ما معنى ان تضيع فلسطين ثانية

صالح الشقباوي

الحوار المتمدن-العدد: 5161 - 2016 / 5 / 13 - 16:22
المحور: القضية الفلسطينية
    

ما معنى ان تضيع فلسطين ثانية؟!

صــــــــــالح الشقباوي

ان جوهر التحليل السسيولوجي لمكونات الفينومنولوجيا الفلسطينية ، تؤكد ان الفلسطيني مازال يعيش اجواء صاخبة من القلق الانطلوجي على وجوده

فهو مازال قابعا على ظهر سفيتة الطوفان الصهيوني التي تدور به في المنافي وفوق اسطح البحار المظلمة منذ بدايات نكبته 1948، دون ان يصل الى

يابسته "دولته" التي تزوده بالماهية والمعنى والرمزية، خاصة وان الفلسطيني لم ينجح في تحقيق اكتمال ذاته ، وانه يعيش حياة منقوصة مع تشظي

الهوية، صحيح انه يمتلك علما ، ونشيداوله رئيسا ، يمتلك كل خصائص اكتمال هويته ، لكن هذا الاكتمال لا يتوزان سياسيا وماهويا وكينونة دون امتلاكه

لمعامل الجغرافيا" الارض"، فالصهيوني مازال يمارس عليه ثنائية الاستعباد، كما ويمارس عليه ثلاثية جدله الديالكتيكي الذي يفرغ مضامين وجوده من

جوهرها ، فالارض بكل حدودها التاريخية ملك للصهيوني ووجود الفلسطيني فوقها لا يعطيه الحق بأمتلاكها ، رغم ادارته لها وممارسته كل الطقوس التي

توحي انها له، لكن الوقائع الصهيونية تؤكد عكس ذلك، وتضحض فكرة الامتلاك الفلسطيني لها، لأن التداول الفلسطيني بتجاه امتلالكها فشل حتى في

اقناع

العالم ان اراضي الضفة والقطاع بما فيها القدس اراض محتله "242"، بل يقر انها اراض متنازع عليها، لم يبت في تقرير مصيرها ، لتصبح ارض

محتلة من قبل اسرائيل ، وهذاالمعطى الدولي هو من يقف حجر عثرة كبير في وجه الرئيس ابو مازن الذي ما زال مستضعفا ولا يمتلك ناصية القوة

لفرض مفاهيمه، على العقل العالمي الفعال ، خاصة وان محيطه العربي والاسلامي يعيش نكسة وهزيمة وتفكيكا ، مما اضطره للالتفات الى قضاياه

الداخلية ، وساعد القوى المهيمنة على القرار الدولي في التراجع عن التزاماتها الاخلاقية والسياسية والتاريخية اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني

لان هذا التراجع وهذا التخلي يمارس دون ان يكون له ثمنا ودون ان تمس مصالحه في المنطقة بأذى او خدوش عربية او اسلامية تذكر ، وهنا تبرز


اشكالية كبرى للفلسطيني التي وضعت حقوقه وقضيته مجددا على طاولة الشطب والتجاوز والعدم ، فالصهيونية نجحت في اقناع حلفاؤها العرب

وحلفاؤها المسلمين في ضرورة التخلص من هم قضية فلسطين ليعيشوا بأمن وامان ، كما عاش الثور الاسود مع الاسد" كليلة ودمنه".

#صالح_الشقباوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات