أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )














المزيد.....

السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 23:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )
نعيم عبد مهلهل

عرفت مدينة السماوة منذ صباي من خلال هاجسين .
الأول سمعته في المذياع من خلال أغنية لصديقي المطرب حسين نعمة والمسماة ( نخل السماوة ) وأظن أنها ثانية أغنية له بعد اغنيته الشهيرة الأولى يانجمة .
والهاجس الثاني هو مقطع شعري لقصيدة الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف في قصيدته الشهيرة ( سيدة النهر ) وفيها الاشارة الى السماوة المكان والمنفى :

(( توهمت نخل السماوة, نخل السماوات
حتى حسبْتُكِ عاشقةً
فانتظرتُ النهار الذي يطلعُ النجم فيه ))

بين السماوة وقلوبنا وأفياء نخيل حسين نعمة وسماء اليسار العراقي في سيدة سعدي يوسف حين تشغل الاخضر بن يوسف مواويل حنين غربته لذكريات ( نكرة السلمان ) ، يأتينا وجه المدينة الذي ابقى لوجوه فقراء المدينة شارة أبد غريب وهم يحاولون ربط خط الضوء والدمعة بين ضفتي الفرات وخاصرة الصحراء الممتدة من بحيرة ساوة حتى اسوار سجن السلمان حيث تسجل الخواطر الماركسية ليل طويل من الأمل والاصغاء لحدي البدو وهم يقودون قوافلهم المحملة بسكائر (الروثمان ) المهربة بين العراق والسعودية .
جدران السجن التي كتب عليها سعدي يوسف مشاغل اخضره الجزائري ورسم على طابوقه الكلسي عبد الله كوران أناشيده الكردية المغناة حنينا الى الينابيع والقممم العالية ونايات الرعاة الكرد.
وبين الاغنية والقصيدة مسافة الطريق ذاتها مشاها ملك اوروك ( جلجامش ) وهو يئن من خيبة عودته بدون خلود وتفاحة الجنة المتمناة ، ولهذا بقي فقراء المدينة يشيدون احلامهم على أمل الوعود بأنجاز شيء يطور وينمي المدينة التي لم تلد في اشياقها سوى خبز البطون الجائعة وبنادق الثوار.
دائما اتخيل مدينة السماوة على شكل مرثية أودعتها سومر عند جبين النهر لتطمئن بأن السماويون يمكنهم ان يقطفوا من التمر حنين الازمنة ويعيشوا بكبرياء لايسمح للملح وغبار الاسمنت ان يغير من ملامح الطيبة والكبرياء الذي يملأ وجهوههم .
لهذا ابقت المدينة في سرها غموض ما تود وتشتهي في اسرار المكان الواصل بين الوسط والجنوب ، بين المدن المقدسة ومدن الاهوار ، بين القصيدة والعود الذي دندن للنخل اغاني ( طرة ) السمراوات في صخب السوق المسكف ومواسم اعراس البلابل بعد أن يحمل النخل في عثوقه مواسم الغعشق والحلم والثورات.
هذه المدينة مع كل هذه الاساطير والفنتازيا ، لم يخدمها المسؤول والحاكم ابقوا غبار سحنتهم ولا أباليتهم معلقا تحت اجفان انتظار ظهيرتها وصباحها وليلها ولم يتحقق شيء.
قصفتها الطائرات الاطلسية ، وسرقت الحروب شهداءها ، واكل الجوع في بطون فقراءها ،ويقال ان اخر محافظ لها لديه اكبر مزرعة لتربية الغزلان في بستان له في قضاء الرميثة.
وما بين الغزال وحلم المراثي في مقاهي المدينة ، يتوالد ما هو مكتوم في نظرة الغضب واليأس من أولئك الذين يديرون دفة الحياة في المدينة التي تفتقد الخدمات في كل شيء.
وفوق كل هذا الأسى تأتي سيارات داعش البائس لتختار النهار الآمن والرخو امنيا في المدينة وتفجر سيارتين بشكل مزدوج واقساها تلك التي تم تفجيرها في الكراج الموحد.
وهاهي السماوة تعطي الوطن حوالي اربعين شهيدا ....
اربعون روح فقيرة وطيبة وهادئة وآتية للبحث عن رزقها ركبت لها اجنحة حمائم وطارت الى السماء برغبتها أو بدونها .
المهم انها اصبحت شهيدة.
بين السماوة ومرثية سعدي يوسف وحسين نعمة .تظل السماوة المدينة التي غسل خدها جلجامش بدموعها . ولم ينل فيها سوى البكاء على خله انكيدو وشهداء السيارات المفخخة.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تعُدْ الخضراء أخت الجنة
- مديح للمندائي عبد الجبار عبد الله
- العراق ومايوهات سواحل أزمير
- أبو عادل ( لينين في جريدة )
- سعاة بريد العقل
- النواب وكافتريا الفيس بوك
- يوم خَطبَ الجَلبيُ من شُرفتِها
- رقصات هنغارية في الناصرية
- في انتظار أيميل البيت الابيض
- أطفال سيد خضير
- البتلو والاشتراكية
- مندائيٌ في كوسوفو
- الناصرية وقيطان صالح جبر
- عطر الشطرة في مساء المقهى
- أيام كصة المودة
- الغرام في الطمر الصحي
- موسم الهجرة الى التسيقط
- برلمان بدون قيصر وكليوباترا
- خلطة عراقية سرية
- تومان يعزف في بيتنا


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السماوة مرثية ( سعدي وحسين نعمة )