسان يبحث عن الله
- هل ينفع رجل الدين أن يكون رجل سياسة


المزيد.....




- نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات
- عطلة رسمية للمسيحيين في 20 و21 نيسان
- هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسط تعزيزات أمنية + في ...
- بين فتوى الخميني و8 أطنان يورانيوم.. إيران لا تملك أسرارا بل ...
- الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين ويفتحه للمس ...
- الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية
- انتحل شخصية يهودي عراقي ليكشف أسرار سرديات الاحتلال.. من فاد ...
- مصادر فلسطينية: 400 مستعمر يقتحمون المسجد الأقصى في ثالث أيا ...
- ثبت تردد طيور الجنة الجديدة على القمر الصناعي بجودة هائلة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمار الهاشمي - الدين أفيون الشعوب