أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - اصحاب الخيار الثالث














المزيد.....

اصحاب الخيار الثالث


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 381 - 2003 / 1 / 29 - 04:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

تبشر مجموعة من المثقفين العراقيين ممن يعيشون في المنافي بما يسموه  “الخيار الثالث" .. محاولين تبني فكرة تغيير نظام بغداد السياسي بطريقة ديمقراطية بعيدة عن خيار الحرب .. اسموا حركتهم بالتيارالوطني الديمقراطي  والحقيقة ان هذه  المجموعة رغم مثالية طموحها ورغم ان البعض من انصارها والداعين لها هم من بقايا الفكر البعثى الذين خرجوا من ابوابه الخلفية مبكرا  فهى لا تستمد فلسفتها  السياسية من اي ارث ديمقراطي نشا في العراق ومن التسمية تجد انهم كانوا على صواب حين قالوا : التيارالوطنى الديمقراطي اذ ان الحس الوطني سابق في تكوينه للفكر الديمقراطي في العراق فالمعروف للجميع ان العراق عانى بشكل حاد ومباشر خلال كل القرن التاسع عشر من حكم الدولة العثمانية ثم الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الاولى ثم قيام الجمهورية في منتصف القرن على ايدى الرجال العسكريين الذين لا يمكن توقع جريان الدم الديمقراطي في عروقهم والاثبات انهم ادخلوا العراق في متاهات سياسية مشوشة وغير واضحة المعالم ادت الى سلسلة من الانقلابات المتتابعة والتقوقع في متاريس  المفاهيم الحزبية الضيقة تحت مختلف الشعارات والمزايدات والطموحات المعقولة حينا واللامعقولة  في احيان اخر .
العسكر او الضباط الاحرار كما يحلو لهم ان يعرفوا بهذه التسمية والذين خرجوا من ثكناتهم اربعة مرات يمتطون الدبابات وهي كتل حديدية لاتوحي ابدا باى انعاكاسات او بريق للديمقراطية والذين اتقنوا  فن الانقلابات العديدة والاغتيالات  بعد الدرس الاول الذى قام به الضابط الكردي الفريق بكر صدقى  واغتياله الاب الروحى للجيش العراقي الفريق ياسين الهاشمى  لايمكن التوقع منهم ابدا ان يؤسسوا لفكر ديمقراطي في العراق .
وعندما تولى حزب البعث السلطة بعد الانقلاب الرابع استخدم شتى المناورات السياسية لتثبيت حكمه مستخدما لامد محدود الدعوة الى الديمقراطية والى انشاء جبهة سياسية من الاحزاب الاخرى انتهت الى وضع مأساوي وتشريد وشرذمة لتلك الاحزاب وبات رفاق الامس اعداء لدودين للنظام بعد ان تبادلوا انخاب الوهم الديمقراطي.
وقد تعلم صدام من نصف الدرس الاول لبكر صدقى ان لا يكون هناك انقلاب خامس مستخدما ماكنة الاغتيالات السياسية والتصفية الجسدية لرفاقه واعدائه على حد سواء والى تشتيت الجيش  وزجه بالحروب العقيمة .
 ليس غريبا ان تختار هذه النخبة المثقفة والواعية لمخاطر الحرب والاحتلال السير في هذا الطريق الذى يبدو انه طريق "الجلجلة"  في مناهضة تياران اولهما اسلامي متشدد يتلقى دعما من دولة مجاورة والاخر متفقا بشكل تام مع كل الخطط والنوايا الامريكية نحو مستقبل العراق والمنطقة ساعين للنزول الى شواطى الحكم من  على متن بوارج امريكية . فالنخبة المثقفة بطبيعة تركيبها النفسى غير ميالة الى سياسية العنف والقوة لما تحتاجه من مساحة واسعة من الحرية للتعبير على خلاف اصحاب النهج العسكرى المتطرف حيث لا يجدون سوى البندقية هى الحكم والفيصل للتغيير. لكن الاسئلة التى ستطرح نفسها  " هل هناك من سبل لهذه النخبة لتحقيق ولو جزء يسير من طموحاتها وبرامجها في ظل اختلال توازن القوى والاتجاهات ؟ وهل سيقبل الشعب العراقي الموجوع من حكم البعث  ان يرى بعض الايادي تحاول ان تمد  للنظام قشة النجاة لتنقذه من غرق محتوم ؟  وماجدوي هذه التوفيقية التى تقترب من حدود الانتهازية السياسية التى تبحث عن فرصة حشر نفسها بين قطبى الرحى والشعير؟ ثم اي مغامرة غير مدروكة العواقب  يحاولها هذا البعض الذى  امضى عشرات السنوات في التباحث مع نظام سياسي مقيت وغادر ولم يفلح بالحصول على اي نتيجة ؟ هل تستطيع ان تعتمد فقط على عدد محدود من المثقفين الجالسين في المقاهي يتبادلون الاحاديث والنقاشات الفكرية ورسائل البريد الالكترونية والحديث السياسي بلغة ادبية رفيعة مستلذين بنشوة الاستنتاجات والاحلام بغد افضل؟هل يسعون للوصول الى مواقع الحكم ليمارسوا فرض الديمقراطية ام ليعيدوا بناء الذات العراقية بعد سلسلة من التدهور الفكري والوعى السياسي؟ ام انهم تجربيون جدد سيضيعون زمنا ليس بالقصير يحتاجه العراق وشعبه لتغيير واقع الحال واستبدال الصورة الماساوية بصورة مشرقة من الامل والثقة والحرية في اعادة البناء ؟ الايعتقدون ان المدة التى  مضت في التحاور مع النظام  انها مدة زمنية انتحارية ؟الا يدركون انها   مضيعة للوقت وانها ليست الا محاولة عبثية  مع نظام امتدت جذوره الارهابية عميقا في حقل البقاء على كرسي الحكم وهو مزود بامكانيات مالية ضخمة؟ ام انهم يريدون تعلمينا صبر ايوب مجددا بعد ان صبر كل عراقي مليون  مرة بقدر صبر ايوب؟وهل سوف يساعدون الشعب على امكانية التصديق بالطروحات السياسية والدعوات الديمقراطية ؟ هل  سوف ينسحبون اذا فشلت برامجهم ان كانت لديهم برامج جاهزة لاعادة تربية سلوك الفرد العراقى الذى فقد ثقته بكل الاتجاهات السياسية بعد ان جرب معظمها ام انهم سيفرضون الديمقراطية على الشعب بالنار والحديد ؟
اسئلة مشروعة يجد كل عراقى من حقه طرحها ويبحث عن الاجابات الواضحة عنها من اصحاب الخيار الثالث ان كانوا فعلا مهتمين بمتابعة اراء العراقيين  والا فانهم مثل من يحاول  تسويق  سلعة بلا  اجابات على اسئلة الزبائن  قبل الشراء  ولا خدمات  لما بعد البيع؟؟
مع التحيات

 



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطور من رسالة امراة
- حلم
- اللقطة
- المحامي
- التلفون-قصة قصيرة
- سبعة نصوص قصيرة
- لماذا هم ستة وليسوا سبعة!
- سبع قصص سطرية قصيرة جدا
- موقع -الحوار المتمدن- قد صمم لتكون غايته الاساسية مستودعا ام ...
- بذور الامبراطور قصة وعبرة للمعارضة العراقية
- النفط وبصيص النور
- الموت :ضريبة الخطايا
- نظام صدام ونظام كارنو
- مائة عام من رحلة البحث عن الديمقراطية في العراق!
- تبادل المراكز بريطانيا تصنع المشاكل وامريكا تصنع النماذج
- فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي
- الحليم تكفيه الاشارة!!


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - اصحاب الخيار الثالث