أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.














المزيد.....

شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 13:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"انتما كتعزوني الله يعزكم" ، الجملة التي قالها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وبكى في فاتح ماي 2016. فأي عز صنعه بنكيران للمواطنين وأي كرامة ضمنها لهم ولأبنائهم حتى يبكي عرفانا لحب الشعب له مثلما فعل الرئيس البرازيلي"لويس أناسيو لولا دا سيلفا" حبا في البرازيل وفي شعبها؟ دا سيلفا استطاع أن يؤهل اقتصاد وطنه ليصير خامس أغنى اقتصاد في العالم في ظرف ثماني سنوات . فماذا قدم رئيس الحكومة للشعب المغربي ؟ لقد استغل مناسبة فاتح ماي ليتباهى بسفاسف الإنجازات (زيادة التعويضات العائلية والتعويض على الولادة ، ومنحة الأرامل ..) لكنه لم يصارح النساء أنه ضد المناصفة التي ينص عليها الدستور ، وضد الإقرار بحقوقهن وفي مقدمتها المساواة ، أو رفع التمييز ضدهن . أليس بنكيران من دعا أعضاء حزبه إلى"استحضار الخلفية والقاعدة الإيديولوجية، التي انطلقت منها مثل هذه الدعوات، مما يجعل الاضطرار للانخراط فيها، انخراطا واعيا، حتى لا تدخل نفسك أو بلدك في الكوارث".؟أليس هو من طالبهم "بإفراغ مفهوم المناصفة من الأدلجة الغربية، وتبيئته على الطريقة المغربية"؟ لماذا لم يُطلع الشعبَ على الحقيقة ويعترف له بما اتخذه من قرارات تمس قوته اليومي ومستقبل أبنائه وكرامتهم؟ لماذا لم يخبرهم أنه ألغى دعم الدولة للمواد الاستهلاكية لترتفع الأسعار إلى مستويات قياسية يعجز عن أدائها عشرة ملايين مغربي يعيشون تحت عتبة الفقر المطلق ، وأنه سيرفع الدعم عن غاز البوطان ابتداء من يونيو القادم؟ ولماذا لم يعترف للمواطنين أنه لأول مرة في تاريخ المغرب ، فصل بين التكوين والتوظيف وخفض المنحة المخصصة للأساتذة المتدربين إلى النصف وكسر عظامهم في الشوارع وداخل مراكز التكوين؟ فهل لرئيس الحكومة الشجاعة السياسية ليقر أمام الشعب أنه وقّع مرسوما يمنع أي موظف أو أجير استقال أو أقيل لأي سبب ،من حقه في المعاش إلا بعد بلوغه السن القانونية للتقاعد ؟ أليست هذه جريمة لم ترتكبها أية حكومة في العالم بما فيها حكومة إسرائيل في حق الفلسطينيين ؟ حتى حكومات الاستعمار لم تجرؤ على إصدار مثل هذا المرسوم المشئوم ، لكن فعلها رئيس حكومة المغرب الذي يزعم تمثل الدين في سلوكه ومعزة الشعب في قراراته. لماذا لم يعلن بنكيران في الحاضرين أنه مدد في سن التقاعد حتى يُحْرم آلاف الشباب من فرص الشغل والوظيفة ويرمي بهم في براثين الجريمة والتطرف ويثقل كاهل الأسر بالنفقة عليهم ؟ بل سمح للشركات الأجنبية بجلب العمالة من الخارج لتدني أجورها . لماذا تحاشى الحديث عن ارتفاع نسبة الفقر والبطالة في صفوف الشباب واتساع دائر تسريح العمال وإغلاق المقاولات ؟ يتغنى رئيس الحكومة برفع الحد الأدنى للمعاشات إلى ألف درهم ، لكنه يخفي عن المواطنين خطته الرامية إلى تعميم العمل بالعقدة على كل القطاعات العمومية كما الخاصة ،الأمر الذي سيعصف بحقوقهم الاجتماعية . إن المواطنين البسطاء بحاجة إلى معرفة الحقائق كاملة من فم رئيس الحكومة وليس إلى دموعه التي لن يجعلوها طعاما لأبنائهم ولا لباسا يواري سوآتهم ولا دواء يعالجون به أمراضهم ولا عملا شريفا يحفظون به كرامتهم . كان على السيد رئيس الحكومة أن يصارح المواطنين بأن الفساد في عهده عمّ وساد حتى صار المغرب يحتل المراتب المتأخرة في كل المؤشرات ، وأن الإجرام استفحل حتى أفقدهم كل شعور بالأمن ، وأن الحُڭ-;-رة مِن تغوّل الإدارة بلغت مبلغها حتى غدا إحراق الذات ملجأ المحڭ-;-ورين ؛كما كان على رئيس الحكومة أن يتحلى بالجرأة والصدق ويخبر المواطنين بأنه رهَنَ سيادة المغرب بيد الدوائر المالية العالمية بعد أن بلغت الديون 400 مليار درهم (82.5 % من الناتج الداخلي الخام)، وأن تسديدها سيكون على حساب قُوتهم وفرص تشغيل أبنائهم لأجيال قادمة . فالمواطنون كانوا ينتظرون من رئيس الحكومة إجراءات عملية صارمة يحمي بها المال العام وينميه ويسترجع ما ضاع في النهب والتبذير ، وأن يفي بوعوده الانتخابية التي قطعها على نفسه ،لا أن يدرف دموع العاجز وفي يده السلطة القضائية والسلطة التنفيذية .
أمام هذه الحقائق التي تفضح العجز البين لرئيس الحكومة في تدبير الشأن العام وخدمة مصالح المواطنين والتخفيف من معاناتهم ، لا يمكن لرئيس حكومة يحترم نفسه ويتصرف كرجل دولة يجسد تاريخ شعب عريق في كل تصرفاته ، إلا أن يخجل ويبكي حاله البئيس وعجزه الذريع . فكل رجال الدولة الذين بكوا ، إنما كان من حبهم لوطنهم وغيرتهم على شعبهم وخوفهم على مصيره . فحين بكى رئيس وزراء سنغافورة " لي كوان " إثر قرار ماليزيا الانفصال عنها ، إنما فعل بحرقة السؤال " كيف ستعيش سنغافورة ؟ وهي الدويلة التي لم تكن مساحتها تتجاوز 600كلم مربع وعديمة الموارد.كانت للرئيس "لي كوان" الجرأة والشجاعة لمواجهة الفساد في كل البلاد وعلى كل المستويات حتى إنه أدخل 6 آلاف مسئول بسبب الارتشاء والفساد والاختلاس ؛ ولم يقل للشعب "ما فراسيش" أو طمأن الناهبين بـ"عفا الله عما سلف" أو راهن على "الهجّالات" والمطلقات (مع كامل الاحترام لهذه الفئة من المواطنات) للبقاء في السلطة؛ بل حرض على العمل والشفافية والكفاءة . الآن سنغافورة تتصدر التصنيف العالمي للدول لعام 2015، من حيث جاهزية تقنيات المعلومات والاتصالات، وأثرها الواسع على الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، متقدمة عن فنلندا والسويد واليابان والولايات المتحدة ، فيما المغرب يحتل المتربة 78 . شتان ،إذن، بين دموع رجال الدولة الصادقة التي تعزّ المواطنين ودموع رجال الدعوة الحالقة التي تُذلهم.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/2.
- خطاب الرياض:التحديات والمسئوليات المشتركة.
- أين الدولة من -شرع اليد- ؟
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/1.
- معاداة الفلسفة عقيدة الإسلاميين.
- ابحثوا عن جذور الدعوشة في ثقافتنا الدينية.
- أي مصداقية لتقرير الوزيرة الحقاوي ؟
- رجاء اتركوا جذوة الشعب متقدة !.
- 8 مارس يوم يناهضه المتشددون.
- حوار حول المرأة والتطرف الديني
- حرية الاعتقاد بين القرآن والشريعة.
- أية آفاق لمراجعة البرامج الدينية ؟
- التنظيمات الدينية أخطر تهديد للهوية المغربية.
- المغرب الذي نريد ولا يريدون .
- هل ينجح علماء المغرب في مواجهة التطرف؟
- حوار لفائدة صحيفة-حقائق مغربية-
- حان الوقت للقطع مع الجهاد وتجريم التكفير. 2/2
- حان الوقت للقطع مع الجهاد وتجريم التكفير. 2/1
- من أولى بتقديم الاعتذار ؟
- المساواة في الإرث إنصاف للمرأة وأنسنة للفقه. 2/2


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.