|
في فعاليات ذكرى النكبة
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 14:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في فعاليات ذكرى النكبة بقلم :- راسم عبيدات فعاليات هذا العام في الذكرى الثامنة والستين للنكبة،تميزت بمشاركة شعبية واسعة،ليس فقط في الداخل الفلسطيني- 48 – والضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء،بل امتدت لتغطي معظم الدول الأوروبية والعربية والإسلامية،وما يميز احتفالات هذا العام،هو الإبداع والتنوع في هذه الفعاليات،التي تعمق وتجذر من انتماء شعبنا وتمسكه بحقه في العودة الى أرضه ودياره التي هجر وطرد منها قسراً على يد العصابات الصهيونية،ففي مخيم الدهيشة شاهدنا قطار العودة والشبان ينادون ويدعون الناس للصعود والركوب الى قراهم التي هجروا منها،وفي رام الله كانت الباصات القديمة التي كان يستخدمها اللاجؤون معدة للإنطلاق الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها. في كل عام يزداد شعبنا تشبثا وتصميما على العودة،والفعاليات بأشكالها وتنوعها تأتي رداً على الروايات الصهيونية التي تنكر على شعبنا حقه في العودة وحتى الوجود فمن مقولات "أين هو الشعب الفلسطيني ؟؟؟" الى "كبارهم يموتون وصغارهم ينسون" تسقط على صخرة التصميم والعناد الفلسطيني،أن لا تخلي عن حقه بالعودة. الصراع مستمر ومحتدم مع المحتل بكل الأشكال،وشعبنا يواجه ليس خطراً سياسيا،بل خطراً وجوديا في ظل حكومة صهيونية يمينية مغرقة بالتطرف،تمارس كل أشكال التهويد والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني،حيث مشاريع التهويد تغطي كل مساحة فلسطين التاريخية،فمن مشروع المتطرف العنصري "أريه كنج" لتهويد الجليل الذي كان السبب المباشر لإندلاع يوم الأرض الخالد في 30/3/1976 ،حيث دافع شعبنا عن أرضه ووجوده بالدم والتضحيات،الى مشروع "برافر" التهويدي لمنطقة النقب،والتي كان المهرجان والمسيرة المركزية لهذا العام من نصيبها تاكيداً من شعبنا بأنه شعب حي لا ولن يموت ولن يغادر أرضه في نكبات جديدة،والقدس والضفة الغربية هي الأخرى تتعرض الى "تسونامي" إستيطاني يغير من واقعها الجغرافي والديمغرافي جذرياً. حق العودة يشكل احد اهم مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني،وهو غير قابل للتأويل ولا يسقط بالتقادم،ولا يمتلك أي كان الحق في التنازل عنه،رغم اننا نشهد الكثير من المؤامرات التي تستهدف إلغاء وشطب هذا الحق،وقد يستغرب البعض من ان الحرب الحالية التي تدور رحاها في سوريا،واحد من أهم اهدافها،الشطب الكلي للقضية الفلسطينية،فتطويع المنطقة بسقوط سوريا والعراق،يعني إعادة رسم خرائط المنطقة،بما يشمل تصفية القضية الفلسطينية حقوقاً وقضية ومشروعاً. المجتمع الدولي والأمم المتحدة يتحملان المسؤولية كاملة عن إستمرار نكبة شعبنا،فإسرائيل كدولة مارقة قامت بقرار من الأمم المتحدة ،واستمرت بالتمدد والتوسع على حساب شعبنا الفلسطيني وأرضه،رغم عشرات القرارات الدولية التي اكدت على بطلان إجراءات وممارسات الإحتلال بحق شعبنا الفلسطيني،وعلى حق شعبنا في العودة الى أرضه التي طرد وشرد وهجر منها قسراً،ولكن لم نلمس وجود إرادة دولية جدية لتنفيذ أي من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية،وفي المقدمة منها حق العودة،بل وجدنا ان امريكا ودول الغرب الإستعماري التي تتشدق ليل نهار بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها،شكلت مظلة سياسية إسرائيل في الأمم المتحدة تحميها من أية عقوبات او قرارات قد تفرض او تتخذ بحقها نتيجة لعدم تنفيذها لأي من القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية،بل تلك الدول التي رعت وأحتضنت هذا الكيان الغاصب واوجدته في قلب الوطن العربي،جعلت منه كياناً فوق القانون الدولي،في "تعهير" سافر للقانون الدولي وإزدواجية في معايره وإنتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية،حيث جرى ويجري تطبيقها على الأمة العربية والإسلامية بشكل خاص،وبما يخدم اسرائيل والقوى الإستعمارية الغربية والولايات المتحدة الأمريكية. من يعتقد بأن مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية وجوهرها حق العودة قد تنجح،فهو واهم،والبعض قد يستفيد من الحالة الفلسطينية الضعيفة والمنقسمة على ذاتها في محاولته لتمرير مشاريع وإطلاق مبادرات تقوم على تصفية هذا الحق،ولكن أي قيادة فلسطينية قد تتخلى عن هذا الثابت فهي ستنتحر سياسياً،نصف شعبنا موجود خارج الوطن يحمل مفاتيح العودة ويسلمها من جيل لجيل،ووعي بدل ان "يتقزم" ويُطوع،نجد انه يتجذر ويزداد قناعة وتشبثاً بحقه بالعودة،وكذلك مشاريع السيطرة على الذاكرة الجمعية لشعبنا وتشويها عبر اللقاءات والمشاريع التطبيعية تفشل فشلاً ذريعاً،ولا يغير من حقيقة الأشياء "عبرنة" الأسماء للقرى والشوارع والبلدات الفلسطينية،ولا بد من عملية توعية وتثقيف شاملة يستحضر فيها في المنهاج والمحاضرات والندوات والمسيرات والمهرجانات،كل الأسماء العربية لها للقرى والبلدات العربية المدمر منها وغير المدمر،وانتاج افلام وثائقية و"فيديوهات" و"يوتيوبات" ومعارض صور ورسوم كاريكاتيرية توثق لعادات وتقاليد والتراث وكل مظاهر الوجود والمعالم التاريخية والحضارية لقرانا وبلداتنا المدمرة. التشبث والتمسك بحق العودة ليس مسؤولية الأحزاب والقوى،بل هي مسؤولية جماعية،يجب على كل فرد منا تحملها،وان يكون بمثابة بوق اعلامي لها،حينها فإننا نقصر الطريق على مشروع إحتلالنا ونكبتنا. إن مجابهة المخطط والمشروع الصهيوني القائم على شطب قضيتنا وحقوقنا وتفكيك مشروعنا الوطني،يجب ان يجابه وفق استراتيجية فلسطينية موحدة،استراتيجية تقوم على إنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الوطنية والتحلق حول المقاومة والصمود. صحيح أن النكبة تولد عنها الكثير من النكبات،في ظل هجوم شامل نتعرض له كشعب فلسطيني يستهدف وجودنا،ونفي حقوقنا،ولكن ما هو أصح بأن الأجيال الفلسطينية التي لم تعايش النكبة او ما يسمى بالنكسة او التي ولدت ما بعد اوسلو،واحد من أخطر مشاريع تصفية القضية الفلسطينية،هي الأكثر تمسكاً بحق العودة،وهي من تحرك وتقود الميدان في إنتفاضته الشعبية،وهي التي تقول بأن لا حل بدون حق العودة.
القدس المحتلة – فلسطين 16/5/2016 0524533879
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختراق الوعي....والمال المشروط
-
معركة حلب ....ستحدد الإتجاه والوجهة
-
في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر
-
السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
-
منطقة .....وأربعة مشاريع
-
القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
-
أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
-
تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
-
هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
-
المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
-
جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
-
اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
-
احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
-
تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
-
مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
-
المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
-
النايف شهيداً.....القيق منتصراً
-
ماذا فعلنا لأجل القيق؟
-
السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
-
عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|