مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 11:12
المحور:
الارشيف الماركسي
تمهيد ..
موضوع الديمقراطيّة كبير وواسع , واجتهاداته متشعّبة لكن الديمقراطيّة بشكل عام هي ( حكم الشعب ) كما عرفتها أثينا في القرن الثاني قبل الميلاد - والتطوّرات المعروفة التي لحقت بها .
إنّ تجربة الصين الديمقراطية الشعبية خاصة .. ضمن الثورة الصينية العملاقة في زمان ومكان محدّد , إنها تجربة تستحق الإحترام والدراسة , وإن اختلفت مضامينها عن الديمقراطية المرجوّة في زمن السلم وبناء دولة القانون , وحقوق الإنسان في عصرنا .
ما أجدرنا نحن العرب أن نصوغ المبادئ , والثوابت العامة للنظام الديمقراطي , ونتعلّم منها في بناء أحزابنا أولا , وعلاقاتنا السياسية والإجتماعية في المجتمع المدني , وفي بناء جيوشنا ثانيا - ليست مهمّة الجيش الشعبي الصيني " الأحمر " , عسكريّة فقط , بل الإسهام أيضا في البناء الإقتصادي في الزراعة والصناعة , والميادين الأخرى ( مشاهدة ذاتيّة ) ولولا ذلك الخطّ والفكر لما انتصرت الصين وفييتنام وكوريا على الإحتلال والمستعمرين , والإقطاع وغير ذلك .. - وتجنيده للدفاع عن الوطن أيام السلم والحرب - لتحترم جيوشنا الشعب , وتعرف رسالتها , ولا تخرج عنها لاغتصاب السلطة , والتحوّل إلى طبقة سائدة تدعم الطغاة , والأستغلال , وتترك شعبنا وأرضنا فريسة للإحتلال والإغتصاب , وضحيّة لقولنين الطوارئ والأحكام العرفية أربعين سنة وأكثر ..
ومن الجدير بنا أيضا .. التأكيد على ( موضوعة ) العلاقة الديمقراطيّة بين الجيش والسلطة , والحزب , في تلك الحقبة من الزمن التي لخّصها الرئيس " ماو " بالموضوعة التالية .. ( علينا أن نرسّخ مبدأ الحزب والشعب يقود البنادق , وليس العكس , البنادق تقود الشعب والحزب ) .
السياسة .. هي أخلاق , مبدأ , علم , تربية , وثقافة , وبالتالي , السياسة هي فن وأداء وإخاء .. وعطاء , هي دراسة الواقع وسبر جوهره ومضمونه , وإدراك الطرق الناجعة لتبديل هذا الواقع , وتغييره نحو الأفضل .
الديمقراطيّة .. ممنوعة ومحرّمة على شعوبنا منذ أمد بعيد , الديمقراطيّة التي تصنعها الشعوب بنفسها .. وبالطريقة التي تريد , ولذلك نرى اليوم أمريكا القطب الأوحد في العالم , تصدّر ديمقراطيّتها " المزعومة " .. بعدما زرعت الإستبداد والحكومات الديكتاتوريّة ورعتها في العالم , وخاصة في شرقنا , وبلدان العالم الثالث , نصف قرن , وشاهدنا ماذا فرّخت هذه الأنظمة في دولها وبلدانها والعالم -
أما ديمقراطية أمريكا التي تريدها اليوم .. هي الوجه الاّخر للهيمنة على العالم , بواسطة العولمة وإقتصاد السوق ومنظمة التجارة العالمية وبإختصار ( النظام العالمي الأمريكي الجديد )
فيما يلي مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسيتونغ حول الديمقراطيّة في الميادين الثلاثة الأساسية :
*
ينبغي إعطاء مقدار مناسب من الديمقراطيّة للجيش , نقصد من ذلك بصورة رئيسيّة إلغاء الأساليب الإقطاعيّة القائمة على إنتهار الجنود وضربهم , وتقاسم الضبّاط والجنود السراّء والضرّاء في المعيشة . فإذا ما فعلنا ذلك , حقّقنا هدف وحدة الضبّاط والجنود , وزادت قدرة الجيش القتاليّة إلى أعظم حدّ , ولم يعد هناك شكّ في قدرتنا على الصمود في الحرب القاسية الطويلة الأمد .
" حول الحرب الطويلة الأمد " ( مايو أيّار - 1938 ) , المؤلّفات المختارة , المجلّد الثاني .
*
السبب في صمود الجيش الأحمر دون أن يصيبه الوهن رغم مستواه المنخفض في الحياة الماديّة ورغم الإشتباكات غير المنقطعة , يعود فضلا عن الدور الذي يلعبه الحزب , إلى الديمقراطية التي يتمتّع بها الجيش . فالضبّاط لا يضربون الجنود , وهم يعيشون معهم في مستوى واحد , والجنود يتمتّعون بحرية الإجتماع والكلام , والشكليّات والرسميّات السخيفة قد ألغيت , كما أن دفتر الحسابات مفتوحة لمراقبة الجميع . .... وفي الصين ليس الشعب وحده بحاجة إلى الديمقراطية , بل الجيش كذلك بحاجة إليها . وإن النظام الديمقراطي في الجيش هو سلاح مهم في تقويض الجيش الإقطاعي المرتزق .
" النضال في جبال جينغقانغ " 25 نوفمبر تشرين الثاني - 1928 ) , المؤلفات المختارة , المجلّد الأوّل .
*
إنّ السياسة العامة التي تنتهجها في ميدان العمل السياسي في الجيش هي استنهاض جمهور الجنود والقوّاد وسائر العاملين في الجيش إستنهاضا كاملا من أجل تحقيق ثلاثة أهداف عظيمة عن طريق حركة ديمقراطيّة تجري في ظلّ قيادة ممركزة , وهذه الأهداف هي :
تحقيق وحدة سياسية من مستوى عال , وتحسين ظروف المعيشة , ورفع المستوى في التكنيك والتكتيك العسكريين . والغرض من حركة الفحوص الثلاثة والإصلاحات الثلاثة التي تجري الاّن بحماس في قوّاتنا المسلّحة إنما هو تحقيق الهدفين الأوّلين بالأساليب الديمقراطية في حقل السياسة والإقتصاد .
يجب , فيما يتعلّق بالديمقراطيّة الإقتصادية , أن يضمن للمندوبين المنتخبين من قبل الجنود حق معاونة رؤساء السرايا ( ولا يحق لهم أن يتجاوزوا إختصاصات الرؤساء ) على إدارة شؤون المؤن والغذاء في سراياهم .
أما فيما يتعلّق بالديمقراطية العسكرية , فيجب أن تطبّق في التدريب العسكري طريقة التدريب المتبادل بين الضبّاط والجنود وبين الجنود أنفسهم . وخلال فترات القتال يجب على السرايا في الجبهة عقد إجتماعات كبيرة وصغيرة من جميع الأنواع , حيث يستنهض جمهور الجنود تحت توجيه رؤساء السرايا ليتناقشوا في كيفيّة الهجوم والإستيلاء على مواقع العدو وكيفيّة أداء المهام القتالية الأخرى . وعندما يستمر القتال عدة أيام يجب عقد عدة إجتماعات من هذا النوع خلالها . وقد طبّقت هذه الديمقراطية العسكرية بنجاح عظيم في حملة بان لونغ في شمال مقاطعة شنسي وحملة شجياتشوانغ في منطقة حدود شانسي - شاهار - خبي . وقد دلّ التطبيق على أن هذا الأسلوب مضمون الفائدة وليس فيه أي ضرر أبدا .
" الحركة الديمقراطيّة في الجيش " ( 30 يناير - كانون ألثاني 1948 ) , المؤلفات المختارة , المجلّد الرابع .
*
لايستطيع الحزب الشيوعي الصيني - وهو يخوض هذا النضال العظيم - أن يحقّق النصر إلا إذا دعا جميع أجهزته القيادية وجميع أعضائه وكوادره إلى بذل أقصى ما لديهم من الحماس . وهذا الحماس يجب أن يتبلور في قدرة الأجهزة القيادية والكوادر والأعضاء على العمل الخلاّق , وفي إستعدادهم لتحمّل المسؤولية , وفي الحيويّة الدافقة التي يظهرونها في أعمالهم , وكذلك في شجاعتهم وحنكتهم في إثارة الموضوعات وإبداء الاّراء والملاحظات ونقد النقائص , في ممارسة المراقبة الرفاقية على الأجهزة القياديّة والكوادر القياديين . وإلاّ كان حماسهم شكلا بلا موضوع . بيد أن إظهار هذا الحماس يتوقّف على تنمية الديمقراطية في حياة الحزب . فإذا لم تتوفّر الروح الديمقراطيّة في حياة الحزب فإن غرض إظهار الحماس لن يتحقّق . وكذلك لا يمكن تكوين أعداد كبيرة من الكوادر الأكفّاء إلاّ في ظلّ الحياة الديمقراطيّة .
" دور الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الوطنيّة " ( أكتوبر - تشرين الأوّل - 1938 ) , المؤلّفات المختارة , المجلّد الثاني .
*
يسمح لأي شخص كان أن يعبّر عن اّرائه ما دام هذا الشخص ليس من العناصر المعادية ولا يقصد الطعن والنشنيع , ولا يهمّ إذا عبّر عن رأي خاطئ . وواجب القادة في جميع المستويات أن يستمعوا إلى الاّخرين . ويجب أن يراعى مبداّن في ذلك : ( 1 ) قل ما تعرفه , وقله بدون تحفّظ . ( 2 ) لا ذنب للقائل , فليكن قوله تحذيرا للسامع . وإذا لم يطبّق مبدأ " لا ذنب للقائل " حقيقة , بل طبّق كذبا , فإنه لا يمكن تحقيق مبدأ " قل ما تعرفه , وقله بدون تحفّظ " .
" مهام عام 1945 " ( 15 ديسمبر - كانون الأوّل -1944 ) .
*
من الضروري أن نقوم في داخل الحزب بالعمل التثقيفي عن الحياة الديمقراطية حتى يفهم أعضاء الحزب ما هي الحياة الديمقراطية , وما هي العلاقة بين الديمقراطية والمركزية , وكيف يطبّق نظام المركزيّة الديمقراطيّة . وبهذا العمل التثقيفي وحده نستطيع أن نوسّع الحياة الديمقراطيّة في داخل الحزب حقّا , وأن نتجنّب في الوقت نفسه الإنحدار إلى طريق الديمقراطيّة المتطرّفة وإلى طريق الحريّة المطلقة في التصرّف التي تخلّ بالنظام .
" دور الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الوطنيّة " ( أكتوبر - تشرين الأوّل - 1938 ) , المؤلّفات المختارة , المجلّد الثاني .
*
إن المقصود من الديمقراطيّة داخل الحزب سواء في الجيش أو في الهيئات المدنية , هو تقوية النظام ورفع القدرة الكفاحيّة لا إضعافها . " من نفس المصدر " .
*
علينا أن نستأصل , من الناحية النظرية , شأفة نزعة الديمقراطيّة المتطرّفة . ولهذا الغرض ينبغي لنا أوّلا أن ننبّه إلى أن خطر هذه النزعة يكمن في أنها تضرّ بكيان المنظمّات الحزبية , وقد تؤدّي حتى إلى إنهيار هذه المنظّمات نهائيا , وفي أنها تضعف قدرة الحزب على الكفاح , بل قد تقضي على هذه القدرة قضاء تاما , وبالتالي يعجز الحزب عن النهوض بمسؤولياته الكفاحيّة ويترتّب على ذلك فشل الثورة . ثمّ ينبغي لنا أن نشير إلى أن مصدر هذه النزعة هو طبيعة الإستخفاف بالنظام والإنسياق وراء المزاج الشخصي , التي تتّصف بها البرجوازيّة الصغيرة ( أي تتحوّل الديمقراطية إلى فوضى ) تعليق مني ) - . ومتى تسرّبت هذه الطبيعة إلى الحزب تبلورت في صورة نزعة الديمقراطيّة المتطرّفة في الناحيتين السياسية والتنظيميّة , وهي نزعة متنافرة كلّ التنافر مع المهمّات الكفاحيّة للطبقة العاملة .
" حول تصحيح الأفكار الخاطئة في الحزب " ( ديسمبر - كانون الأوّل - 1929 ) , المؤلّفات المختارة , المجلّد الأوّل .
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟