أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - --صدام حضارات-في باريس؟....-














المزيد.....

--صدام حضارات-في باريس؟....-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1393 - 2005 / 12 / 8 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- لاحظ هتلر على الفرنسيين عدم عنصريتهم,متنبئاً بأ ن فرنسا ستتحول إلى بلد ملون ومتعدد الأعراق,وهو شيء يمكن ملاحظته الآن عبر صورة تلفزيونية للمارة في شوارع باريس, فيما لايلمس ذلك في برلين أوفي الد ول الاسكندنافية .
ربما ساهم في ذلك , أن فرنسا ذات ماضٍ استعماري,أرادت ,عبر (الفرانكوفونية)وربط مستعمراتها السابقة بالثقافة الفرنسية(وأيضاً بالاقتصاد,كما هو الحا ل في غرب افريقيا),المحافظة على نفوذ دولي من خلال استخدام روابط عابرة للأعراق والقوميات: كان أحد عقابيل ذلك هو فتح حدود الجمهورية الفرنسية أمام مواطني المستعمرات السابقة, أواستيعاب حالات خاصة منهم,مثل (الحْراكيين)الجزائريين الذين كانوا متعاونين مع فرنساأيام حرب التحرير,وخرجوا ليتوطنوا في فرنسا .
كان الجانب الثقافي جانباً رئيسياً في حراك العملية الاستعمارية الفرنسية,ماأدى إلى حالات اصطدام بالثقافات المحلية,لم نجدها عند الانكليز في مصر والهند(مثلاً:التشجيع الخفي والراضي عند المعتمد كرومرلنشاط الشيخ محمد عبده أثناء توليه الإفتاء, بعد تخليه عن الكفاحية السياسية التي كانت له قبيل وأثناء حركة عرابي )فيما وجدنا الفرنسيون يصطدمون بالشيخ ابن با ديس وعلماء الجزائر الذين لم يروا في سياسة فَْرنسة الجزائر العلمنة وتراث فولتير,وإنما شيئاً آخر أقرب إلى مواقف عدائية للاسلام نجدها عند مستشرق مثل هنري لامنس .
إذا كان شخص علماني ,مثل الرئيس الحبيب بورقيبة, قد وجد شيئاً آخر في فرنسة مابعد الاستعمار,فإن السيد راشد الغنوشي قد رأى فيها على الأغلب وجهاً يُذكر بلامنس وإرنست رينا ن , وبالتأكيد فإن موجة التدين واتباع مظاهر وطقوس الاسلام لدى مهاجري شمال افريقيا,في حقبة مابعد السبعينيا ت عندما وصلت حركا ت التحديث العربية (الناصرية-البعثية-اليسار-وقبلهم الليبرالية) إلى مآزقها, تؤكد أن كفة السيد الغنوشي هي الأقوى لديهم,وإلالما كانت الكثيرات من الشابات التونسيات والجزائريات تذهبن سافرات إلى باريس وهناك يقمن بارتداء الحجا ب,وهذا ماينطبق أيضاً على تدين الشبا ب الذي يأخذ هناك مظهر الهوية الثقافية-الحضارية, أكثر منه حالة شعائرية نراها لدى آبائهم في صفاقس ووهران .
لايلاحظ ذلك لدى المسلمين في لندن وبرمنغهام ,فيما لاتأخذ الهوية الثقافية-الشعائرية(في انكلترا وبخلاف فرنسة)مظهر الصدام الثقافي –الحضاري,إلاربما لدى أقليةمن الاسلاميين المتطرفين,فيما نجد المسلمين العاديين(والاسلامي المعتدل)يعيشون حياة طبيعية في بلاد الإنكليز.
يعود هذا إلى أن شروط الإندماج في لندن لاتتعدى القانون العام,فيما يمتد ذلك في باريس إلى الثقافة,التي تشكِل العلمنة الفرنسية(المحددِة والقامعة لنشاط الدين في أطر السياسة والمدرسة والحيز العام للمجتمع لصالح دور لايتعدى القلوب وأماكن العبادة)إطاراً رئيسياً لها,منذ الثورة الفرنسية وبالذات اعتباراً من سنة 1905 عندماانتصرت ثقافتها اليعقوبية الراديكالية على الكنيسة الكاثوليكية وحجَمتها عن أي دور عام في مجالات التربية والقانون والسياسة .
من هنا وجدنا أزمة حجا ب في فرنسا , ولم نجدها في انكلترا أوالولايات المتحدة ,أوحتى في ألمانيا التي أتت للحكم فيها مستشارة من الحزب الديموقراطي المسيحي:لايعني هذا أن فرنسا تعيش "صدام حضارات" بالمعنى الذي قصده صموئيل هنتنغتون, إلاأنه عندما تأخذ الهوية الثقافية موضع رأس جبل الجليد, الذي يحوي التهميش الاجتماعي والبطالة ونقص الخدمات العامة وفقدان حالة الفرص المتساوية مع المواطنين الآخرين,فإن ذلك لايختلف عن وضع أنصار شافيز الفقراء في فنزويلا, وهم من الخلاسيين والملونين بغالبيتهم العظمى,في مواجهة معارضة يمينية تعتمد اجتماعياً على البيض الأغنياء الذين حكموا كراكاس طوال القرنين الماضيين عقب الاستقلال عن الإسبان في عام1821 .




#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟
- فشل الخاتمية -
- الجار الصغير
- حدود النزعة العالمية
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟
- قوة الماضي
- رحيل ذلك الشيوعي المختلف
- تناقص الممانعة العربية للاحتلال
- هجوم روما الفلسفي
- الاحتلالات:من كرومر الى بريمر
- . .. تحولات في الحياة السياسية السورية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - --صدام حضارات-في باريس؟....-