أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟















المزيد.....


لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ينشأ الفرد العربي ويتربى منذ صغره في إطار القمع..يقمعه الشرطي والدركي ويزرعان فيه الخوف منهما..قبل ذلك يقمعه الأب أو الأخ الأكبر ، حيث يفرضان عليه ما يريانه صالحا له دون أي تبرير يقدمانه له، فقط، هكذا هي عاداتنا وعادات أجدادنا، وقواعد ديننا..الأنثى تقمع أكثر..هو ذكر وأنت أنثى, تقول الأم لها، ويقول الأب أيضا..يسمح للذكر أن يخرج كما يشاء ومتى يشاء، أن تكون له صديقة، وإذا حدث شيء ما بينهما، تعاقب اجتماعيا هي، أما هو فذكر لا يعاب فعله، هي لا يسمح لها، وياويلها إذا اتخذت شخصا ما صديقا لها واكتشف أمر صداقتها..سيكون أخوها الذي له صديقة هو أول من يقمعها..في المؤسسة التعليمية يقمع أيضا..عليه أن يناقش ويطرح أفكاره وفق ما يقتضيه دينه..كلما خطرت بباله فكرة يقمعها في نفسه ، خاصة إذا كانت فكرة ترتبط بالدين أوبالفكر الديني نقدا لبعض ما فيه أو اعتراضا عليها، هذا إذا فُتح المجال له أصلا ليناقش ويطرح أفكاره..أستاذه أيضا ليس في مقدوره أن يطرح أفكارا من ذلك النوع ليناقشها مع تلامذته وتلميذاته ، ليس في مقدوره أن يتحدث عن السياسة والسياسيين في بلاده وأن يشير إلى فسادهم لتلامذته..ليس مسموحا له..المواطن ( الرعية في الواقع) يقمعه الإداري بالتماطل في استخراج وثيقة ما يحتاج إليها، وقد يدفعه إلى دفع الرشوة لاستخراجها..عليه أن يبحث عن وساطات أو يدفع الرشاوي للحصول على قطعة أرض أو مسكن ، أو لتسريع تمرير ملف طلبه تلك القطعة أو ذاك االمسكن..في العمل أيضا، لابد له من واسطة أودفع رشوة حتى يحصل على منصب عمل..في العمل عليه أن يقبل بالأجر الهزيل الذي بعطى له..عليه أن يتقبل إهانة رب العمل له حتى يحافظ على منصب عمله..ليتزوج لابد أن يجمع الكثير من المال لإقامة عرسه، حارما نفسه من الكثير من متع الحياة حتى يجمعه..طوال حياته وهو منشغل بكيفيىة ضمان مسكن لأبنائه الكثيرين، ما إن يتفرغ من ضمان مسكن حتى يشرع في التفكير في كيفية ضمان مسكن لابنه الآخر..في المسجد يقمع بالتخويف المستمر من عذاب القبر وعذاب الآخرة وجهنمها..في الشارع يقمع بثقافة الاستهلاك التي تغزوه بإشهارها سيارات فخمة وقصورا ضحمة ولافتات وإعلاما مرئيا صوتيا ووسائل استهلاك تخاطب كلها فيه غرائزه ،تملأه بالحلم بامتلاكها أو اقتنائها،ويقف أمامها عاجزا لا حول له ولا قوة،لا مال.. ليس في مقدوره أن يتسيح ليستعيد بعض راحته أو يخفف عن نفسه بعض تعبهاإلا نادرا..إلخ..إلخ..
المسؤول يتولى منصب مسؤوليته فيحولها إلى وسيلة لخدمة مصالحه..منصبه منصب ريعي في الأساس، هكذا وجد المسؤولين في بلده يفعلون، وقد اختير بعد التحري عن سمعته من قبل من عينوه، حيث تأكدوا بأنه قابل لأن يكون مثلهم ، وفي خدمتهم متى احتاجوا إلى خدماته، حيث يأمرونه فيستجيب، شرعية كانت تلك الخدمة أو غير شرعية، يتساوى في ذلك القاضي والمسؤول الإداري والمسؤول الاقتصادي، والمسؤول في قطاع الصحة وقطاع التعليم، مسؤولين كبارا كانوا أو صغارا..و..و..يموت ضمير الجميع..
يفقد المواطن العادي كرامته تدريجيا..يتعود على إلإهانة والقمع، يصير كل ذلك أمرا عاديا بالنسبة له، كل المواطنين سواسية فيه،بعضهم يتفادى التعرض للقمع أو الإهانة بالرشوة والوساطات في أماكن ما، لكنه يتعرض لها في أماكن أخرى، بعضهم له أقارب واصلون يحمونه، فيتحول هو ذاته إلى قامع أو مهين..إلخ..إلخ..
تتزوج المرأة ، عليها ان تحافظ على بيتها ، مهما كان وضعها مهينا في ذلك البيت، وإلا صارت مطلقة في مجتمعها الذكوري الذي لا يرحم المطلقات..هي ترى أيضا حال العوانس والمطلقات ..
هكذا تسير الحال في مجتمعاتنا العربية الإسلامية..
قديما قال المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه*** ما لجرح بميْت إيلام..
هكذا يألف الموااطن العربي إهانته التي تتراكم باستمرار..لهذا لن يفكر في التنظيم والنضال إلا نادرا..لن يفكر في الانتحار إلا نادرا، نادرا..
في المقابل، تختفي في حياة مواطن الدول الديمقراطية الكثير من ممارسات القمع التي رأينا..ينظم الناس هناك أنفسهم ليناضلوا من أجل حقوقهم المشروعة..أجورهم تحقق لهم القدرة الشرائية التي بها يحققون إشباع رغباهم في الغالب..يمكنهم أن يتسيحوا ، وأن يشتروا الكتب ليطالعوا، ويدخلوا المسارح ومختلف دور أنواع الثقافة، ليرفعوا من مستوى وعيهم أكثر..يشاركون بفعالية في إدارة شؤون حياتهم، ينخرطون في مختلف الجمعيات التي بها يخدمون بعضهم البعض صحيا وثقافيا ورياضيا ونظافيا..و..و..كل فرد هناك يتعلم الشعور بالمسؤولية منذ صغره..يتعلم احترام الوقت والعمل والآخر..سكنه مضمون..يعامل باحترام في الإدارة والمستشفى، وفي كل القطاعات الأخرى.. ينظر الناس غالبا إلى الأنثى كما ينظرون إلى الذكر ويعاملونها على نفس المستوى..إلخ..إلخ..
المسؤول هناك مراقَب ضميريا واجتماعيا ..يتحصل على منصب مسؤوليته بالكفاءة لا بالرشوة أو الواسطة،مسؤوله الأعلى يراقبه ..المجتمع بمختلف تنظيماته يراقبه..إذا أخطأ يحاسب.. إله..إلخ.. منطقيا،المواطن هناك أقل إهانة من المواطن هنا كثيرا كثيرا، في عالمنا لعربي الإسلامي، لهذا قد ينتحر إذا أحس بالإهانة أو عجز عن تحقيق رغبة ما..
المسؤول ذاته يستقيل مباشرة إذا ارتكب ما يضر مجتمعه واكتُشف فعله، وقد ينتحر حتى.. ينتحر لاحتقار المجتمع له ويقظة ضميره..
منطقيا أيضا،يقل الانتحار عندنا بشكل كبير، ويكثر عندهم مقارنة بما عندنا..
منطقيا كذلك،يظهر انتحارنا في ممارستنا العنف في علاقاتنا ببعضنا البعض. العنف هو وسيلة حل خلافاتنا..لا نعرف كيف نناضل لنيل حقوقنا، نلجأ إلى التخريب والتكسير والحرق..إلخ..إلخ..يتعصب الواحد منا لرأيه بشكل رهيب..ينتحر من يسمي نفسه مجاهدا عندنا بشكل يقتل فيه الكثير الكثير من الناس، وينتشي من أرسلوه للانتحار فرحا..
منطقيا، منطقيا، لا تتحرك مجتمعاتنا ضاغطة على أنظمتها كي تتحرك لإيقاف ما تراه يحدث للإنسان في سوريا و اليمن وليبا،وفي غيرها من دول العالم الأخرى..وتتحرك بقوة وصراخ ضد رسوم لا قيمة لها ،كانت لن تتجاوز حدود أعين قرائها، أو قول كان سيبقى في أوراقه ، دون أن يفارقها، لولا ذلك الصراخ ..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقوياء المتنفذون وحدهم من يخدمهم الدين في الواقع
- لا خروج لنا من تخلفنا إلا بانفتاحنا على الحياة وتفاعلنا مع ب ...
- من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟
- لماذا لم يتحرر المسلمون من استبدادهم ؟
- عالمنا العربي يتردى أكثر..ماذا نحن فاعلون؟
- عطشي الأرض..وأمطار يديك النار
- شيء من العشب..أو ..من دمي
- واصل غناءك أيها الرمل..واصلي رقصك أيتها النار
- النهر يعشق أيضا
- أطلال أخرى..
- مر من جسدي
- تلك الرسائل ما أروعها
- الفتى..كل هذا الجسد
- مريم
- أبجدية لخماسيات جزائرية
- إفريقيا بين السواد وزوارق أزرق الأحلام / الأوهام
- رواية حنين بالنعناع لربيعة جلطي...... الخطر داهم..يا مثقفي ا ...
- هذا ما وجدنا عليه آباءنا
- اللاجئون، الغرب والمسلمون ( خواطر)
- انطباعات عائد من تونس


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟