حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 08:04
المحور:
المجتمع المدني
سأبدأ بنموذجين تمهيدًا للموضوع. نُشِرٓ-;- بإحدى الصحف الإلكترونية خبرٌ عن تحرش عميد كلية إقليمية بعضوة هيئة تدريس، فصرخت حتى تجمع خلق الله. هذا هو الخبر، فما هو تعليق القرّاء؟ كانت التعليقات ستة، إثنان منها تَهَكَما على الموضوع، وإثنان جاءا خارج الموضوع تمامًا وكانا عن ضرورة التخلص من الأساتذة المتفرغين لإتاحة الفرصة للشباب، وإثنان ردًّا عليهما. وحقًّا ما دخل الأساتذة المتفرغين بحكاية التحرش وبالخبر؟! وأية فرص أخذوها من الشباب وهم أصلًا مُبعدون ولا يشغلون مناصبًا إدارية؟!! تعليقان فيهما حقدٌ مَرَضي كريه يُظهٓ-;-ر نفسَه في أيةِ فرصةٍ ولو كانت عن موضوع كروي أو اقتصادي أو طبيخ.
النموذج الثاني هو صديق لي يتندر على أداء إبنِه في الامتحانات، فهو دائمًا يَطمئن منه على ما أدى، ويكون ردُ الإبن "لبلب يا بابا لبلب"، وإذا به راسب جدًا!! هذا هو فعلًا حال معلقي المواقع الإلكترونية والمتلطعين على فيسبوك. يتصورون في أنفسهم الذكاء والألمعية والموسوعية، في كل شئ، في الدين يتكلمون فيُفتون ويُفسرون أو يُسفهون الديانات الأخرى، في السياسة والاقتصاد تحليلاتهم كما الأرز، لا يعترفون أبدًا بالتخصص، لبلب لبلب. هذا غير الأخبار الكاذبة والفبركة والتأويل المؤامرات الكونية والسِباب بكل الأقارب والمعارف.
أصبحت تعليقات القرّاء والتلطيع على فيسبوك متنفسًا لكل تعبان نفسيًّا واجتماعيًّا؛ لم تعد تلك المواقع مكانًا سَوِيًّا للنقاش وتبادل الرأي، على العكس فقد أظهرت أسوء ما في النفوس من حقد وكره وكذب وتناحر. الميزة التي يمكن الخروج بها من فيسبوك ومن تعليقات القرّاء هي معرفة البشر على حقيقتهم، فمن اختبأ خلف الأخلاق والتعقل انفضَحت على تلك المواقع سوءات ما بداخله.
فيسبوك وغيره، لم تعد عندنا مواقعًا للتواصل الاجتماعي، إنما للفُرقة والحِقد والتحريض وقِلة الأدب، مع الأسف. هل تُراقب؟ البعض منها درءًا لمخاطر أكبر، دون المساس بحرية الرأي البريئة، بمعنى التفرقة بين الصالح، ولو كان قليل الأدب، والطالح،،
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟