سعدون الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 20:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب الخليج ( الملف السري)
تأليف:
- بيير سالينجر
- إريك لاورينت
ترجمة :
سعدون الركابي
الناشر: دار كيوان للطباعة و النشر
دمشق
الطبعة الأولى
2005
الحلقة الثالثة عشر
الفصل الخامس
إجتماعُ جدَّة كان لحظةً مأساويةً غامضة, إنتهت في حربٍ لم يسعَ إليها أحدٌ أو لم يتمكن أحدٌ من تجنُّبها. إجتمعَ الوفدان العراقي و الكويتي, في الساعةِ السادسةِ مساءَ يوم 31 تموز في قاعةِ الأجتماعاتِ التابعةِ لمركزِ المؤتمراتِ في جدَّة. و هو بِنايةٌ حديثةٌ. مَثَّلَ الوفد الكويتي كُلٌّ من: الشيخ ولي العهد و رئيس الوزراء, سعد العبد الله, و وزيرُ الخارجية و زميلهُ وزيرُ العدلِ, صاحبُ الرأي السديد, الذي طرحهُ من خلالِ مُشاوراتِ مجلسِ الوزراء, التي عُقدت قبلَ وقتٍ قصيرٍ سابق. أمّا الوفد العراقي؛ فبالإضافةِ الى نائبِ رئيسِ مجلسِ قيادةِ الثورة, عِزَّة إبراهيم, كان يضُمُّ كُلّاً من؛ سعدون حمّادي نائب رئيس مجلس الوزراء, و علي حسن المجيد إبنُ عمِّ صدّام حُسين. و الذي ستتُّمُ تسميتهُ بعد بُضعةِ أسابيعٍ من ذلك, حاكماً للكويت. بقي الكويتيون و العراقيون في جدَّة, حتى اليوم التالي, 1 آب. و لكن في حقيقةِ الأمرِ, فإنَّ المُفاوضاتِ لم تدُم أكثرَ من ساعةٍ و نصفِ الساعة! أولُ إجتماعٍ, كان قد عُقِدَ في الساعةِ السادسةِ, و إستمرَ الى السابعةِ و النصفِ مساءا.ً و إنتهى بمُغادرةِ جميعِ المُشاركين الى الجامعِ للصلاةِ. الأميرُ عبد الله, ولي العهد و الرجلُ الثاني حسبَ المقامِ و الأهميةِ في الممكلةِ العربيةِ السعودية, إستقبلَ الوفدين معاً, و لكنهُ غادرَ القاعةَ عندَ بداية الإجتماع.
كان العراقيون هم أولَ من تكلَّم. إذ قرأَ عِزّة إبراهيم, خِطاباً أعادَ فيهِ جميعَ الإتهاماتِ المُوجَّهةِ الى الكويت. كان الخطابُ لا يحتوي على أيِّ تهديدٍ. و كان إبراهيم يقرأُ بعضَ الفقراتِ, ثُمَّ يُعيدُ التأكيدَ عليها, دون الخروجِ عن مُحتوى الخطابِ الأساسي. كان صوتهُ غبرَ مُعتادٍ, و خطابهُ مليءٌ بالإشاراتِ الدينية. " لقد غامرنا شعورٌ غريب, كان كلاماً برئياً يشبهُ الكلامَ المُعتادِ في خطبِ الجمعةِ في الجوامع ", يقولُ فيما بعد, أحدُ الكويتيين الحاضرين في القاعة. كان الكويتيون مرتبكين في بداية الأمرِ, بسبب لهجةِ هذا الإفتتاح. و بعد ذلك, قام سعد ولي العهد, بتفنيدِ تلك الإتهاماتِ واحدةً بعد واحدة, و صفحةً بعد صفحة. في هذهِ الأثناء, أصبحَ جوُّ الإجتماعِ مشحوناً جداً. وبدأَ يلوحُ في الأُفقِ, بأنَّ إجتماعَ جدَّة سيؤولُ الى الفشل. بالنسبةِ للرجلِ الثاني في الوفدِ العراقي, سعدون حمادي: " كان هذا لقاءٌ غيرَ مُشجِّعٍ. فالبرغمِ من إنّنا وضعنا أمالآ كِبارآ فيهِ, إذ كُنّا نعتبرهُ كآخرِ فُرصةٍ للسلام. و إنتظرنا أن يأتي الكويتيون و هم مستعدون بخطةٍ ما, بمشروعٍ ما, بحلولٍ ما. بينما هم أتوا في حقيقةِ الأمر, و هم لا يملكون شيئاً مُحدَّداً, ليعرضونهُ علينا, سِوى التبريرات و التوضيحات أمامنا, لإثباتِ إنَّهم لم يفعلوا شيئاً خاطِئاً ليستحقوا عليه الإتهام ".
الشيخُ ولي العهد, قال: " بأنَّ المُحادثاتِ قد تطرَّقت الى البترولِ. إذ قال العراقيون بأنَّ الكويتيين قد إبتدأوا بوضعِ قواتِ الشرطةِ داخلَ الأراضي العراقية. و إنَّ الكويتَ قد غيَّرَ سياستهُ. و بأنَّ هذهِ السياسة الجديدة, تضعُ الكويت في خطر. أنا أجبتُ بشكلٍ مُباشرٍ جداً, على جميعِ هذهِ المُلاحظاتِ المطروحةِ من قبلهم ". في لحظةٍ ما من الإجتماعِ, إنتقلَ رئيسا الوفدين الى قاعةٍ جانبيةٍ, و تحادثا لوحدهما حوالي عشرَ دقائقٍ. بعد ذلك, سأل رئيسُ الوفدِ العراقي عِزَّة إبراهيم, سألَ وليُ العهدِ سعد: ماذا تقولُ لو ندعوا بقيةَ أعضاءِ وفدينا كي يأتوا ليستمعوا لِما تُريدُ أن تقولهُ لي؟ فوافق الشيخُ سعد على هذا الإقتراح.
كان الجوُّ خالياً من روحِ العداءِ, و مُتناقِضاً مع خطورةِ الموقف. و لكن فجأة تأزَّمَ الموقفُ, و ذلك حالما تمَّ التطرُّق الى المشاكلِ الإقتصادية. و بالرغمِ مِن أنَّ كِلا الطرفين يرفضُ حقيقةَ إنَّهما, كانا قد تطرَّقا في تلكَ المرحلةِ من اللقاء, لهذا الموضوع, إلا إنَّهما ناقشاهُ طويلاً و بمرارةٍ شديدة. إذ ذكرَ عِزَّة إبراهيم, موضوعَ العشرةِ مليار دولار. و أضافَ, بأنَّ العراق سيرضى حتى " بالقروض ", إذا لم تكُن هناك إمكانيةً لإعطاءِ " منحةٍ ". و بعد مُناقشاتٍ طويلةٍ وافق وليُ العهدِ مبدئياً على قرضٍ بقيمةِ 9 مليار دولار, بينما رفض إعطاءَ المليارِ العاشر! و هذا ما إعتبرهُ العراقيون نوعاً من الإذلال. فقال عِزَّة إبراهيم: ليس لديَّ صلاحية من الرئيس صدّام حُسين بقبولِ أقلِّ من عشرةِ مليارات.
و بعد تأجيلِ الجلسةِ, و بعد الصلوات في الجامع, عاد الوفدُ الكويتي الى الفندق, و عقدَ إجتماعاً بإنتظارِ العشاء الذي سيُقيمهُ الملك فهد للوفدين.
الأمينُ العام لمجلسِ التعاون الخليجي, الكويتي عبد الله بشارة, إشترك في هذا الإجتماع. إذ قال: " إقترحتُ على ولي العهد, أن يُقدِّمَ إقتراحاً من أربعِ نُقاطٍ, و هي:
1- أن يُوضعُ حدّاً للحملاتِ العدائيةِ, و خُصوصاً الإعلاميةِ منها, من قِبلِ العراق خاصةً.
2- سحبُ جميعِ القواتِ المُتواجدةِ على حدودِ البلدين.
3- في المجالِ الدبلوماسي, و هو الشيء الأساسي. و ذلك بإتخاذِ الإجراءاتِ اللازمةِ لإحلالِ الثقةِ المُتبادلةِ, من خلالِ لُغةٍ مُشتركةٍ و زياراتٍ... الى آخرهِ.
4- أن يتمُّ الإتفاق على موعدٍ للقاءٍ مُقبلٍ ".
و هكذا فقد تقرَّرَ إستمرارَ المُباحثاتِ في بغداد. و هذا الأمر - بدونِ شكِّ - طمأَنَ الكويتيين, بأنَّهُ في الفترةِ اللاحقةِ على الأقلِّ, سوفَ لا يُوضعُ موضعَ التنفيذ, أيُّ قرارٍ للعدوان. رغم ذلك, فإنَّ المُقترحاتِ الكويتيةَ لم تكُن واقعيةً, نظراً لإتساعِ هُوَّةِ الأحداثِ و خُطورةِ الموقف, الذي أصبحَ يتصاعدُ في العالمِ كُلِّهِ. إذ إبتدأت الأسواقُ العالميةُ للبترولِ تضطَّربُ بشكلٍ حاد. و بينما يستعدُّ الوفدان للتوجُّهِ نحو البلاطِ الملكي, إذ ينتظرهما هناك الملك فهد, وصلت أسعارَ النفطِ الى 20 دولار للبرميل. في الساعةِ التاسعةِ و النُصفِ مساءاً, وصل الوفدان. و كان بِإستقالِهما الملك فهد و الملك الأردني الحُسين بن طلال, الذي كان قد وصل الى جدَّة, قبل بُضعةِ ساعاتٍ.
جلس الملكُ فهد و الى يمينهِ الشيخ وليُ العهدِ الكويتي, و الى شِمالهِ عِزّة إبراهيم. قبل العشاء, تَمَّ إبلاغُِ الملكِ فهد عمّا وصلت إليهِ المُباحثات, و خاصةً رفضَ الكويتيين المُساهمةِ بأكثرِ من 9 مليار دولار. كان الجوُّ كئيباً, فيما كان العاهلُ السعودي يبذِّلُ الجهودَ لتهدأةِ الخواطرِ. مُشيراً في حديثهِ, الى مدى السعادةِ التي يجلُبها الى النفوس, إزديادُ عددِ الخيولِ العربيةِ ذاتُ الدمِّ العربي الخالص. لكنَّ حالةَ الإرتياحِ لم تختمر بعدُ. و إسلوبُ الملكِ العاطفي للتأثيرِ على النفوسِ, أصبحَ خِطاباً مُملّاً و طويل. كان العراقيون صامتين, بينما يبدو إنَّ الكويتيين كانوا كئيبين و غائبين عن الواقع.
في حقيقةِ الأمر, كان الطرفان يخفيان خيبةَ الأملِ بشكلٍ سيئٍ, بالرغمِ مِمّأ صرَّحَ بهِ أحدُ أعضاءِ الوفدِ الكويتي: " خلالَ مأدُبةِ العشاءِ هذهِ, رُبّما كان العراقيون فرحين في نفوسِهم, بأنَّ اللقاءَ قد إنتهى بدونِ أيَّةِ نتيجةٍ. و كان هذا بالضبط, ما يسعونَ إليهِ ". في نهايةِ المأدُبةِ توجَّهَ الملكُ فهد, و بإبتسامةٍ عريضةٍ الى الضيوفِ, مُعلناً بأنَّ المملكةَ ستُقدِّمُ ذلك المليار دولار الذي أُختلفَ عليهِ, " كمنحةٍ من بلدي الى العراق الشقيق, و بدونِ أيَّةِ شروطٍ ". شكرَ العراقيون العاهلَ السعودي بحرارةٍ. غادر الملك المأدُبةَ بعد ذلكَ بقليلٍ, للإستراحةِ في شُققهِ. كانت الساعةُ قد عبرت الحاديةَ عشرَ و النصفَ ليلاً. إذ إعتقدَ الملكُ فهد, بأنَّهُ قد قام بإزالةِ التوتُّرِ بين الوفدين بهذهِ المُساهمةِ. و قد شاركهُ الملكُ حُسين هذا التفاؤل, و الذي ترك بدورهِ العراقيين و الكويتيين, للحديثِ لوحدِهم. و هنا بادَرَ الشيخُ سعد وليُّ العهدِ, مُخاطباً عِزَّة إبراهيم: قبلَ توقيعِ كُلِّ التفاصيلِ المُتعلِّقةِ بقرضِ التسعةِ مليارات دولار, يجب أن نُناقشَ مُشكلةِ الحدود. و نتَّفقَ على تحديدٍ نهائيٍ لحدودِنا, و يمكننا فِعلَ ذلك الآن, خلالَ هذه اللقاءات, بعد ذلك ستكونُ الأموالُ لكم ".
وهنا إستشاطَ عِزَّة إبراهيم غضباً, و إتهمَ الكويتيين بسوءِ النيةِ, ثم سألَ سعد: " لماذا لم يتم طرحَ هذهِ المُشكلة مُنذُ بدايةِ اللقاءات "؟
أجابَ وليُّ العهدِ الكويتي و بكلامٍ غريبٍ: " لم يكن عندي أمرٌ من الأميرِ بطرحِ هذا الموضوع في بدايةِ المُحادثاتِ ". و هذا دليلٌ واضحٌ على عدمِ رغبةِ الأميرِ, في إيجادِ حلٍّ للتوتُرِ مع العراق. و هنا أصبحَ تبادلُ الكلماتِ شديدَ اللهجةِ. إذ قال الشيخُ سعد؛ بأن الكويتيين كانوا قد تلقُّوا تأكيداتٍ من جانبِ الحكومةِ البريطانيةِ, بأنَّ العراقَ لن يستطيعَ أن يُهاجم!
و يبدو إنَّ هذهِ كانت إشارةٌ غيرَ موفَّقةٍ و إستفزازيةٍ. فردَّ عليهِ عِزَّة إبراهيم, قائلاً: " نحنُ نعرفُ جيدأ كيف سننتزعُ مِنكم و مِن السعوديين الأموالَ التي نحتاجُ إليها ". و هنا نهض كُلٌّ من الشيخ الكويتي و مُساعدُ صدّام حُسين من مكانِهما, و وقفا وجهآ لوجهٍ, و بصوتٍ يختنقُ غضباً, أجابهُ سعد: " لا تُهدِّدوننا أنتم, فالكويتُ لديهِ أصدقاءٌ أقوياءٌ جداً ( يُفكِّرُ بلا شكِّ, بالولاياتِ المُتحدةِ و بريطانيا - المؤلفان ), و عندنا حلفاءٌ أقوياء, و سنُجبركم على دفعِ كُلِّ الأموالِ التي تدينون لنا فيها ". هذهِ الكلماتِ التهديدية كانت الأخيرةَ التي قِيلت وقتها. ثُمَّ غادرَ الوفدان القاعةَ كُلُّ وفدٍ لوحدهِ, دونَ كلامٍ و لا سلام, و إتجهوا الى فنادِقهم.
كانت الساعةُ حوالي الواحدة و النصف بعدَ مُنتصفِ الليلِ. إذ كان الملكُ فهد يغُطُّ في نومهِ, مُنذُ وقتٍ. في يومِ واحد آب, و في حدودِ الساعةِ العاشرةِ صباحاً, إستلمَ سعدون حمّادي تلفوناً في غرفتهِ في الفندق, من قِبلِ وكيلِ وزارةِ الخارجيةِ الكويتي. إذ إقترح عليهِ الأخيرُ, كتابةَ بيانٍ مُشتركٍ مُوقَّعٍ من الوفدين معاً. إستمع حمّادي بأهتمامٍ لمضمونِ البيانِ الذي إقترحهُ الكويتيون. كان الإقتراحُ يحتوي على مُلاحظةٍ, جعلت حمّادي ينهضُ غاضباً. فمُمثلوا الأُمارةِ يُريدون الإشارةَ الى إنَّ المُباحثاتِ قد حقَّقت نجاحاً!
أجابَ سعدون حمّادي مُحدِّثَهُ بأنَّهُ لابُدَّ من أن يتحدَّثَ أولآ الى رئيسِ وفدهِ. ذهب حمّادي الى غرفةِ عِزَّة إبراهيم, و أطلعهُ حولَ المُقترحِ الكويتي.
" لكن هذا غيرُ صحيحٍ ", أجاب عِزّة إبراهيم غاضبآ: " لم يتحقَّق أيُّ شيئٍ, لا يُمكن أن نقولَ ذلك ".
إتصلَ حمّادي بالوزيرِ الكويتي, و أبلغهُ بأنَّ كُلَّ وفدٍ سيعلنُ بيانهُ الخاص به. و يمكنهُ أن يقولَ للإعلامِ ما يشاء. غادرَ الوفدُ الكويتي جدّة, في الساعةِ الرابعةِ عصراً. و حالما وصلَ الى الكويت, توجَّهَ وليُ العهدِ الى قصرِ البيانِ, و هوَ مركزُ مؤتمراتٍ بُنيَ في سنةِ 1986. و كان قد أنشأ فيهِ الأميرُ مكاتبهُ.
طيلةُ فترةِ الطيران, كان الشيخُ وليُّ العهدِ, يبدو قلِقاً جداً و كئيباً. و في لحظةٍ ما, قال لأحدِ مُعاونيهِ؛ " إنَّني أشعرُ بالكارثةِ مُقبلةً لا مَحال ".
غادر العراقيون المملكةَ, و لم يُسلِّموا على مُضيِّفيهم. غادروا جدَّة قبل الظهيرةِ. هبطت طائرتهم للتوقُّفِ قليلآ في المدينةِ المُنوَّرةِ. سعدون حمّادي نائبُ رئيسِ الوزراءِ, و هو شيعيُّ المذهبِ و مُتديِّنٍ جداً, هو الذي إقترحَ زيارةَ المدينةِ. في الساعةِ الرابعةِ عصراً, هبطت طائرةُ الوفدِ العراقي في مطارِ بغداد. و حالآ, إنطلقَ إبراهيم رئيسُ الوفدِ, مُسرعآ الى صدّام حُسين, و الذي كان ينتظرهُ بفارغِ الصبرِ. شرح لهُ عِزَّة إبراهيم و بالتفاصيل, كُلَّ ما حدث, و كيف فشلَ اللقاء. مباشرةً, بعد إنتهاءِ عِزَّة إبراهيم من حديثة, إستدعى صدّام حُسين أعضاءَ مجلسِ قيادةِ الثورة. و في أقلِّ من ساعةٍ, تقرر غزو الكويت, و إنَّ الهجومَ سيتُمُّ هذهِ الليلة.
و في نفسِ اليوم, إرتفع سعرُ البترولِ ستين سنتاً أُخرى. في نقطةِ العبدلي, و هي مركزُ الحدودِ الوحيد المفتوح بين البلدين, و الواقعُ على بُعدِ 80 كم من مدينة الكويت, لم يُلاحظ أيُّ نشاطٍ غيرِ عادٍ. إذ كانت المركباتُ تعبرُ في حالةٍ طبيعيةٍ. في إسرائيل, تنشرُ بعضُ الصحفِ دراسةً مُثيرةً للضحكِ. و هي دراسةٌ لأحدِ خبراءِ الكتابةِ. إذ طُلبَ من الخبيرِ دراسةَ خطِّ يدِ صدّام حُسين, دون أن يعرفَ الخبيرُ من هو صاحب الخطِّ. فكان إستنتاجهُ هو التالي: إنَّ صاحبَ هذا الخط بحاجةٍ سريعةٍ و ماسَّةٍ الى فحصِ طبيبٍ نفساني.
و في ذلك اليوم, كان رئيسُ المخابراتِ العسكريةِ الإسرائيليةِ الميجر آمون شاهاك, قد عقدَ قِرانهُ مع خطيبتهِ. و هو يحتفلُ بزواجهِ, تسلَّلَ إليهِ أحدُ الصحفيين الفضوليين, و سألهُ عمّا إذا ما يوجدُ أيُّ إحتمالٍ لغزوٍ عسكريٍ عراقيٍ للكويت؟ أجابَ العريسُ مُبتسماً بالنفي. و بعدَ ذلك بِبضعةِ ساعاتٍ, غادرَ مع زوجتهِ في رحلةِ شهرِ العسل!
#سعدون_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟