رشيد وليد
الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 02:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تولى زمام الحكم روحاني متظاهر بأنه يملك مفتاح جميع الأقفال والأزمات من الإشتغال والبيئة حتى الماء الصالح للشرب للمواطنين وإنه يتمثل في الإتفاق النووي ... غير أنه بعد مرور سنتين ونصف السنة على مجيئه على السلطة وبعد مضي 4 أشهر على تنفيذ الإتفاق النووي افتضحت مكيدة هذا الشيخ الماكر واتضح أن الإتفاق يُميت ولا يحيي! حيث يذعن أعضاء حكومة روحاني ذاته أيضا بأن نتيجة الإتفاق ”تكاد تكون صفرا” وإنما ازدادت الأوضاع سوءا في جميع النواحي وفي الواقع قد تورطت سفينة النظام في الوحل في كل الأصعدة.
الواقع الجذري وما ينعكس في صحف النظام وحتى في الإذاعة والتلفزيون الحكومي من أرقام وإحصاءات معلنة عن الوضع الإقتصادي والإجتماعي بدءا من وجود 15 مليون عاطل عن العمل وانهيار أكثر من 80 من المجتمع إلى تحت خط الفقر، مرورا بفساد ونهب مليارين لمسؤولي النظام و الركود العميق الذي أرغم الولي الفقيه نفسه على أن يعترف أن ”نحو 60 من الإنتاج معطل”، فكله ينم عن أن التحديات المكدسة للشارع الإيراني خلال نصف العقد الأخير بلغت حد انفجار وشيك حيث تلوح هزة سياسية اجتماعية هدامة في الأفق.
ويذهب الشباب أول ضحايا لهذه الظروف فعلى سبيل التمثيل ولا الحصر، نسبة البطالة بين الشباب تضاعف البطالة العامة ضعفين فعلى هذا، يُعد الشباب بإعتبارهم أشد شرائح المجمتع الإيراني نشاطا وعصيانا، على عتبة الإشتعال والإنفجار فليس من غير المتوقع أن خامنئي وسائر رموز النظام يبدون خوفهم من الشباب ويصعدون دوما إجراءاتهم القمعية رغم فقدان فاعليتها.
وكلتا الزمرتين «زمرة خامنئي و زمرة رفسنجاني -روحاني »تتفق على التهديد الرئيس والجدي للنظام أي المقاومة ايرانية و الشباب رغم اختلافهما في أسلوب المواجهة حيث يرى خامنئي الحل في اللجوء إلى الثقافة الرجعية والايديولوجية البالية والمنحطة للملالي بكل مظاهرها بينما تعد زمرة رفسنجاني روحاني هذه الأساليب فاشلة وتسعى لإشغال وحرف جيل الشباب بمظاهر وجذبات غربية بيد أن عصابة خامنئي تؤكد أنه بكل شرخ وثقب تحدث في جدار الكبت فهذا هو الايديولوجية والثقافية الثورية التي تجد فسحة للتقدم والتنمية إذ إنها تمثل ردا ملموسا وحقيقيا على تحديات المجتمع الإيراني منبثقة عن الثقافة والتاريخ الإيراني.
في خطاب خامئيني الموجهة إلى مجموعة من عناصر النظام تحت عنوان المعلم و التربوي حول إبداء القلق من الظروف الثقافية أكد أن ”لنظام السلطة الدولي” أجندات ومخططات ”ضد جيل المستقبل” و”إنه يريد أن تتم تربية جيل في الدول يحمل أفكاره وثقافته” وكذلك أعرب عن سخطه تجاه وزارة الإتصالات المسؤولة عن التحكم على فضاء الإنترنت أنه ”لماذا لا نتوخى الحذر؟ لماذا نترك هذا الفضاء غير قابل للضبط وغير المنضبط وشأنه؟!”.
دجل خامنئي يكمن في أن تظهر هذه الوضعية نتيجة للعنصر الخارجي، الإستكبار والغرب وآميركا وتحريض وتوغلهم، على غرار كل ديكتاتور يوشك على السقوط بينما الشباب الإيرانيون متعطشون للتغيير ويبحثون عن حل ثوري.
#رشيد_وليد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟