كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 22:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يربط يونغ بين مصطلح شخص والقناع، فأصل الكلمة في اللاتينية تدل على القناع الذي كان يرتديه الممثل للدلالة على الدور الذي كان يقوم به، وفي اللغة العربية ايضا تأتي كلمة الشخص من التشخيص والمشخصاتي التي هو ايضا الممثل..
الشخص هو القناع الذي يرتديه الفرد بانتمائه الى المجتمع، انه قناع النفس الجماعية، قناع يتظاهر بالفردية ويجعل الاخرين والمرء نفسه يعتقدون انه فرد في حين انه لا يفعل شيئا غير القيام بدور من خلاله تتكلم النفس الجماعية.
ان علم النفس عندما يحلل الشخصية انما ينزع عنها القناع، فيظهر ان مايعتقد انه فردي انما هو جمعي في العمق، فالشخصية ليست الا قناع النفس الجمعية.
يتابع يونغ القول، جوهريا، الشخص ليس شيئا حقيقيا انما هو مصالحة بين الفرد والمجتمع فيما يتعلق بما يجب ان يظهر به الانسان في المجتمع، فهو يأخذ اسما ويكتسب لقبا ويمارس وظيفة، وهو ليس اي شيء من هذا كله، ان كل هذا يبدو حقيقيا، ولكن بالنسبة الى الفردية الجوهرية للشخص المعني ما هو الا حقيقة ثانوية، شكلية، تصالحية، غالبا مايكون للاخرين الدور الاكبر في صنعها وليس الفرد بحد ذاته.
فالشخص (او الشخصية) ليست الا مظهر خارجي او حقيقة ذات بعدين اذا اردنا ان نعطيها لقبا.
ويمكن ان نلمس موقف المجتمع من الفرد الذي لا يلتزم بهذا القناع، اي انه يخرج عن الدور المرسوم له، فالمجتمع يقف له بالمرصاد، ويتم نفيه باقسى درجات الابعاد والاقصاء.
ليس سهلا ان ينزع الفرد هذا القناع ويسير بوجهه الحقيقي عاريا، تماما يشبه الامر لو نزع الثياب عن جسده ومشى به عاريا.
وليست المعايير الاخلاقية والعادات والتقاليد التي يلتزم فيها الاشخاص في المجتمع الا هذه الاقنعة التي تقنعنا اننا كائنات اجتماعية بالدرجة الاولى لا يمكننا الافلات من الانتماء، فبدون هوية اجتماعية لا وجود حقيقي للفرد او تحديدا الشخص او الممثل ليس اكثر.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟