|
هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المباركة!!!؟؟
جميل نادر البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 23:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
2016 - 05 - 08 هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المباركة!!!؟؟ الكاتب: جميل نادر البابلي
قال بعض الكتاب يومها ان العالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 سوف لن يكون عالم ما بعده ربما كانت هذه نبوءة في مكانها على ما تظهره الاحداث من يومها الى اليوم. من المسؤول ومن تسبب في هذا الانقلاب الكوني؟
اعتادت سراديب صانعي القرار الاميريكي منذ صعود امريكا الى مسرح السياسة والهيمنة الدولية على اعتبار روسيا ان كانت القيصرية او الماركسية اللينينية اوالبوتينية عدوا ثابتا لا يتغير.
والسبب ليس من باب عدائها للغرب عامة، لكن كل ما ارادته روسيا بسبب ارثها التاريخي تريد ان تكون شريكا في اتخاذ القرارات الخاصة بالسياسة الدولية وتقاسم النفوذ وليس من باب العداء للغرب عامة او امريكا خاصة.
لكن الاشكال يكمن في ان من يصنع القرار في السراديب الامريكية تعلم من حلفائه المسلمين ان لا يقبل الشراكة( اي وحدها لا شريكة لها) وسيرا على هذا المنهج تبرك العالم وامريكا والغرب بكل الكوارث التي تعاني منها البشرية خلال العقود الماضية والى يومنا هذا والغريب في هذه القيادة لم تكن موفقة يوما ما في قراراتها لا مع نفسها ولا مع الصديق ولا مع العدو، ولم تتعض الى اللحظة ولم تراجع رسم خطها البياني الذي لا يحمل الا الكوارث.
لنذهب الى جذور الكارثة التي خرجت من صانع القرار الامريكي والتي بدأت سنة 1979 عند دخول القوات السوفيتيية يومها الى افغانستان المعدمة بكل شيئ والتي لم تكن يومها قد دخلت التاريخ حيث كانت مفردات كالحداثة والمعاصرة لغة غريبة على انسانها ولا وجود لها في قاموسها اي كان الظلام معتما لدرجة كما يقال الرؤيا تحت الصفر.
وكان رد الفعل الامريكي اقرب الى الجنون منه الى التعقل علما ان افغانستان لم تكن لا بلد نفطي ولا وجود ثروات محتملة يومها.
فكان القرار السوفيتي يومها اشارة الى بعث الحياة في كيان راقد منذ ادم الى يومنا هذا، لهذا يمكن وصفه بعمل انساني من فاعل خير ينصب في مصلحة المنطقة و الساحة الدولية عموما بان يضع هذا الجزء من العالم اولى خطواته في الاجواء الصالحة للحياة. وهنا لا بد من الاشارة الى: ربما يعترض احدهم بالقول الخوف من الخطر الشيوعي اني ايضا اتفق مع هذا الراي اي الخوف من هذا البعبع حيث لم تكن التجربة السوفيتية مشرقة كما اريد لها ان تكون وكما ادعى اصحابها، ولا اريدها لاية بلاد اوربية ولا اتمناها لأي مجتمع حي.
لكن بالنسبة الى بلد كافغانستان كانت المحاولة السوفيتية نعمة من السماء وطريق الى مستوى ونمط حياة مقبول وانعكس ذلك في التحسن الملحوظ وعلى كل الصعد من تعليمية وصحية ومجتمعية وسياسية على حياة الناس ولا سيما المراة والمجتمع ككل رغم قصر فترة الربيع الافغاني الذي اغتاله الساسة الامريكان وفتحوا بذلك ابواب جهنم على البشرية كلها.
وظهرت هستيريا الادارة الامريكية على جنون مسؤول الامن القومي الامريكي يومها برجنسكي في لقائه مع القبائل الافغانية والباكستانية قوله نحن معكم وسنساعدكم في تحرير بلدكم وسنعيد اليكم مساجدكم ومآذنكم لتنعموا بحرية الموت الى يوم القيامة وهذه وتوابعها كانت رصاصة الرحمة على الامن والاستقرار الدوليين التي يعان منه عالمنا اليوم.
فدعا الساسة الامريكان كل قوى الظلام على الارض الى افغانستان لتحريرها من الحرية التي تنعمت بها ولو لحين لاعادتها الى اكثر انفاق الظلام عتامة في الوجود.
فأستنجد الساسة الامريكان بكل حلفاء الشر وعلى راسهم مملكة الدمار الشامل السعودية وفتحت الخزائن لتاسيس الاف المدارس القرانية في باكستان وبنكلادش وقدوم الاف الدعات لتفريخ جيوش من المجاهدين والانتحاريين، اضافة الى المتطوعين من جزيرة العرب وبقية البلاد الاسلامية ومن كل فج عميق اي اصبح الجهاد في افغانستان فرض عين على كل مسلم، بمباركة وتسليح امريكي ومن نتائج هذه المساعي الحثيثة والمباركة تم طرد السوفييت من افغانستان على بركة الله.
ما لم يدركه عقل صانع القرار الامريكي هو ان العقل البدوي لا يفرق بين عدو سوفيتي وعدو امريكي الاثنان هم كفرة واخوان الشياطين وعندما عملت المدرسة السعودية عملها في هذه المنطقة جاء الدور الى الحليف الاكبر فاعدت الخطط لتوجيه ضربة ماحقة على العدو الكافر اميريكا لتشكل نقطة انعطاف في التاريخ الانساني وكانت ضربة الحليف موجعة حتى الموت في الحادي عشر من ايلول سنة 2001 ومن يومها بدا تقويم جديد في التاريخ البشري.
بعد ساعات من الكارثة تبين ان 19 من المنفذين وكل المخططين للعملية كانوا من اعز حلفاء امريكا اي المملكة العربية السعودية وتسربت معلومات يومها ان الرئيس جرج بوش الابن سيء الحظ كان قد قرر توجيه ضربة نووية الى المملكة العربية السعودية وحين بلوغ الخبر رئيس وزراء امبرطورية الشر الدائمة بريطانيا العظمى توجه توني بليرعلى الفور على متن طائرة عسكرية الى واشنطن لتهدئة الحفيد الهائج والتريث في اية ردود فعل هي الانسب للفاجعة وهذا الخطب الجلل.
3000 انسان دفن تحت انقاض البرجين كشكر من تلاميذ المدرسة السعودية للساسة الامريكان على مساعدتهم لهم والاسلام عامة لطرد السوفييت من افغانستان وتحقق لهم ما ارادوا.
ربما تسببت هذه الضربة القاضية من الحليف المدلل في شبه جزيرة العرب صحوة لصانع القرار الامريكي وادراكه بان البدو هم اخطر المخلوقات على الامن و السلم الدوليين فبدا بمراجعة حساباته على الشكل التالي:
كيفية التعامل مع منطقة الشرق الاوسط بعد النتائج الكارثية التي حصدوها من تحالفهم مع الكيانات البدوية وتوصلوا الى استنتاج خلاصته:
ان العرب قد ضبطوا بالجرم المشهود له من قبل 5،5 مليار انسان على الارض وهم يمارسون الفعل الشنيع وعليه وجب اقامة حد الرجم عليهم وفقا لشرع الله.
لكن ليس بالحجارة كما جرت العادة والتقليد بل بصقور الفانتوم و بي 52 وصواريخ توما هوك وهيل فاير وغيرها وباديهم انفسهم الى ان يقضي الله ما كان مقضيا. الى ان يعودوا من حيث بدأوا الى جمالهم ورمال صحاريهم ونسمي الوليد الغير الشرعي بالربيع العربي، وها هو الربيع العربي يعيش كل عنفوانه حيث لن تهدأ له خاطرة قبل ان يكون قد قضى على كل اثر للحياة من بنيان ومدن وبلدان وتم تصحير المنطقة من المحيط الى الخليج على بركة الله ولتاخذ هذه الصحوة المباركة ما تحتاجه من الوقت لكي لا تترك حجرا على حجر وتصادف مع دخول السوفييت الى افغانستان قيام الجمهورية الاسلامية في ايران والتي كانت عاملا فعالا في تنشيط القدرة التدميرية للربيع العربي.
اذ كانت فرص حياة الربيع العربي الوليد تتطلب مسح ديموغرافي في المنطقة والخروج بالنتائج التالية:
كما ذكرنا يجب ان يرجم العرب على فعلتهم كان هذا المحور الاساسي في هذا التوجه.
العامل الاخر المأخوذ بالاعتبار كان من هي الاقوام والاعراق التي يمكن ان تكون يد خضراء في ارضاع الوليد العربي اللقيط فوجد المشرع الامريكي الاتي:
*تعضيد ودعم موقف وقوة اسرائيل الضاربة الى مديات لن يحلم احد بعد الان ان يمسها بوردة.
*المعول الاخر هو القوة الصاعدة في المنطقة وذات الشهية غير المحدودة في انهاء العرب كقوم مصحوبا بطموحها في زعامة العالم الاسلامي ايران.
*الجمهورية التركية ايضا هو عرق ليس كثير المودة للعرب وهو حليف دائم لاميركا عليه يجب ان يدعم على حساب الزنات العرب.
*اخيرا الاكراد هم ايضا عرق هندو اوروبي وتجربتهم مع الجميع فيها الكثير من المرارة فكان من الطبيعي انهاضهم على انغام الربيع العربي.
اتضحت ملامح هذه الاستراتيجية الجديدة وادار العالم ظهره على العرب وكانت النتيجة مذهلة صعود منسوب العلاقة الصميمية بين امريكا وهذه البلدان وبكلمة ادق هذه الاعراق وحصر العرب في زاوية ذات مناخ بشتاء قارس البرودة ولم يشفع لهم المخزون النفطي الهائل لديهم لتدفئتهم.
*فها هم يقصفون مدنهم ويدمرون كل مقومات الدولة في اوطانهم فهذه ليبيا خرجت من مسار التاريخ ودخلت في نفق مظلم لا نهاية له. . *بقية دول المغرب العربي كلها على صفيح ساخن والله اعلم بالغيب.
*مصر تغلي هي الاخرى واليد الامريكية ممدودة بسخاء لتهديد اسقرارها.
*سوريا هدمت بالكامل وشعبها اصبح من المتسولين على ابواب فاعلي الخير في كل ارجاء الدنيا. *اما العراق فحدث ولا حرج.
كل هذا الخراب العام والغاء اوطان تكلل بالنجاح على ايدي اهله باستخدام نفس الوصفة الجهنمية التي اودت بافغانستان اي الوصفة المشتقة من التعاليم الاسلامية.
فها هي القاعدة الوليد الشرعي الذي تربى في طفولته على ايدي الحليف الامريكي قبل ان يشتد ساعده ثم رماها وليس هو الرامي ان الله هو من رمى، تكبير.
ثم كان امير المؤمنين الخليفة ابو بكر البغدادي هو الاخر رضيعا في احدى رياض الاطفال الامريكية في البصرة ايام التحريرالمشؤوم وها هو امين على ما تربى عليه من قيم وفضائل الساسة الامريكان.
واضح كل هذا من طريقة تعامل الادارة الامريكية مع ما يسمى بالدولة الاسلامية -داعش- لم يكن من باب المزاح عندما صرحت الادارة الامريكية بان هذا الوليد الرضيع ربما سيعيش 30 سنة كلها خيروبركات على الطريقة الامركية فنرى ان تعاملها مع هذا السرطان هو كالاتي:
من جهة انها تحاربه فقط لقص اضافره اي كتاديب وليس عقاب كي لا يتغول ويخرج عن السيطرة.
ومن جهة اخرى تريد له العيش كي يبقى ينعش المنطقة ببركاته باساليب مختلفة بمده ببعض العون بطريقة مباشرة او غير مباشرة مثلا عن طريق الحلفاء المخلصين والمتعاطفين مع ايديولوجيته.
لم يكن من حكم البلاد العربية مخيرا بين ان يكون طاغية او حاكم عادل لعلمه انه ان اراد ان يحكم عليه ان يكون جلادا لعلمه ان ثقافة شعوب المنطقة الكل يتربص بالكل .
فليست حفلات قطع الرؤوس التي تقام في السعودية عبثا لانهم يريدون البقاء وهذا هو الطريق للمحافظة على الحكم وهذا ارث بدوي يقتدي به الكل فان كان الحاكم مرنا اكلته الثعالب.
وهذا ما جرى للحكم الملكي والجمهوري لقاسم في العراق وفاروق في مصر وشاه ايران وبورقيبة في تونس
فهذه الثغرة استغلها المخطط الامريكي وبادر بفرض الديمقراطية على هذه المجتمعات التي تجدها غريبة على ثقافتها الدينية والموروث الاجتماعي فما ستفعله الديمقراطية ستولد مراكز قوى ستتصارع فيما بينها على الحكم او للانفراد به. كتب لهذه الصراعات ان تدوم اجيال وستنهي اوطان والعراق خير مثال معاش على تطبيقات الديمقراطية المشؤومة التي هبت على بلادنا من قاذفات البي 52 و اف 16 وصواريخ توما هوك.
وكما يصرح المسؤولون الامريكيون دوما ان دولا كالعراق وسورية لم يعد لهما وجود على الخارطة السياسية وسبقتهما الصومال وليبيا واليمن يعيش ابها حالاته والقادم اعظم والنار ستلتهم الجميع ان اجلا ام عاجلا.
اما المعالجات الترقيعية التي يتشبث بها الحكام العرب لاجل البقاء فقد ولى زمانها ونفذت صلاحيتها وتعدتها الاحداث على الارض واكل الدهر عليها وشرب.
هذه هي رؤيتي لما يجري ان الامانة تطلبت مني ان اقدمها رغم سوداويتها كما اراها، لقناعتي ان الحقيقة هي مخرج اقل ضررا من الكذب على الذات والاخرين. لقد قال المعلم الصالح قول الحق اولى لان الحق يحرر الانسان….تحياتي
#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
-
اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي
...
-
رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
-
جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
-
النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
-
هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
-
عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
-
خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
-
تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا
...
-
اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
-
ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|