أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة














المزيد.....

لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة


ضياء البوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 03:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلّ الشّعوب تلد أجيالا جديدة إلاّ نحن نلد آباءنا و أجدادنا، و ذلك بغرس طبائع آبائنا و أجدادنا بهم و حثّهم و مطالبتهم بالتمسّك بها و الحفاظ عليها، و لذلك فشعوب العالم تتطوّر و نحن نتخلّف. ( عبد الله القصيمي )
يبدو أنّ الثّورة التي لطالما حلم الجميع بأن تكون وسيلة لمقارعة الفكر الدّيني المتطرّف، قد جاءت نتائجها لتثبت العكس تماما. فمنذ سنوات حظي الشّيوخ و رجال الدّين المتطرّفين بمكانة مرموقة في أهمّ المناصب في الدّولة و ذلك مع مختلف الحكومات و الوزراء الذين تعاقبوا على البلاد. و في المقابل، وقع الإستيلاء على المساجد و تحريض العامّة على مجموعة من المفكّرين و المثقفين الذين وقع تكفيرهم أكثرمن مرّة مع صمت مريب من السّلطة. أَسْلَمَةُ المجتمع تهدف أساسًا إلى ضرب النّموذج المجتمعي التّونسي الذي لا شكّ في أنّه يشكو و يعاني العديد من النّقائص إلاّ أنّه يبقى الأفضل في المنطقة و ذلك نتيجة مجموعة من التّراكمات و المجهودات التّحديثيّة التي شهدتها البلاد التّونسية منذ الإستقلال. إنّ الفكر الدّيني هو فكر إقصائيّ يقوم على التّلاعب بمشاعر النّاس و ترهيبهم بالعقاب و العذاب الأخرويّ في صورة مخالفة “شرع اللّه” و هذا ما جعل نسبة هامّة من المجتمع تسبطن هذا الخطاب و تجعله – و لو عن غير قصد – مقياسا لكلّ شيء من خلال وضع كلّ مسألة في ميزان الحلال و الحرام. هذا النّمط من التّفكير “القطيعي” تساهم في إنتشاره خطب الجمعة و الدروس التي تلقى في المساجد و هذا ما ولّد إحتقانا كبيرا و تكفيرا متواصلا لمجموعة من المثقّفين المغردين خارج السّرب و الرّافضين للخضوع للخطاب السّائد، لكنّ ظلّ صوت هؤلاء المفكّرين غير مسموع و ذلك نتيجة للهرسلة و حملات التّشويه التي تطالهم في كلّ مرّة و كذلك لغياب منابر الحوار الجدّي و التّنوري في وسائل الإعلام.
و كنتيجة لكلّ هذه العوامل، أصبحت الأرضيّة مهيّأة – بإسناد من السّلطة – إلى أسلمة المجتمع و التّعدي على المؤسّسات. فقد أعلن الوزير أنّه سيتمّ تدريس القرآن في المدارس خلال العطلة الصيفيّة و هنا و قبل الخوض في الموضوع تتبادر إلى الذّهن مجموعة من الأسئلة التي أشكّ في قدرة السيّد الوزير و من يسانده – و هم كثيرون! – على الإجابة عنها : هل سيكون تدريس القرآن حكرا على المدارس الإبتدائية أم أنّ ذلك سيكون في المعهد أيضا ؟ ضمن أيّ برنامج قامت الوزارة بهذا الإقتراح و ماهي أهدافها ؟ من سيتولّى مهمّة تدريس القرآن ؟ هل سيكون المدرسون من الأئمة و المرشدين الدّينيين ؟ أم من خرّيجي كليّة الشريعة و أصول الدين أولئك الذين يتخرجون و قد خُتِمَ على قلوبهم و على سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة نتيجة تقديسهم للمذاهب و الشيوخ و إبتعادهم على إعمال العقل ؟
لقد أشار الوزير أنّ هذه المبادرة جاءت كمواجهة للفكر المتطرّفو للحدّ من ظاهرة الإرهاب و الحقيقة أنني لم أفهم كيف تتمّ محاربة الفكر المتطرّف من خلال تدريس أطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات آيات تدعوا للقتل و نبذ الآخر المختلف مثل :
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ( سورة الانفال الاية 60 )
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ( سورة محمد الاية 4 )
و إذا سلّمنا بالحجّة – المعتادة – القائلة بأنّ تفسير النّصوص لا يتمّ إلاّ في سياق محدّد و لا يمكن إستنباط المعنى الحقيقيّ إذا قما بإجتزاء الآيات، فكيف سنفسّ كلّ هذا للأطفال ؟ و لماذا نقمحهم أصلا في مثل هذه المواضيع ؟
إنّ النصّ القرآني بما فيه من إختلاف في لآيات يصل حدّ التّناقض لا يمكن أن يتمّ تدريسه للأطفال لأنّ ذلك هو في واقع الأمر يمثّل عمليّة غسيل أدمغة جماعية للتلاميذ، فالوزير أراد التّخفي خلف شعار محاربة الإرهاب لكن النيّة الحقيقيّة هي أسلمة المجتمع و التي تمرّ عبر الأطفال لأنّهم يمثّلون المستقبل. و بالعودة إلى آراء و مؤلّفات أهل الإختصاص في اتّربية و التّعليم في البلدان الغربيّة نستنتج أنّ الصّغير يجب أن يترعرع في جوّ مناسب بعيدا عن الترهيب كما هو موجود في النصّ القرآني و الفكر الدّيني عمومًا بل إنّ المطلوب هو تشجيع التّظاهرات الثّقافية و التّكثيف من نوادي السّينما و الموسيقى لكي يكون الجيل الجديد محبا للحياة و متخلّصا من الحواجز و العقد الدّينية التي تعيق التّفكير.



#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقداد السهيلي : عندما يصبح الفنان رمزا للفشل و الرجعيّة
- راب تونسي : كلاَيْ بِي بِي جِي
- راب تونسي : دَابْ أَمْ دِي
- حول تقهقر منظومة التّعليم في تونس
- راب تونسي : فِينِيكْسْ
- ”إنتصاب أسود“ أو عندما تتحوّل الرّواية البورنوغرافيّة في تون ...
- راب تونسي : رَادْستَارْ رَادِي
- إصلاح الإسلام ( 4 ) : هل توجد مساواة بين الجنسين في الإسلام ...
- سائق الحافلة
- فيلم شبابك الجنة: إبداع في تجسيد المعاناة
- إصلاح الإسلام ( 3 ) : المنطلقات الفكريّة للخطاب الدّيني ( ال ...
- نَحْوَ تَحْلِيلٍ أُنْترُوبُولُوجِي لِلْبُورْنُوغْرَافِيَا (1 ...
- إصلاح الإسلام ( 2 ) : نقد الخطاب السّلفي
- القانون عدد52 : وسيلة لتكميم الأفواه !؟
- حول فيلم “اُلزِّينْ إِلِّي فِيكْ” : عندما تضعنا السّينما أما ...
- إصلاح الإسلام
- الإسلام … دين إرهاب ؟
- المثليّة الجنسيّة: الأخلاق العامّة والحُجج العقلانية
- -خطيبة طوكيو-: عن اليابان والحب ولقاء الشرق والغرب
- ماهي البورنوغرافا ؟ [ البورنوغرافيا و الصّحافة (ج2) ] / (9)


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء البوسالمي - لاَ لأَسْلَمَةِ المجتمع … لاَ للقرآن في مدارس الجمهوريّة