أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح مطر - احفاد جحا ومقلدوا برناردشو














المزيد.....


احفاد جحا ومقلدوا برناردشو


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 18:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أحفاد جحا ومقلدوا برناردشو

(صباح مطر)

قبل ما يقرب من عامٍ من الآن شاع خبر الوزيرة السويدية ( مانا سالين ) بعد ان أدانها القانون السويدي لكونها ملأت خزان سيارتها الخاصة بالبنزين مستخدمةً كرت صرف منحته لها الحكومة لا تزيد قيمته على الستين دولاراً رغم ان الوزيرة اعتذرت لنسيانها بطاقتها الخاصة في بيتها وأنها اضطرت لاستخدام الكرت الحكومي وقد أعادت المبلغ في اليوم التالي .
أقصوصة كثرت صياغاتها على صفحات التواصل الاجتماعي عندنا في العراق وكثرت المشاركات لها على صفحات الفيسبوك والكل تمنى وهو محق لو يصل بلدنا وأهله مرحلة من الرقي كهذه فبهذه الروحية يمكن لنا الحفاظ على المال العام وادامة حرمته ، وعليه فلا بد من إشاعة هذه الثقافة لأن المال العام مهما تضاءلت قيمته يبقى يتمتع بحرمته الخاصة فهو لا يخص فرداً بذاته بل شعباً بأسره .
ودارت الايام ولم يمض إلا عام على تداول تلك الحادثة حتى اقتحم متظاهرون بدعوى المطالبة بالقضاء على الفساد مبانٍ حكوميةٍ عراقية ومنها مبنى البرلمان وأكثروا فيها التخريب والعبث وهذا ما أظهرته شاشات التلفاز حتى عاد نفس المعجبون بالقانون السويدي الذي تعامل مع الوزيرة الى الاستهزاء برد فعل الحكومة الرافض لهذا العمل وزيارة رئيسها الى المبنى واطلاعه على حجم الخراب الذي لحق بمحتوياته وأخذو يتندرون باهتمامه المبالغ فيه ، وأظهروا له صوراً يقف بها قرب أريكة ( كنبة ) حطمها الداعون الى الاصلاح معتبرين ان هذا الامر من التفاهة بحيث لا يستحق ان يوليه المسؤولون اهتماماً وهم يعلمون ان الاثاث في ذاك المبنى قد كلف الدولة مبالغ بملايين الدولارات دفعت من المال العام وليس (60 ) دولاراً فقط أعادتها مانا سالين في اليوم التالي ونسي المتندرون من أحفاد جحا ومقلدوا برناردشو الساخرين هؤلاء ان من يهدر درهماً من المال العام بضمير مرتاح ان افترضنا جدلاً ان لديه بقايا ضمير فأنه لا يتورع عن إهدار المليارات إن أتيحت له فرصة الإهدار .
والمؤلم في الامر ان غالبية هؤلاء ( الأريحية الفكهين ) هم من أدعياء الولاية لعلي بن أبي طالب وكثيراً ما يتشدقون بذكر مناقبه وأنه كان يسأل القادم إليه وهو في بيت المال إن كان في عملٍ خاصٍ ليشعل شمعته هوَ أو في امر من أمور المسلمين لكي يبقي شمعة بيت المال مشتعلة ونسوا أن الشمعة لا تسري عليها أحكام اللقطة إن عثر عليها في مكان ما لأنها ليست بذات قيمة .
وكثيراً ما لقلقت ألسنتهم بقول علي ( والله لو أُعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جلب شعيرة ما فعلته ) وكم أدهشهم جلبُ الشعيرةِ وتألموا لحاملته النملة ولم يتألموا لهذا التخريب المشين لممتلكات الدولة وحولوه الى مادة للهزء والتندر .
هؤلاء المعجبون بالعبث بالمال العام لا أظنهم إلا من المدمنين على حضور مجالس أهل الحديث والتدين وكم رددوا الصلوات على محمد وآل محمد وزادوا عليها ما شاءوا من الالفاظ وعرفوا من تلك المجالس ان من دين محمد ان أكبر الذنوب ما أستخف به صاحبه وأن لا صغيرة مع الاصرار ، فليضحك هؤلاء على أنفسهم أولاً وعلى ضلة عقولهم ثانياً وإذا كانوا يدّعون إصلاحاً فالفساد لا يُصلحُ بما هو أفسد منه وأفظع .
ورحم الله الدكتور علي الوردي فقد آلمته هذه الازدواجية كثيراً .



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى اخي الفقيد
- ربيع بعد صيف
- بين الحرية والديمقراطية
- رواية نصف جسد وتجسيد الهم العراقي
- الفضاء الثقافي المفتوح
- حديث الاكف تحفيز للذاكرة
- حماية المنجز الديمقراطي
- لكل ضعف ولكن لاتعلمون
- بين الحقيقة والزيف
- أور زقورة وشواهد تاريخية
- وجهة نظر في المصالحة
- القائمة المغلقة والمفتوحة
- بين الانا وبريق المنصب
- ديمقراطية اللاديمقراطيين
- من نحن؟
- وضوح الرؤيا والدور الايراني الخطير
- العلمانية والدين
- في ذكرى الرحيل
- معركة ستالينغراد...جنون وبطولات
- لا أقليّة مع المواطنة


المزيد.....




- -ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف ...
- ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم ...
- الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
- مخاطر الارتجاع الحمضي
- Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
- تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق ...
- الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو ...
- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح مطر - احفاد جحا ومقلدوا برناردشو