|
خطأ الشبوط باعادة سيف الخياط الى باريس
خلدون الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 19:42
المحور:
الصحافة والاعلام
الاخطاء في العمل الاعلامي كثيرة وواردة لاسيما في المؤسسات الاعلامية المتحركة والفاعلة مثل شبكة الاعلام العراقي لان تراكم التغطيات الاخبارية وسرعة نقل المعلومات بدقة ومصداقية يؤدي احياناً الى حدوث خطأ هنا او هناك وهو امر مقبول من الجمهور ، لكن الاخطاء الادارية والمالية والقانونية التي تحدث في تلك المؤسسات لاسيما الرصينة تجعل الجمهور سواء المواطن العادي او الاعلامي يضع العديد من علامات الاستفهام عن سبب حدوث هذا الاخطاء ويتسائل اذا ما كانت مقصود ام اخطاء عابرة، وما هي ردت فعل ادارة المؤسسة في التعامل مع هذه التساؤلات، لان مصداقية ما تقدمه المؤسسة الاعلامية من اخبار ومعلومات الى المتلقي يرتبط الى حد ما بصدقية المؤسسة في الجوانب المالية والادارية الاخرى. ومن هنا ارغب في طرح سؤال مهم على ادارة شبكة الاعلام العراقي وبالتحديد رئيس المؤسسة محمد عبد الجبار الشبوط، لماذا تم اعادت مدير مكتب العراقية نيوز في فرنسا سيف الخياط بالرغم من ان الادارة اصدرت امر اداري بانهاء عقده؟ حتماً هذا السؤال لم يأتي عن فراغ او لمجرد طرح موضوع للنقاش بل انه نابع من صميم العمل الاعلامي والالتزام باخلاقيات المهنة، فهل يمكن لادارة الشبكة ان تتخطى القوانين ومبادئ السلوك الاعلامي وان تعيد سيف الخياط مدير لمكتب باريس على الرغم ان التحقيق معه لم ينتهي بعد بشأن اختلاس اموال من المكتب وشبهات بافاق مبالغ على امور غير موجودة ، لاسيما وان لجنة التحقيق المشكلة من قبل ادارة الشبكة لم تقدم لحد الان تقريرها بشأن هذه التهم. اليس هذا التصرف يعد خطأ فادح بحق مؤسسة كبيرة لديها مكانة كبيرة لدى الجمهور، الم يكن من الاجدر انتظار نتائج التحقيق قبل اعادة سيف الخياط الى هذا المنصب، لاننا تعودنا من الشبوط بانه لا يصدر قرار يتعلق بموظف يعمل في شبكة الاعلام العراقي الا بأمر اداري خاضع للجنة تحقيقة وموثق قانونياً سواء كان هذا القرار سلبي او ايجابي، فلماذا لم يلتزم الشبوط بهذا العرف الذي اعتاد عليه واصدار قرار باعادة سيف الخياط الى باريس معزز مكرم وبراتب كبير بالرغم من انه متهم بقضايا فساد عديدة وعليه شبهات كثيرة منها بيع الفيدات الى الفضائيات الاخرى وتسخير مكتب العراقية في فرنسا لتحقيق مكاسب شخصية، وهناك حديث عن شبهات فساد قام بها سيف الخياط عندما تم احضاره لتغطية تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي في سامراء من خلال بيعه المواد التي قام بتوثيقها بكاميرات وادوات الشبكة الى فضائيات اخرى وهذا الامر يعلمه العديد من العاملين في شبكة الاعلام العراقي. والمفارقة الاخرى الغريبة ان سيف الخياط بعد عودته الى باريس تحدث في مقطع نشره على اليوتيوب يقول فيه انه عاد الى مكتب باريس وان ادارة الشبكة جددت عقده بعد خروجه في مظاهرة ضد ما وصفه فساد الشبكة. هذا الكلام يدل على ان اكثر الذي تظاهروا من الاعلاميين ضد ادارة الشبكة همهم الوحيد هو تحقيق المكاسب الشخصية، فسيف لم يعترض يوماً على الشبوط لكن لمجرد انهاء عقده بتهمة الفساد اصبح مناضلاً وناشطاً مدنياً يدافع عن حقوق شبكة الاعلام العراقي وهناك للاسف اعلاميين لهم مكانتهم في الساحة الاعلامية دافعوا عنه دون ان يعلمون حقيقة شبهات الفساد التي تحوم حوله. اتمنى من ادارة الشبكة ان تعيد النظر بقرارها واعادة سيف الخياط الى العراق وانهاء التحقيق معه قبل اعادة تجديد عقده لاسيما وانه ارتكب خطأ اعلامي فادح اثبت انه ليس بالصحفي والاعلامي المحترف والمتمرس ولا يفقه شيء عن فلسلفة الاعلام القائمة على عدم نشر معلومة يتم الحصول عليها من حديث شخصي او حديث جانبي وليس عبر اجراء حوار ولقاء صحفي قبل استحصال موافقة الجهة التي قدمت المعلومة وهو ما لم يفعله سيف في الكثير من المناسبات لانه يستغل منصبه في باريس لاجراء لقاءات غير اعلامية مع شخصيات سياسية وبعد الحصول على المعلومات يقوم بنشرها دون اخذ الموافقة من اصحابها وهو امر ينافي اخلاقيات المهنة التي تنص على عدم نشر معلومة (خاصة) اي انها غير متاحة للجميع مهما كانت قيمتها الا بعد موافقة اصحابها وهو ما لا يفعله سيف لعدم فهمه الجيد بالعمل الاعلامي، وكذلك هذا السلوك يتناقض مع سياسة ومدونة السوك الاعلامي لشبكة الاعلام العراقي. ان ما قام به سيف الخياط بعد انهاء عقده كشف حقيقة بعض دعاة الاصلاح والتغيير من لاعلاميين الذين يبحثون عن تحقيق مصالح ومكاسب شخصية والبعض الاخر يحمل اجندات سياسية لضرب شبكة الاعلام العراقي وتشويه رسالتها الوطنية الخالصة. اجدد الدعوة لرئيس شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط بعدم ارتكاب خطأ اداري وقانوني واعادة النظر بتجديد عقد سيف الخياط حتى انتهاء التحقيق معه لان الجمهور يثق بالشبكة وبما تقدمه من مادة اعلامية فلا يمكن زعزعة هذه الثقة لارضاء سيف او غيره فالحق حق لاسيما ونحن في مرحلة جديدة من الاصلاح والتغيير والتقييم فهناك اعلاميين في الشبكة يعملون مثل الجندي المجهول ومعروفين بنزاهتهم وسلوكهم وخبرتهم الاعلامي اجدر من سيف وغيره في تلك المناصب.
#خلدون_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شبكة الاعلام العراقي نموذج ناجح لادارة الازمة السياسية
-
بين منتظر ناصر ومنتظر الزيدي حكاية بحث عن الشهرة
-
حملة تشهير رخيصة تقودها البغدادية ضد قاضي جريمة سبايكر
-
هيلدا Hilda
-
العلمانية.. موقف من الدولة
-
الشمولية تويت: لا تصدق شموليا.. لا أفلح وإن -صَدق-!
-
الحياد، مصطلح خارج الأنسنة.. والصحافة بوذية جديدة
-
الاختصاص إلى الهامش مع منظمات المجتمع المدني
-
أسماء مثاليّة.. نضال، جهاد، ناصر ومنصور!
-
-هذه خصوصيتي- ... متضامن مع الحرية الأكاديمية!
-
مظاهرات الجمعة
-
عُباد العقيدة
المزيد.....
-
برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع
...
-
إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه
...
-
ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
-
مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
-
العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال
...
-
اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
-
هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال
...
-
ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
-
مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد
...
-
موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|