متى يتوحّد العمال؟

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 12:29
المحور: ملف 1 ايار - ماي يوم العمال العالمي 2016 - التطور والتغييرات في بنية الطبقة العاملة وأساليب النضال في ظل النظام الرأسمالي والعولمة
    

طالب كارل ماركس، قبل مئة سنة ونيف، العمال أن يتوحدوا، وذلك من خلال ما جاء في البيان الشيوعي(يا عمال العالم اتحدوا). وواضح من فلسفة هذا الشعار هو المطالبة، الصريحة، العلنية، من العمال في جميع العالم، أن يتوحدوا، بتوحيد صفوفهم . لكن حتى هذه اللحظة، وكثير مننا لا يفقه ما المقصود بهذا التوحد، هل يعني أن يتحدوا على الاخلاص في العمل، وان يكون عملهم دؤوب ومتواصل، ومن دون تلكؤ؟ . ام هل المقصود ان يوحدوا صفوفهم بأخذ حقوقهم من دولهم كاملة وغير منقوصة، مع عدم استغلالهم من قبل تلك الدول، بحيث أن لا تزيد ساعات العمل، وان تلتزم دولهم بالساعات المقررة والمعمول فيها في جميع الدول ؟ . ام المقصود أن يتوحدوا في اعلان يوم عالمي لهم يحتفلون به في كل عام، ويجعلون هذا اليوم عطلة رسمية لغرض الاحتفال واقامة طقوس خاصة للعمال، تثمينا لهم ولجهودهم الجبارة في الانتاج والبناء، وفي الاعمال والاعمار التي حدثت على ايديهم، وتذكيرهم بعطائهم الثر الذي قدموه ولا زالوا يقدمونه لشعوبهم وبلدانهم؟ . ام غيرها من الامور الاخرى التي وجبت ان تجري وراء هذا الشعار وهدفه؟.
وقبل الاجابة على هذه التساؤلات ؛ نود اعطاء لمحة موجزة لتاريخ هذا اليوم(عيد العمال العالمي).
إن (يوم مايو يمكن أن يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التي أدت إلى الأول من مايو كذكرى لأحياء النضال من أجل الثمان ساعات في اليوم. وفي هذا الصدد يسمى الأول من مايو بالعطلة الدولية لعيد العمال، أو عيد العمال. بدأت فكرة "يوم العمال" في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من أيار / مايو ليصبح ذكرى للاحتفال بحلول الدولية الثانية للأشخاص المشتركين في قضية هايماركت 1886).
نعم، العمال يحتفلون في مثل هذا اليوم من كل عام عالميا، لكن معظم الدول العربية لا يحتفلون فيه، بل مجرد يتخذون هذا اليوم عطلة رسمية، حيث يعُطل الدوام الرسمي في كل دوائر ومؤسسات الدولة.
والى هذا اليوم لم يتوحد العمال؛ والدليل أن في العديد من الدول العالمية، والدول العربية خصوصا، يعُتدى على العمال، وتغمط حقوقهم، واحيانا يتعرضون الى الابتزاز، والى الفصل الجماعي ، والى النقص في مرتباتهم، وغير ذلك. فلم نسمع او نرى، ان العمال العالميين خرجوا بتظاهرات حاشدة، في شوارع وساحات دولهم، تساند وتطالب، بإعادة حقوق اخوتهم العمال في تلك الدول، وتقف وقفة شجاعة مساندة لهم . وهم بذلك يعززون موقفهم ، ويشدون عضدهم، ويتماسكون اكثر، حتى تشعر دولهم بقينتهم الحقيقية. إن كل هذا لم يحصل ولن يحصل.
كان الاولى بدول العالم أن تلغي العطلة، وتجعل هذا اليوم يوم دوار رسمي، الا أنه يكون مختلفا عن الايام الاعتيادية؛ اذ يكرمون العمال في مثل هذا اليوم، ويعطونهم الحوافز والمنح والهدايا وغير ذلك؛ افضل من أن يجعلونها عطلة لا تقدم ولا تؤخر، ولا تضيف الى العامل شيئا .
ويبقى السؤال: متى يتوحد العمال؟.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات