نور الحُسين علي
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 21:50
المحور:
المجتمع المدني
أنا ضد فلسفة "البراءة" .
كثيراً ما أستمعُ لهذه الكلمة "بريئة"، يصفني بها الرجالُ وجمهرةً من نوع النساء الوديعات عادة، تعبيراً عن تفاصيل وجهي الطفولي،أو قد يكون نتيجة تصرفاتي العفوية في أحيانٍ كُثر.
نحنُ ننعت الطفل بالبراءة ،لأنهُ جاهل بالحياة،بتفاصيلها بتجاربها ولايعيّ لمقدار الدناءة التي تتمخض عنها .
أنا أرفضُ كثيراً هذا الوصف،لأنه مرادف لمعنى أنْ تكون جاهلاً،قليل الخبرة وضئيل التجربةً ،والأهم إنك فرداً لاتتعلم من أخطائك بعد تجاوزك العشرين من بضيعات السنين التي عشتها ها هُنا .
" وُچ عيني شنو هالبنات ماعدهن براءة"، أستمعتُ لمثل هذه الجمل من قبل مدّرسَات ينعتنَ بها طالبات في المدرسة حينما كنتُ محاضرة لمادة اللغة العربية يوماً ما.ومما أثار أنتباهي وترك فيّ نظرة أرتياب، كيف أن المجتمع التربوي مازال يحكمُ ظاهرياً على طبائع وتصرفات الأجيال التي ينتجها !. لمجرد قول رأي ،أو التعبير عن فكرة تختلف فيها مع المعلمة ،لا لشيء سيء أو بذيء كما هو متعارف.
أنا ضد فلسفة البراءة،بل مع التعلم وأكتساب المعرفة،مع تحديات التجربة مهما كانت مؤذية فأعظم التجارب هي التي تصنعُ منا أفراداً ناضجين ومتفهمين لمعانٍ الحياة.ماقيمة بكاء أنثى بريئة بعد خديعتها من قبل رجُل ،ماقيمة خديعة شاب وأستلاب أمواله لمجرد كونهُ بريئاً وأستبعدُ هذا الاحتمال لأن البراءة صفة ملصقة بالأنثى بفعل دور المجتمع الحاجم لها من الأختلاط والأندماج به.
ماقيمة أن اكون جاهلاً ،غير عارف ،وغير معترف به ،فقط ليقال عنك بريء؟!
#نور_الحُسين_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟