أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إنتخاب علاوي مخالف لروح الدستور














المزيد.....

إنتخاب علاوي مخالف لروح الدستور


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 10:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يفخر العلماني بأنه حريص على المعنى وليس النص الحرفي في قراءته لمختلف النصوص, على العكس من المتدين الأصولي. ويحاجج العلمانيون ومعهم البعض من الفقهاء الإسلاميين أيضاً, بأن مسألة "سبب النزول" للاية القرآنية يجب ان يعتبر مصدراً اساسياً لفهمها وفهم القصد منها وليس النص الحرفي وحده.

الفكرة من مراجعة اسباب النزول للنصوص القرآنية والحادثة المعينة المتعلقة بحديث شريف, هي اننا يجب ان لانكتفي بالنص, فالحروف ليست مقدسة, وانما المعنى الذي تنقله, ولا يمكن دائماً الوصول الى ذلك المعنى من خلال قراءة الحروف لوحدها, بل لابد لنا من ان نسمح لعقلنا ان يتدخل في قراءته وتفسيره.

لنترك النص الديني جانباً, ونلق نظرة على نص اخر في ضوء هذا المبدأ العلماني. النص الاخر هو موضوع الساعة, على الاقل بالنسبة الى العراقيين المقبلين على الإنتخابات, وهو نص الدستور العراقي, وبالتحديد ما جاء فيه حول مبدأ فصل السلطات.
والحقيقة ان هذا المبدأ من الاهمية بمكان بحيث يعتبر احد اعمدة الديمقراطية في العالم, ليس في الغرب فقط بل ولم يشذ عنه حتى الدستور العراقي الأول, حيث اخذ دستور 1925 بمبدأ فصل السلطات التنفيذية، والتشريعية والقضائية.

و في الدستور العراقي الحالي نص صريح :
الباب الثالث: السلطات الاتحادية المادة (46): تتكون السلطات الاتحادية من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس اختصاصاتها ومهماتها على اساس مبدأ الفصل بين السلطات.

وما يشجعنا في تسليط الضوء التفكيري الباحث عن المعنى على هذا المبدأ هو انه (المبدأ) لايتجسد في أي نص لاية مادة في اهم الدساتير العالمية الحالية المطبقة له, الدستور الامريكي, لكنه متضمن بشكل واضح في تركيبة مواد الدستور الذي اعطى السلطات التشريعية للكونغرس, والتنفيذية للرئيس والقضائية للمحكمة العليا والمحاكم الاخرى الأدنى.

على تلك القراءة لمعنى هذا النص
ولكي ننظر الى هذا النص على ضوء قراءة معنى النص وليس حروفه فقط, نحتاج الى مراجعة تأريخية تمثل بالنسبة لهذا المبدأ ما تمثله "اسباب النزول" بالنسبة للآيات القرآنية.

تعود فكرة المبدأ الى اليونان القديمة, في زمن ارسطو, ثم طورت الفكرة على يد الفلاسفة الانكليز والفرنسيين. ففي عصر التنوير اعتمد العديد من الفلاسفة مثل جون لوك وجيمس هارنكتون المبدأ في كتاباتهم, وكان الفيلسوف السياسي الفرنسي مونتسيكيو من اشهر المؤيدين للمبدأ, وهو الذي استوحت الثورة الامريكية منه مبادئ دستورها.
فكرة مبدأ فصل السلطات هي توزيع القوة في جهات مختلفة تؤمن مراقبة بعضها وتوازن سلطاتها.

يقول جيمس مادسون, احد مؤسسي الدستور الامريكي, ان تجميع القوى في نفس المكان هو تعريف التسلط بذاته, ويقول لورد اكتون: السلطة تنحو الى الفساد, وحيث تكون السلطة مطلقة, يكون الفساد مطلقاً.

من كل هذا نستنتج ان "المعنى" من مبدأ فصل السلطات الدستوري هو الحرص على عدم تجميع قوة كبيرة في ايدي جهة واحدة, لأن في ذلك فساداً وخطراً على الديمقراطية.

لقد فكر فلاسفة وسياسيي البلدان التي بنت الديمقراطية في الماضي, فكروا وحددوا القوى الأساسية التي ستكون لها قوة التأثير على الساحة بعد اعلان الديمقراطية والحصول على حكومة منتخبة, فوجدوا ان تلك هي القوى الثلاثة المشهورة : التشريعية والتنفيذية والقضائية, فحرصوا على ان لاتتجمع اية اثنتين منها في يد واحدة.

والان لنعد الى العراق ونحاول ان نقرأ ماهية القوى الموجودة على الساحة (بعد الانتخابات)؟ هناك بالطبع الحكومة بسلطاتها الثلاثة ولكن هناك أيضاً في العراق قوة إضافية أقوى من الحكومة وسلطاتها, هي قوة الاحتلال الامريكية!
فإذا وصلت حكومة متفاهمة تماماً مع الأحتلال, فأن هذا الفريق"المتفاهم" سيمتلك سلطة كبيرة للغاية, خطرة على الديمقراطية, مماثل لخطر تجمع السلطات الثلاثة لدى الحكومة ان لم يكن اشد.

موضوع سجن الجادرية يقدم لنا مثلاً واقعياً. فلو ان "الاكتشاف" الامريكي تم في زمن حكومة رئيس وزراء صديق تريده اميركا, مثل علاوي أو الجلبي أو مثال الالوسي مثلاً, لما كان متوقعاً ان تكشف اميركا موضوع السجن. التفاهم بين السلطات سيغطي كل الفضائح!

لذا, فأن إحترام فكرة قراءة المعنى وليس النص الحرفي وتطبيقها على الدستور ومبدأ فصل السلطات يشير الى وجوب منع وضع كل تلك السلطات الكبيرة في يد فريق واحد يتكون من القوات الامريكية وحكومتها المفضلة, لخطورة ذلك على الديمقراطية.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل للموقف العراقي بعد عملية كشف سجن الجادرية
- في شغل المناصب الحساسة, المتهم مذنب حتى تثبت براءته
- لفيروز...من قلبي سلام
- أسلاف قناة الجزيرة
- لاتشتموا الماء لأنه يخرّ من الثقوب
- أرهاب قانون الارهاب
- الإيحاء بالدونية
- أتحج طوائف المسلمين معاً في العيد القادم؟
- افكار اثارتها الاخبار - 1
- لماذا اعتقل الكردي الجريء كمال سيد قادر؟
- ملاحظات على حملة -نعم للدستور- الاعلامية
- الحزب الشيوعي العراقي وتساؤلات عن المحتوى اليساري في مواقفه
- أنا اقول لا: مراجعة قبل التصويت على الدستور في العراق
- عشرة طيبين يكتبون ميثاقاً لجزيرتهم
- علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد
- فتوى السيد الاخيرة
- إيمان العلمانيين بالزرقاوي!
- عراقيوا الخارج خارج الدستور
- تعديلات الدستور تزيده اعوجاجاً: الغاء مادة حقوق الانسان الدو ...
- تأجيل الدستور لتعديلات طفيفة لاقناع اليسار العراقي للتصويت ع ...


المزيد.....




- في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير ...
- احتفالا بفوز ترامب.. جندي إسرائيلي يطلق النار صوب أنقاض مبان ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يتسلم مهامه ويدلي بأول تصريحات ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض عدة اهداف جوية مشبوهة اخترقت مجالنا ...
- شاهد.. لحظة هبوط إحدى الطائرات في مطار بيروت وسط دمار في أبن ...
- -هل يُوقف دونالد ترامب الحروب في الشرق الأوسط؟- – الإيكونومي ...
- غواتيمالا.. الادعاء العام يطالب بسجن رئيس الأركان السابق ما ...
- فضائح مكتب نتنياهو.. تجنيد -جواسيس- في الجيش وابتزاز ضابط لل ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- تحليل جيني يبدد الأساطير ويكشف الحقائق عن ضحايا بومبي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - إنتخاب علاوي مخالف لروح الدستور