ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 5165 - 2016 / 5 / 17 - 18:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في حال ارتكاب جريمة ما فإن أنظار المحقق تتجه مباشرةً نحو المستفيد من الجريمة للاستدلال على الجاني. وإذا طبّقنا هذا المبدأ الجنائي على ارتفاع سعر الصرف للدولار نجد أن المستفيد من هذا الارتفاع بالدرجة الأولى هم:
- كبار المستثمرين الذين يسيل لعابهم ترقّباً لمرحلة إعادة الإعمار. فأيّ مستثمر لكي يحقق أعلى معدّل ربح، يتوخّى أقلّ التكاليف في استثماراته. وهذا ما سوف يضمنه لهم قانون التشاركية الذي أُقِرّ من قبل مجلس الشعب. والذي ترافق مع هبوط شديد ومروّع في قيمة الليرة ما أدّى إلى انخفاض كبير في أسعار الأصول الثابتة للقطاع وفي أجور اليد العاملة التي أصبحت الأرخص في العالم.
- بعض كبار قوى النهب والفساد الذين يقرؤون الأوضاع السياسية جيداً، أدركوا أن التسوية السياسية باتت وشيكةً. وقد لا يكون لهم دوراً في مستقبل سورية كما يطمحون. فسارعوا إلى تبديل عملتهم الوطنية بالدولار تمهيداً لمغادرة البلاد..
- يُجمع المراقبون بأن أصعب مرحلة ستمرّ فيها البلاد هي مرحلة الحكم الانتقالية. لهذا تسعى القوى (المحلية والإقليمية والدولية) المتضررة من التسوية، إلى صبّ الزيت على النار، إمعاناً في تعقيد وتأزيم المرحلة الانتقالية بغية إفشالها. لكي لا تقوم لسورية قائمة بعدها إلى ما شاء الله..
- بعض الدول الإقليمية التي لا حصّة مرضية لها في التسوية، تعمل على إرباك الوضع الاقتصادي وزيادة تعقيده إلى أقصى حدّ، من أجل ابتزاز راعيي التسوية من أنها تستطيع المساهمة بإنقاذ الوضع فيما لو أُعطِيت حصة مجزية، وذلك من خلال ما تمتلكه من أموال هائلة. وبالتالي ينبغي مراضاتها.
- أخيراً وليس آخراً: الجميع يعمل على تسويد معيشة السوريين الذين يتضوّرون جوعاً وذلاًّ وبؤساً ومرضاً وقتلاً وتهجيراً.. فتحوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. وأصبحوا صاغرين مستعدّين لقبول أية تسوية مهما كانت سماتها.. فالمهمّ لديهم أن يبقوا على قيد الحياة!
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟