أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - جمال السويدي يحذّر من السراب














المزيد.....

جمال السويدي يحذّر من السراب


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 13:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كأنني كنتُ أتوقّع! لو لم يفُز هذا الكتاب بتلك الجائزة الرفيعة، لكان هناك شيء خطأ. حين سمعتُ مفردة "السراب" تخترقُ صمتَ القاعة المترقبة، لحظة إعلان الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، صفقتُ في قلبي: أولا لحدسي السليم، ثم للجنة المثقفة التي اختارت هذا العقل النيّر لتُتوّج مسيرته العلمية والفكرية المحترمة في دروب السياسة بعد عديدِ جوائزَ من جامعات ومؤسسات عالمية عريقة.
إنه المفكّر الإماراتي د. جمال سند السويدي الذي كرّمته مصرُ مؤخرًا بجائزة نجيب محفوظ للآداب، ويعدُّ أحد أبرز المفكرين الاستراتيجيين الذين نجحوا في تفكيك شرانق جماعات الإسلام السياسي، وتحليل نواتّها الإجرامية تاريخيًّا وفلسفيًّا وعَقَديًّا من أجل التبصير بأحابيلها الزلقة التي تلتفُّ حول أعناق النشء الجديد لتجنيده فيكونوا أذرعها في تفتيت الأوطان وتخريب العالم.
تُرجم كتاب "السراب"، الصادر قبل عام، إلى عديد اللغات الأجنبية، حتى يتعرّف العالم على خفايا مطبخ التنظيمات الجهادية والجماعات التكفيرية وطبيعة فكر أولئك الخارجين عن ناموس الإنسانية، الذين يدمّرون البشر والحجر والفكر والأثر مع كل نهار جديد. كان من الحتميّ نقل ذلك الكتاب إلى ألسن الدول الغربية التي تدعم الإرهابيين لتقويض المجتمع العربي بزرع السرطان في جسده، وكذلك الدول التي تقف على الحياد لأنها لا تكترث بهم، ولا بنا، فيوقن الجميعُ أن أولئك هم المغول الجدد وأن على العالم أجمع أن يحتشد ليضيق الحصار عليهم قبل أن تتوسع دولتهم الوحشية المزعومة وتغطي الأرض بالدم، وتملأ السماءَ بصرخات الثكالى. ومازلتُ أرجو أن يتم تعميمُه في مكتبات الوطن العربي وصالونات النوادي الاجتماعية، وومحافل الجامعات والمعاهد، حتى يتعلم الشبابُ خفايا ذلك الفكر الإقصائي الدموي، علّنا نفوّت على تلك الجماعات فرصة تجنيد شبابنا الغافل. كما آمل أن تنتثر قطوفٌ من كتاب "السراب" في مناهج التعليم بالسنين الإلزامية الأولى حتى نزرع في قلوب صغار النشء رفضَ ذلك الفكر الوحشي، فننزع فتيل الفرص المحتملة لاختراق أولئك الصبية الأبرياء، حين يشبّون، بعدما يتعلمون منذ الصغر أن كل الشعارات التي ترفعها تلك التنظيمات حول العدل والمساواة والتُقى والإيمان، إنما هي سرابٌ في سراب، وأن كل ما يشغل رؤوس الإرهابيين ليس إلا مغانم السلطة وسرقة كراسي الحكم للتنكيل بالشعوب وإذلال الرجال، وسبي النساء، وسرقة الأطفال والثروات وتحطيم ميراث البشرية الثري، تمامًا كما تفعل داعش اليوم.
يؤصّل الكتاب في800 صفحة المنشأ التاريخي والإطار النظري لنهج الإسلام السياسي، بين الواقع والخرافة متأملا وثوق الصلة، أو انعدامها، بين هذا النهج وبين صحيح الدين كما ورد في القرآن والسنة. ثم يتأمل العلاقة التاريخية المرتبكة بين الدين والسياسة عبر التاريخ. ثم يحلل أربعةَ نماذج من الجماعات الدينية السياسية: "الإخوان المسلمون" بوصفها الرحِم الحرام الذي لفظ كلَّ ما بعدها من تنظيمات متطرفة، ثم "السلفيون" وهم الوجه التنظيري لكل ضربة سيف تُطيّر عنقًا وكل رصاصة تخترق رأسًا، ثم "السروريون"، نسبة إلى مؤسسها "سرور بن نايف"، وهو معلّم رياضيات سوري نزح للمملكة العربية السعودية لتدريس الرياضيات ثم برع في نهج التكفير والجهاد، وأخيرًا التنظيمات الجهادية التي تنثر الرعب وتزرع الويل أينما حلّ رحالُها. ثم نقف على الرؤية الختامية حول تلك الظاهرة المعاصرة التي تحيق مخاطرُها بالعالم وتهدد بتقسيمه وتدمير بنيته التراثية والحضارية كما لم تفعل القنابل النووية والهيدروجينية في بلاد الله. الكتاب مُصاغ بلغة سلسلة عذبة وموثق بالمراجع التاريخية، ويعدُّ في تقديري حجرًا عثرًا في طريق انتشار هذا الفكر الشيطاني الذي يهدد الإنسانية. نموذج محترم لمحاربة الدماء بالفكر، ومواجهة قطع الرقاب بالمعرفة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عينُ الطائر... والزّمارُ البدين
- مهنتي الكتابة | كُن كاتبًا تمشِ في الطرقات حُرًّا
- بناءُ الإنسان في الإمارات
- اليماماتُ مذعورةٌ في بلادي!
- قراءة في كتاب -دفتر العمر-
- تحت شرفة عبد الوهاب … كَم تُرتكب من جرائم!
- السير يعقوب وليلى ابنة الفقراء
- الإمارات تكسر شرانقهم |الأسبوع العالمي للتوّحد
- تعالوا نمشيها نكت
- حُلم | قصيدة للشاعرة فاطمة ناعوت
- دعاء خصم فاطمة ناعوت | كيف ندعو على ظالمينا؟
- أجدلُ السعفَ لأنني أحبُّ
- ما الهزيمة؟
- القطة .... التي كسرت عنقي
- العصفورُ المتوحّد
- أولاد الوزّة
- سامحيني يا سمراء | أم الشهيدة والأرنب المغدور
- أيها الشعراء غنّوا وأُسجنوا!1
- قفص العيب
- مَن هُم خصومُنا؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - جمال السويدي يحذّر من السراب