نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 22:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سبق القول إن العلماء يرون أنه من المحتمل وجود حوالي مئة مليون عالَم أرضي صالح للحياة في مجرة درب التبانة , وإذا كانت هناك حياة ذكية خارج الأرض في أنظمة شمسية (نجمية) أخرى , تُرى ماحكم سكانها من الأناسي أمثالنا؟ أتشملهم نفس التكاليف الخاصة بنا؟ وهل لما خُيِّر الانسانُ لحمل الأمانة كان ذلك يشمل أناسي العوالم الاخرى؟ ...{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ أنهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72 .وهل حمْل الإنسان للأمانة معناه أنه اختار حرية مصيره؟ فيبني حضارات ثم يبيدها فسادُه فيعاود بناءها, وهكذا ... (حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أنهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أو نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) يونس24...., {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً}الكهف8. فهل الأمانة هنا هي أمانة عِمارة الأرض..(إلا ليعبدون) أي يعملون ويخلقون ويبتكرون , وفي نطاق هذا الخيار يقع فساد الإنسان. ولما كان الإنسان وحده هو من قَبِل حمل الأمانة , لذا فهو الوحيد المحاسَب على فعله , ومآله في النهاية هو جنة أو نار. لكن القرآن يخبرنا أن مِن (الجِن) أيضا من سيدخل النار, لذا فهم بالضرورة أيضا مخيرون ومسؤولون: {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أولِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء الله إن رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }الأنعام128 .أما عن لفظ "الجِن" لغة , فمعناه المختفي , فهل اختفاؤه بحكم تكوينه أم بحكم بعده عنا. يقول أرباب اللغة :"إن كل مستجِن فهو جني , وجان , وجنين. وكذلك الولد قيل له جنين لكونه في البطن واستجنانه. وقالوا للميت الذي في القبر جنين" (الجاحظ –الحيوان – ج6). يتبع- بتصرف من كتابنا (االقرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟