نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 21:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
51
,كلمة (جِن)في نظري هي وصف عام لكل الفصائل المخفية عن أنظارنا: فمنها الملائكة , وهي مخفية بحكم تكوينها الأثيري , ومنها (الجان) وهو فصيل مخلوق من النار ..{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} الرحمن15 , ومنه فصيل الإنسان (أو المماثل للإنسان) الذي يعيش في مكان آخر من الكون , وهو مخفي بحكم بعد مكانه عنا. وفي المعاجم : جَنَّ الشيءَ أي ستره , وكل شيء سُتر عنك :فقد جُنَّ عنك.وكان أهل الجاهلية يسمون الملائكة جنا لاستتارهم عن العيون. وقال الأعشى يذكر نبي الله سليمان (ص): وسحّر من جِن الملائكة تسعة قياما لديه يعملون بلا أجر. وقد قيل في قوله "إلا إبليس كان من الجن" أنه عنى الملائكة" .وقال الفراء في قوله تعالى : وجعلوا بينه وبين الجِنة نسبا, قال يقال الجِنة ههنا الملائكة, يقول جعلوا بين الله وبين خلقه نسبا فقالوا الملائكة بنات الله (ابن منظور – لسان العرب ) . ,قد أفهم من ذلك أن الجِن أيضا هم من ساكني الكواكب المهيئة لاستضافة حياة مناسبة لأمثالنا من البشر وهم مخلوقات مخفية عنا بحكم سكنها في كواكب حضارات ذكية أخرى في أغوار الكون البعيد ,أم تُرى هم جزء من الكون غير المرئي . ولما كان لفظ (الجن) يشمل كل فصائل الجن كما أسلفنا , ولفظ "الإنس" جامع لفصائل الإنسان , لذا كان خطاب الله تعالى إلى الفصيلين:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}الرحمن33 , والله تعالى هنا لا يثبِت عليهما العجز , ولكن يحدد لهما شرط الاستطاعة (السلطان) وهو العلم . وهل الجِن والإنس المخَاطَبين في الآية هم مَن بلغوا شأنا حضاريا متقدما جدا في حضارات ذكية في أماكن ما من الكون .ذلك يؤيد ما ذهبنا إليه مِنْ أن مِنَ (الجن) فصيل إنساني يعيش في مكان آخر من الكون خارج كوكبنا , ولما كان أفراد هذا الفصيل يشبهوننا نحن الإنس على نحو ما, فجاز اعتبارهم ممن قَبِل حمل الأمانة مثل الإنسان لأنهم ممن سيحاسَبون على أعمالهم وسيجزوْن بجنة أو نار :{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود119 ," حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" . يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟