أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - بمصر ...أزمة نقابة الصحفيين تكشف أزمة أعمق














المزيد.....

بمصر ...أزمة نقابة الصحفيين تكشف أزمة أعمق


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 أزمة حقيقية تلك التي نشبت بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، تلك الأزمة كشفت عن أزمة أعمق تتمثل في شيئين هامين: الأول غياب الحكمة، والثاني التعصب والتحزب والاستقطاب الذي أصبح سمة كل شيء في مصر، والذي شهدنا أَوْجَهُ في آخر اختلاف في الرأي في قضية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية.

وغياب الحكمة كان من طرفي الأزمة واضح كل الوضوح اِبْتِداءاً من السماح لاثنين من المطلوبين أمنيا بدخول نقابة الصحفيين، ثم عدم التعاون من قِبَل نقيب الصحفيين ومجلس إدارة النقابة مع الجهات الأمنية لتسليم المطلوبين بأمر النيابة العامة بالضبط والإحضار، ولم تكن الحكمة جَلِيةً فيما أقدمت عليه وزارة الداخلية ب " اقتحام النقابة " في حادثة هي الأولى من نوعها في التاريخ، وهنا ممكن أن يتساءل البعض، عن الوسيلة التي كان يمكن بها القبض على مطلوبين أمنيا لجئا  لمبنى نقابة الصحفيين، وهو سؤال الهدف منه تبرير دخول الأمن للنقابة، ويبدو سؤالا منطقيا، وإن كنت أرى أن الداخلية ورجالاتها لم تكن - لو أرادت - أن تَعْدِمَ وسيلة، وهو ما كان سيجنبنا مثل هذه الأزمة.

إن أنصار الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنا منهم، لديهم حساسية مفرطة في أي رفض لقرار أو تصرف أو فعل تأتي به السلطة التنفيذية، فهم في حالة توجس دائمة ولديهم قناعة لا تقبل أي شك أن الدولة مستهدفة باستهداف النظام، هذا النظام الذي يرى فيه أتباعه أنه طوق النجاة الوحيد لهذا الوطن، وهؤلاء الأنصار جاهزون مستعدون للنيل ممن يأتي برأي مخالف لما تراه السلطة التنفيذية، وليس الرئيس عبد الفتاح السيسي وحسب.

إن المؤيدين لاقتحام النقابة!! يسوقون العديد من الاتهامات للصحفيين، الذين يرونهم من أهم أسباب عرقلة الرئيس في نَهْضَةٍ وَعَدَ بها قبل توليه كرسي الحكم، ويعمل، في الحقيقة، بكل طاقته لإنجازها.

وعلينا أن نعترف أن المجال الصحفي، مثله مثل كافة المجالات في مصر، به الصالح والطالح، ولكنه في النهاية يبقى صوت وضمير الأمة بالأغلبية العظمى فيه، والتي تعلن تأييدها بكل وضوح وصراحة - وتتهم في ذلك - للرئيس، وتدفع في تشكيل وعي ورأي عام يلتف حول الوطن، ولعله لو أخذنا نموذجا، لوجدنا أن الأغلبية الساحقة من كتاب الرأي في الصحافة المصرية يشعلون شمعة تضيء الطريق للمواطن للالتفاف حول قضايا الدولة الهامة والتي تعتبر قضايا مصير، وتدافع بكل قوة وحماسة عن الرئيس، عن إيمان في أنه يبذل قصارى جهده، وفي أنه رجل المرحلة لا شك في ذلك، وفي المقابل لن تعدم صوتا يختلف مع هذه السيمفونية، وهذا يتفق وطبائع الأمور.

والذي يجب أن يعلمه المواطن الشريف!، أن الغيرة على نقابة الصحفيين أمر محمود، فحضارة وتقدم الدول تقاس بما تمنحه للإعلام من حرية ومكانة،  والنقابة كملنا تمثل حالة رمزية فهي قلعة الحريات العامة، تلك الحريات التي تضمن تفاعل مجتمعي، يُخْضِعُ الأفكار للبحث والدرس والتمحيص، ومن ثم الحصول على رؤى أقرب للصواب منها للخطأ، نعم ليس على رأس الصحفي أو الكاتب ريشة، وليس فوق القانون، ولا ينبغي له ذلك، فهو مواطن مصري، يخضع لما يقرره الدستور من واجبات، كما يتمتع بما يسمح به الدستور من حقوق، ولكنه يظل المستشرف للمستقبل، المُشَكِّلَ للوعي، الناقد البصير، المحرك للهمم، الذائد عن قيم المجتمع.

إن الأزمة الراهنة بين أصحاب القلم وبين المنوط بهم الذود عن القانون وتنفيذه، إن كان الأغلبية العظمى فيها من الشعب مُفَضلَة أن تنحاز للقانون وتنفيذه، وهو أمر محمود، فالخوف كل الخوف، أن تفتح بابا، لا يجب أن يُفْتَحَ، يسيء لمصر ولنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بين الفينة والأخرى، يتم اصطناع أزمة له، غالبا ما تكون من الداخل، تغطي على تلك الإنجازات التي يحققها الرجل، والتي يدفع ثمنها النظام، إن تراكم الأزمات يبدو لي هدفا لهؤلاء الذين يعملون بكل طاقاتهم لإسقاط مصر من خلال إسقاط النظام.

بكل تأكيد لن تعدم مصر حكماء، يستطيعون تهيئة الأجواء في مصر، على كل المستويات، لنزع فتيل الأزمات من ناحية، وإزالة حالة الاستقطاب الحاد، بين طرفين لا يوجد بينهما مقارنة، من ناحية ثانية.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة والقرضاوي ومجازر حلب
- دلالات رفع علم السعودية في ذكرى تحرير سيناء! !
- بالنمسا ..- تيران وصنافير - تركية سورية
- ألا يكفيني عقابا أني لست إسرائيليا!!؟
- احتفالات لا مظاهرات في ذكرى تحرير سيناء
- قُبْلَة .... قصة قصيرة
- فراشة .. قصة قصيرة
- مخطط صهيوني بالنمسا يستدهف وزير الأوقاف المصري
- حق الأكراد أصيل
- أحداث بن قردان التونسية ما بين الرئيس المصري السيسي والقادة ...
- احفظوا ماء وجوهكم ..حل الأزمة السورية يلوح في الأفق
- مع العربية السورية ضد النزق التركي
- في ضرب عكاشة - بالجزمة - رسالة محددة
- ادعاء خرق وقف إطلاق النار في سوريا
- نظرة على خطاب السيسي
- مساحيق تجميل الوجه الأمريكي القبيح
- الرؤية المصرية للأزمة السورية والفصل الأخير
- البلطجة التركية ..آخر أوراق التوت تسقط عن الأرعن أردوجان
- نظرة على التخوف أوربي من المهاجرين واللاجئين
- في ذكرى تنحيه: الجانب العسكري في شخصية مبارك!!


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - بمصر ...أزمة نقابة الصحفيين تكشف أزمة أعمق