أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صالح حمو - هل للكرد السوريين مكان في المصالحة الوطنية المنشودة؟















المزيد.....

هل للكرد السوريين مكان في المصالحة الوطنية المنشودة؟


صالح حمو

الحوار المتمدن-العدد: 380 - 2003 / 1 / 28 - 05:21
المحور: القضية الكردية
    


أخبار الشرق - 27 كانون الثاني 2003

عندما قرأت مقالة الدكتور محمود حسين صارم (أخبار الشرق 22/1/2003) التي تناولت العديد من المسائل الهامة والحساسة التي تهم وطننا السوري الحبيب، وبما أن الدكتور طرح في هذه المقالة رؤيته للمصالحة الوطنية؛ كان لا بد من إبداء بعض الملاحظات التي تهدف إلى توضيح بعض النقاط التي وردت في المقال المذكور لتساهم في النقاشات الدائرة حول مستقبل وطننا السوري.

ولكي لا أطيل كثيراً عبر العبارت الغامضة والرمزية، سأختصر وبنفس صراحة الدكتور محمود حسين صارم.

- انتقد كاتب المقالة الأنظمة الشولية بكل مؤسساتها، وخص بالذكر الفكر القومي الاشتراكي وحمّله ما نعانيه اليوم من تخلف وفساد و.. إلخ. لكنني استغربت عندما ورد في المقال (بل لأتمكن من اصدار بيان بشكل حر أوزعه على شعبنا العربي السوري العظيم).هنا أتساءل: لماذا العرب السوريين فقط؟ ومعلوم للجميع التنوع الإثني والمذهبي في سورية، أليس هذا المصطلح من بقايا الفكر القومي الاشتراكي؟

لماذا تناسى القوميات الأخرى في سورية، كالأكراد مثلاً؟ وبما أن برنامجه للمصالحة الوطنية، فأين المصالحة الوطنية إذاً؟!

أخشى أن يكون السيد الكريم قد صدق القوميين الاشتراكيين الشموليين بأن الأكراد في سورية قد تعربوا وأصبحوا قوميين عرباً وانتهى الأمر. ولا أعتقد أن الكاتب الكريم يريد مخالفة إرادة الله سبحانه وتعالى في خلقه للشعوب والقبائل متنوعة.

لقد عانى الشعب السوري وما يزال من الكثير من السياسات الخاطئة في ظل سيادة أحكام الطوارئ المعمول بها منذ أربعين عاماً. لا شك أن حصة الكرد من هذه السياسات الخاطئة كانت مؤلمة مثل باقي أبناء الشعب السوري، إذ كان أبرز تلك السياسات إنكار وجوده القومي وتطبيق السياسات الشوفينية والمشروعات العنصرية (الإحصاء الاستثنائي، الحزام العربي) بحقه ومنع لغته القومية وفرض الحظر عليها، إضافة إلى سياسات التعريب بكل أشكالها وحرمان الكرد من خيرات الوطن وإهمال مناطقه بشكل كبير.

إذا كانت هذه هي السياسة الرسمية تجاه الأكراد في سورية طوال السنوات الماضية، فما هو موقف القوى والشخصيات السياسية السورية من هذه القضية؟

وهنا أود أن يوضح الكاتب الكريم وكل القوى الوطنية (الإسلامية والقومية والاشتراكية) والديمقراطية في سورية موقفهم من القضية الكردية في سورية لكي يعرف الكرد مكانهم في المصالحة الوطنية التي ينشد الجميع قيامها. ولا أخفي أن الكثير من الكرد يبدون عدم ارتياحم وتفاؤلهم تجاه مواقف الكثير من القوى السياسية السورية من القضية الكردية في سورية.

- لا يمكن طرح المصالحة الوطنية بإبعاد بعض القوى والمصالحة مع بعضها الآخر. فقد ورد في المقال (المصالحة الوطنية: .. وخاصة مع التيار الإسلامي الوطني الذي يتزعمه الأستاذ علي صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين). المصالحة الوطنية تعني الجميع دون استثناء، كيف يمكن طرح المصالحة الوطنية بالعقلية الشمولية كما ورد في المقال (التيار الإسلامي الوطني) هذا يعني أن هناك تياراً غير وطني، سواء كان إسلامياً أم غير إسلامي، هل من المعقول الدعوة إلى المصالحة بلغة الماضي الشمولي المؤلم (كل بعثي وطني والباقي خونة ومتآمرين)!!

- ورد أيضاً في المقال (إن المعارضة الحقيقية اليوم في سورية هي "جبهة الميثاق الوطني"). أليس من المجحف بحق الكثير من أبناء سورية المناضلين من العرب والكرد الذين قضوا أجمل أيام حياتهم في السجون والمعتقلات في سبيل كرامة الوطن والمواطن، أن نسميهم معارضين غير حقيقيين!

من لم يشارك السلطة في ممارساتها فهو معارض وطني وحقيقي، وليس جبهة الميثاق الوطني وحدها، مع تقديري لكل أبناء سورية الذين ناضلوا لتحقيق العدل والمساواة في سورية.

- ورد أيضاً (تشكيل حكومة ائتلاف وطني: على أن يكون ثلث أعضائها لأحزاب الجبهة الحاكمة وثلث الآخر للمعارضة وأما الثلث الأخير فيكون للشخصيات الوطنية المشهود لها بالأخلاق الحميدة والحكمة). كيف يمكن في ظل القوانين الحالية تشكيل مثل هذه الحكومة؟ أليس من الأفضل، إلغاء قانون الطوارئ، وإطلاق سراح سجناء الرأي، وإصدار قانون ينظم الحياة السياسية في البلد(تشكيل الأحزاب)، وحل القضية الكردية، وتعديل قانون الانتخاب و.. و.. و.. إلخ، ثم الانتقال الطبيعي إلى بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة؟

أخشى أن يكون التفكير بالمصالحة الوطنية يتم عبر توزيع الحصص وتوافق المصالح وليس عبر المصالحة الوطنية الحقيقية الشاملة لكافة أبناء الوطن وقواه السياسية.

- كما ورد في المقال (وأما التجمع الوطني الديمقراطي فهو في الحقيقة ينتمي بفكره وعقله وروحه إلى الحركة القومية الاشتراكية. وهذا لا يعني إطلاقاً أنه لا يمكن العبور من هذه الحركة إلى تلك. لكن عندما يحدث هذا فانه على المتحولين ان يعلنوا ذلك ليسهل على الشعب معرفة حقيقة امرهم وانهم ليسوا مع الانظمة الشمولية التي كانت احزابهم تنتمي اليها). لا أريد مناقشة هذه الفقرة بمعزل عن الفقرة التالية: (إن الإسلام بالنسبة لأبناء قطرنا العربي السوري: إما مرجعية دينية أو انتماء حضاري، فهو بالتالي كلي جامع لأبناء الوطن، موحد بينهم، حافظ لوجودهم").

إن مقارنة الفقرتين تُظهر التالي: من جهة يطلب الكاتب الكريم من أحزاب التجمع الوطني إعلان رفضهم للنظام الشمولي، وهذا مطلب صحيح وديمقراطي ويجب على كل القوى السياسية في سورية أن تعلن رفضها للدكتاتورية وتؤمن بالتعددية. ومن جهة أخرى يطرح برنامج جبهة الميثاق الوطني. هل يمكن أن تطلب من الآخرين ترك أيديولوجيتهم الشمولية وتقترح - بل وترى - أن أيديولوجيتك الشمولية هي الجامع لأبناء الوطن؟ فهذه دلالة على أن الدعوة للمصالحة غير ناضجة تمام النضوج بعد. ولكي لا يفهم أحد أنني أخلط بين الدين الإسلامي والأيديولوجيا السياسية، ولكن عندما يُطرَح هذا المفهوم من قبل حركة سياسية إسلامية فله دلالته الواضحة.

أخيراً لا يساورني الشك بأن دعوة الأخ الكريم (رغم اختلاف وجهات نظرنا) دعوة صادقة لبناء الوحدة الوطنية والعمل معاً من أجل وطن حر وديمقراطي يتمتع فيه الجميع بالعدل والمساواة.

__________

* كاتب كردي سوري - عين العرب (كوباني)



#صالح_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صالح حمو - هل للكرد السوريين مكان في المصالحة الوطنية المنشودة؟