أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - (نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!














المزيد.....

(نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 09:44
المحور: القضية الكردية
    


ماردين .. بقلعتها الشامخة تحترق!!

حلب تلك المدينة الرائعة والتي أحتضنت أجمل سنوات العمر والشباب وأنا أتجول بين الأحياء الكوردية (الهلك وبستان الباشا والشيخ مقصود أو جبل سيده والأشرفية.. للسريان بقديمها وجديدها ووصولاً إلى كلية الهندسة ومقصفها والمقصف المركزي وباقي الكليات مع المدينة الجامعية بمقاصفها ومكتبتها المركزية) هي بالتأكيد تعني الكثير لكل من عاش وتجول في تلك الأماكن وشم نسائمها وروائح العطارين في سوق العطارين والمدينة أو ركب يوماً سيارة الشيفرليه موديل 56 من كراج باب الفرج وهو يسمع إلى الأغاني التراثية الكوردية من أستوديو الشماع والطباع القريب.

إنها ذكرياتنا عن حلب؛ تلك المدينة التي أخذت منا الكثير وأعطتنا الأكثر؛ علماً وثقافة وأصدقاء ورفاق العمل السياسي، بل أعطتنا ملامح جديدة وشخصية جديدة ما زلنا نكافح بها لإثبات الهوية الثقافية والسياسية التي تعرف كينوناتنا الوطنية.. وبعد كل ذاك وعندما تجد تلك المدينة وذكرياتك تتحول ركاماً وحطاماً ورماداً لنيران الحقد الطائفي والسياسي، فإن نيراناً أكثر تندلق إلى جوفك لتحول صرختك إلى رمادٍ آخر تخنقك وتخنق كل ما هو إنساني _أو ما تبقى من إنسانيتنا_ وما يزيد من ذاك الإختناق؛ عندما تجد إن المعايير الأخلاقية خاضعة للولاءات والأجندات السياسية والمصالح الطائفية.

نعم؛ إن معاييرنا وللأسف هي ليست معايير أخلاقية إنسانية، وإنما معايير خاضعة للمصالح والأجندات السياسية والطائفية، بل وفي أكثر الأحيان للإرتزاق السياسي حيث وجدنا حملة النشطاء من أجل "حلب#تحترق" وكلنا تعاطفنا معها، لكن هناك أكثر من مدينة كوردية في عموم كوردستان وعلى الأخص في الإقليم الشمالي من كوردستان (تركيا)، مثل "نصيبين وشرناخ وماردين" بقلعتها الشامخة، تحترق وتتحول هي الأخرى إلى رماد تنثر فوق أجساد أبنائها، لكن دون أن يتحرك أو "يهتز ضمير" هؤلاء ويخرجوا ببيان واحد تدين جرائم الدولة التركية بحق شعبنا ومدننا في إقليمنا الكوردستاني الشمالي.

ماردين (Merdîn) تلك المدينة الكوردستانية ذات القلعة التاريخية والتي "يبلغ تعداد سكانها حوالي 65,072 نسمة" أخذت من إسمها الكثير؛ حيث وكما يقال بأن: "للمرء نصيب من اسمه" فيبدو إن المدن أيضاً تأخذ من إسمائها الكثير من نصيبها وقد أخذت ماردين من إسمها الكوردي الكثير من صفاتها حيث إن كلمة "مرد_Merd" الكوردية والتي تعني الشجاعة والبطولة والفداء قد أعطت لمدينة ماردين ملامحها وصفاتها وها هي اليوم تقاوم وبشموخ، كشموخ قلعتها التاريخية، جنود ومدرعات الإحتلال التركي الغاشم لها ودون أن ترضخ لإرادة الإحتلال رغم كل الرماد الناثر فوق الجروح.

ربما ليست لي ذكريات كثيرة في تلك المدينة الكوردستانية الشامخة _كما هي مع حلب_ بل ربما هي ذكرى واحدة أو أكثر بقليل حيث كنت في طريقي إلى "آمد"؛ عاصمة وقلب الجسد والجغرافية الكوردية، لكن من يدخل ماردين مرة فإن المدينة سوف تسكنه قبل أن يسكنها حيث المدينة الجبلية والتي تطل على سهول الجزيرة الفراتية العليا تفتح لك أفقاً واسعاً على سهولها، لكنك ستنسى الحقول الممتدة في الأفق لتتعلق بأعلى قمة المدينة حيث القلعة التاريخية تطل على حاراتها وأزقتها وبيوتاتها التي تذكرك بمدينة أخرى عشت فيها تاريخاً وذكريات والكثير من ضحكات الصبايا الجميلات.

ويأتيك الواقع صادماً.. تأتيك الصورة صادمة لتقذفك من الحلم والذكريات، لتعيش اللحظة بفجيعتها ومرارتها ورمادها ونيرانها التي تلتهب ما تبقى من الحلم، حيث الكارثة في كل ركن وزاوية ومن دون أن يتحرك الضمائر الميتة والمزيفة لمن يتباكى على الفجيعة ويدعو لنجدة حلب؛ بأن لا تلتهمها النيران وهو يشارك (نيرون أنقرة) في إحراق ماردين الشامخة الأبية، بل يشارك نيرون العصر في رقصة الموت والنيران على جسد المدينة الكوردستانية.. ألا ما أقذركم من منافقين دجالين، ألا ما أقذركم من تجار وسماسرة حروب، ألا ما أقذركم من وكلاء مأجورين على موائد الآخرين وأنتم تدعوون زوراً إلى (الثورة).



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الكردي .. والزهايمر السياسي!!
- قراءات ساذجة .. أم مواقف مدفوعة الثمن؟!
- كفوا .. عن حماقاتكم السياسية!!
- تركيا .. تريد أن تنقذ نفسها، لا أن تحل المسألة الكوردية.
- كوردستان (سوريا) .. بين الميشيلين؛ كيلو والعفلق!!
- كوردستان (سوريا) .. “وهم” أم حقيقة تاريخية وجغرافية؟!
- نوروز.. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الرابعة)
- سوريا .. ومشروع الدولة الفيدرالية.
- نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الثالثة)
- الكورد .. بحاجة إلى ترتيب البيت الداخلي.
- الزنزانة رقم (1).. وذكريات من فرع الفيحاء السياسي.
- نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الثانية)
- نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الأولى)
- أنا قرباطي .. في إشكالية ثقافة العنف وإلغاء الآخر.
- سوريا .. نحو الدولة الفيدرالية.
- عبد الرزاق عيد .. في آخر -تسفلاته- الدرامية!!
- حكم البابا .. والمزايدات الوطنية على الكورد!!
- كوردستان الكبرى ..بين الحلم الكوردي والواقع التأسيسي.
- مشكلتنا مع الإستبداد.. ثقافي فكري وليس حزبي/ فئوي.
- داود أوغلو: لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة!!


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي: اقتحام الحوثيين مقر مفوضية حقوق الإنسان بص ...
- -اليونيسف- تحذر من خطر يهدد الأطفال في غرب ووسط إفريقيا
- الحركة الشعبية لتحرير السودان تعلن المجاعة في ولاية النيل ال ...
- ترامب يتحدث عن انتشار -وباء الجريمة- في الولايات المتحدة وخر ...
- تطوان ليس للاستبداد عليها سلطان
- جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بالدوحة الخميس.. هل ستشار ...
- مصر.. القبض على 4 مسنات حاولن تهريب شحنة مخدرات داخل كراسي م ...
- محكمة أوغندية تدين قياديا في جيش الرب بجرائم حرب
- منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا ...
- إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - (نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!