التعدد ، نعمة ام نقمة؟

هوشنك فرزندة هركي

الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في ظل المجتمع الدولي القائم وتحت تقسيمات الحدود المرسومة على الخارطة السياسة حالياً، تظهر انواع من الدول من حيث التعدد، فتاره نجدها انها دولة بسيطة، وتاره اخرى نفس الدولة تكون مركبة ومعقدة.
سنبدأ بتسليط الضوء على التعدد القومي، حيث ان الدولة التي تتكون من عدة قوميات غالباً ما تكون بيئة جاهزة لإحداث المشاكل و شرخ الصف، وذلك لأن القومية التي تمثل اغلبية في الدولة من الصعب عليها الإعتراف بحقوق القوميات الأخرى (الأقليات) التي تعيش معها تحت غطاء سلطة واحدة. اما اذا كانت الدولة تتألف من قومية واحدة مثل السعودية نراها متماسكة والمشاكل القومية العنصرية نراها تتضائل هناك وان لم تكن معدومة بالمعنى الأصح.
من جهة اخرى نرى التعدد الحزبي والذي يمثل وجها بارزا من اوجه الديمقراطية، ولكن نلاحظ في بعض الدول ان التعدد الحزبي قد ادى الى عدم الإستقرار ويتمنون الرجوع الى نظام الحزب الواحد الحاكم من اجل الانتهاء من مشاكل السعي للفوز بالسلطة والتركيز على تقديم الخدمات للشعب.
اما الطامة الكبرى فهي التعدد الديني، حيث ان الأديان جائت لهداية الناس وحثهم على الخير والابتعاد عن الشر وعن المساس بحقوق الآخرين ولكن اصبحت في يومنا هذا طريقا للصراع بين المختلفين في الدين لا وحتى في المذاهب من دين واحد. مثلا نرى في نيجيريا صراعا بين المسلمين والمسيحيين وفي بورما بين المسلمين والبوذيين. وفي العراق تجد النوعين من الصراع ، صراع المذاهب من دين واحد (شيعة وسنة) وتاره اخرى صراع الاديان (داعش بأسم الإسلام يكفرون الآخرين ويستبيحون املاكهم).
من خلال ما اسلفناه، نصل الى خلاصة وهي ان هناك دولاً فيها كل هذه الانواع من التعدد ولكنها تنعم بالإستقرار والتطور الدائم. وهذا يدل ان شعوب هذه الدول لديها من الوعي مايكفي لتقبل الآخرين والإعتراف بحقوقهم. فالوعي الموجود لدى شعوبها لم يأتي من فراغ بل انه اتى بعد صراعات ايضاً كانت نتيجتها القتل والدمار والجوع، لذا قاموا بتغيير افكارهم وبنوا جيلا جديدا لا يعرف معناً للعنصرية ومشاكلها. لذا اضحى التعدد لديهم نعمة من خلال تعدد الثقافات في البلد الواحد مما يجعله بلدا سياحيا من الطراز الرفيع. اما لدى الدول الاخرى فهو نقمه لعدم توفر الوعي لدى الشعب.
(ممكن ان يكون للشخص جنسيتان او ان يتلكم عدة لغات ولكن لن نرى ابداً شخصا يعتنق ديانتان كالإسلام والمسيحية).
هوشنك هركي / استاذ في كلية القانون والسياسة – جامعة نوروز

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات