|
العلاقات المغربية _الايرانية شيعة ضد آل البيت ؟؟
ماء العينين سيدي بويه
الحوار المتمدن-العدد: 5154 - 2016 / 5 / 6 - 08:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في تعريف الشيعة أشار المفكر التونسي هشام جعيط ،أنهم مشايعي و أنصار علي بن أبي طالب ،وهم حركة سياسية في الاصل أكثر منها فرقة دينية ، طالبت في أحلك فترات الفتنة التي عرفها الاسلام بالامامة الدينية والسياسية لآل البيت ، فكانت دعوتهم السياسية إيذانا بعزلة مذهبية ستنعكس كما قال المفكر محمد أركون على اعتماد صحاح لهم(ابن بابويه) كمسلم والبخاري و تبني فقهاء(الجنيد الاسكافي) كحنبل والشافعي ... و بعد ما شهد التاريخ العربي والاسلامي من انقسامات ومجازر وغزو وتراجع للحضارة ،تزاوج الشيعة مع الكثير من المذاهب الفكرية والدينية منذ المعتزلة الى العرفانيون والزراديتشية كما ذهب الى ذلك المفكر محمد عابد الجابر في نقد العقل العربي ، و واصلوا زواجات المتعة التي غالبا ما ينتقدهم اعداءهم بها كوصمة تشويه على خروج الكثير من تيارات الشيعة عن القرآن والسنة ،فيستشهدون بآيات أنها من خلقهم أو بدليل اضافة علي كرم الله وجهه الى شهادة آذان إقامة الصلاة . وفي الفكر المعاصر و السياسة أثناء الاستعمار او بعده في مرحلة القومية العربية ،تحالف الشيعة مع الشيوعية نظرا للتداخل اللغوي بين الكلمتين ،كما حدث في العراق او بعض الدولة التي كان شيعتها يتدثرون ب"التقية" او اخفاء المذهب الفكري والعقيدة الدينية عن الاعداء خوفا من القتل او القمع ،كما حدث لابناء رسول الله صلى الله عليه وسلم في كربلاء . بينما وجد شيعة ايران الطريق الى الحكم و السياسة على غرار الدولة الفاطمية من المغرب الى مصر ،التي واجهت الدولة العباسية اي ابناء عمهم من بني هاشم . الا ان معضلة الخلافة الوراثية على اساس الامامة ، وانتظار بعث الامام المهدي عطل من استمرارها في التاريخ رغم ان بعض الدول العربية بقيت فيها انسال و عوائل تحكم بالشرف او الولاية الصوفية التي ستسمى في الادبيات السياسية الشيعية بولاية الفقيه او الملالي . هذه الولاية السياسية و الدينية كانت بمثابة حل لجأ اليه فقهاء الشيعة للخروج من مأزق الامام الغائب او الامامة الاثني عشرية من نسل الحسن والحسين ابناء علي وفاطمة . فالمهدي المنتظر مزال غائبا منذ الغيبة الصغرى ثم الكبرى بينما جمهور المسلمين يتقلب و يدور مع فلك التغيرات العالمية والطبيعية والعلمية والاجتماعية والسياسية .و كغيرها من القوى الدينية (آل سعود بالوهابية (وثقت ولاية الفقيه علاقتها بالسلطة السياسية في العقل الشيعي منذ (940ه) الدولة الصفوية في عهد طهماسب عندما دعم حكمه بالامام الكركي كنائب للامام الى حين ظهوره . هذا الاجتهاد سيفتح العقل السياسي الشيعي على التنظير لولاية الفقيه عبر مراحل ،منذ النراقي ، ثم مرتضى الانصاري ،الذي سيتوقف بعده التنظير الى حين الامام الخميني الذي استلهم حركة و ثورة الامام محمد حسن الشيرازي ضد شاه ايران مظفر الدين سنة 1905. وفجر ثورة الملالي الايرانية التي اصبحت اليوم قوة اقليمية وعالمية تصارع امريكا واسرائيل والسعودية . اما بخصوص العلاقات الايرانية _ المغربية ، فيمكن البحث فيها عن اسباب الالتقاء اكثرمن الجفاء رغم الفجوات السياسية والجغرافية التي بينهما ،واخذ بعين الاعتبار مفارقتين تخلط الاوراق في العلاقة بينهما ، الأولى هي أن ملوك المغرب ينتسبون لآل البيت أي أنهم من صلب الائمة في حين فقهاء ايران اغلبهم فقيه وقد لا ينتمى الى السلالة المحمدية( التي سيشكك البعض في انتماء الكثيرين لها خاصة من هم خارج الحكم او ليس لهم ثروة كما فعل ايديولجي امازيغي ادعى عدم انتماء الشرفاء الادارسة الى ادريس بن عبد الله مؤسس اول دولة في المغرب بدعوى ان زوجته الامازيغية ولدت ادريس الثاني بعد موته اي انهم ابناء مولاه راشد ...) . فكيف يتمرد الشيعة على من شايعوا ؟ اما المفارقة الثانية فهي ان ايران لم تحشر انفها في اي قضية تمس امن المغرب او قضاياه الوطنية مثلا علاقتها بالبوليساريو مجمدة كما لم تكن لها نية في نشر المذهب الشيعي بالمغرب ،كما وصلت اواصر الاتفاق بينهما في عهد الرئيس محمد خاتمي حد التمثيل الديبلوماسي . في المقابل كانت سياسة الدولة المغربية دائما مستفزة ،رغم دعم المغرب لايران في حقها في استعمال الطاقة النووية لاغراض سلمية ومشاركة بعض علماء شيعة في الدروس الحسنية الرمضانية ، تضيق الخناق على حركات شيعية ابان سبعينيات القرن الماضي واستضافة شاه ايران بعد الثورة الاسلامية ، ودعم نظام صدام حسين سابقا في حربه ،ثم مساندة حسني مبارك بعد الانقلاب على السادات بسبب اسم شارع يحمل لقب قاتل الرئيس المصري ، أو دعم الحريري في الازمة اللبنانية نكاية بحزب الله الذي تدعمه ايران ، وايضا رفض احتلال الجزر الاماراتية الثلاث ، أو التدخل في الشأن البحريني خاصة بعد قمع الشيعة اثناء- الربيع العربي- ،الى حد اعلان التحالف مع السعودية بعد ازمتها مع ايران عقب اعدام الامام الشيعي المعارض "نمر النمر" . هذه السياسة المغربية توجها المغرب اخيرا بعد مجلس التعاون الخليجي او "مجلس تعاون الملكيات العربية" ،بدعم لصالح قضية صحرائه ،مستغلا التجاذبات المتقلبة في المنطقة بعد توتر العلاقات بين امريكا والسعودية ، وتخندق الجزائر في دعم الرئيس السوري وروسيا و ايران من جهة اخرى .ومن المعلوم ان الامين العام للامم المتحدة هو في خانة امريكا .
#ماء_العينين_سيدي_بويه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكم الذاتي أو الجهوية المتقدمة أقصى ما يمكن منحه لحل نزاع
...
المزيد.....
-
رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم
...
-
سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء
...
-
أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
-
هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
-
نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
-
مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
-
عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
-
من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو
...
-
منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب
...
-
رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|