أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياس خضير الشمخاوي - وهل خلت يثرب من أهلها !؟














المزيد.....

وهل خلت يثرب من أهلها !؟


ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 2 - 01:39
المحور: المجتمع المدني
    


في خضم تلك الصراعات التي يعيشها الأنسان العراقي وما تمخضت عنه أحداث المشهد السياسي من اسقاطات انعكس واقعها المرير على جميع شرائح المجتمع ،
حيث لا تكاد مؤسسة من مؤسسات الدولة تخلو من مشرط تبضع به جراحات الشعب الذي طالما انتظر العدل والرفاهية والعيش بكرامة بعد حقبة البعثيين التي عُرفت بأنها الأكثر سوادا وحلكة من بين كل الفترات المظلمة التي تكبد آلامها الشعب العراقي ،
لكن وللأسف الشديد فوجئنا بمافيات ولصوص سيطروا على معظم مفاصل الدولة وقد فاقوا كل إمكانات عصابات تكساس ، ادّعوا البراءة كذبا ،
زعموا انهم المنقذ ... اجادوا تمثيل دور المصلح ورجال المرحلة ، ولا أغالي ان قلت كانوا أبطالا ، ولكن من سينما هوليود وحسب .
ما أبرعهم في التمثيل والضحك على ذقون المساكين .
اشبعونا ضحكا وسخرية من آلامنا وأمتصوا دمائنا بكل وحشية ، واليوم يقتلوننا بدم بارد على طريقة الكاو بوي ويلقون بنا على الطرقات كأعقاب السكائر .
بالأمس خرج علينا قرارا من وزارة الصحة يطالب المواطنين بدفع أجور معاينة الطبيب وثمن العلاج في المستشفيات الحكومية ، ولا يستثني القرار بائسا أو ضرير ، ارملة او يتيم .
لعمري ... انه تخلي واضح من قبل الدولة عن مسئولياتها الإنسانية تجاه الشعب ، بل هو تعدي صارخ على حقوق الأنسان .
تلك الحقوق التي اعترف بها الكافر والبوذي والهندوسي وحتى الذي لا يعتقد بوجود الله في خارطة السماء .
هل قدر العراق أن يواجه الإتاوات والجوع والمرض والضياع لكي يشبع الحاكمون ويزدادوا سمنة بينا نحن نزداد ضعفا وخوارا !؟
هل يقبل الضمير الإنساني أن يموت أنسان على قارعة الطريق لأنه لا يملك ثمن العلاج ؟
هل أضاعوا هويتهم الوطنية والدينية وحتى الإنسانية ، ثم قرروا أزالتنا من على وجه الأرض !؟
ولم لا ... !؟ وقد باتت معظم وزارات الدولة ودوائرها آلهة جبارة لا تعرف الرحمة ، شغلها الشاغل ابتزازنا وتفريغ جيوبنا ، وحتى تلك الوزارة التي كان يُعرف افرادها يوما ما بأنهم رسل رحمة ، أصبحت وزارة نقمة ، تفغر فاها لأبتلاعنا لا لتضميد جراحنا والشفقة علينا .
دون شك ما حدث من مهازل وتخريب في مؤسسات الدولة لا سيما وزارة الصحة ، هي مسؤولية المفسدين وأصحاب القرار ، لكن أصلاح الخراب ومعالجة الأخطاء هي مسؤولية الجميع ،
وقطعا ليس من العدل أن نتنكر لوجود نماذج تسمو فوق المصالح المادية والأنتهازية سواء في قطاع الصحة أو القطاعات الأخرى .
ولكن هل تلك النماذج الصالحة التي تتصرف بشكل فردي بوسعها ان ترتق الفتق الكبير الذي أحدثه الساسة ؟ ، وهل سوف تستمر الدكتورة مواسم على سبيل المثال بتطوع شخصي أن تكفل أيتام وارامل مدينتها ممن لا يستطيعون دفع اجرة السونار حتى أن تصحو الدولة من سباتها ؟
كنت على وشك أن انسى انهم بالفعل رسل رحمة ، لكن الدكتور اكرم الغالبي أعاد اليّ ذكريات تجعلني أفتخر بشجاعة وإنسانية الطبيب العراقي , أذ رفض هذا الرجل أن يتقاضى أجوره لدى زيارتي الثانية لعيادته ، قائلا أن مهمتنا إنسانية قبل أن تكون مادية ، وهذا الموقف يذكرني بالدكتور رياض احمد طه وغسان شلاش عندما سحبهم جلاوزة صدام الى سجون الرضوانية بتهمة معالجة ثوار الأنتفاضة الشعبانية ، حيث اجابوا المحققين أن مهمتهم إنسانية ينظرون الى ألم الأنسان وجروحه ولا يسألونه عن وجهته السياسية .
نعم ... أشعر بالفخر عندما أسمع عن الدكتور قاسم سعود يغلق عيادته من اجل ان يجلب طبيب من تركيا ويرتب كل الأجراءات اللازمة والضيافة كي يخفف عن الناس متاعب الطريق ونفقات السفر الباهظة .
ولكن هل مثل أولئك الذين تحدثت عنهم كثيرون ؟
إن كان كذلك ... فلماذا يتحكم بمصائرنا القليلون !؟
أم أن يثرب قد خلت من أهلها !؟
ياس خضير الشمخاوي
ناشط في حقوق الأنسان
[email protected]







#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يستقيم الظلّ وربّ الكعبة
- الدين بشاربٍ محفوف وثوبٍ قصير
- آخر ورقات المقبور
- أغتصاب فتيات بريطانيات
- محمود الحفيد البندقية الغاضبة
- عشيّة الرحيل
- منْ منّا يقتل أبنه لو زنى !؟
- تركيا ... حرملة العصر
- لأنها تجارة مربحة
- أغصان الزيتون
- بطاقة عيد
- ماهكذا تورد الأبلُ !!
- ماذا يادولة الثعالب !!؟؟
- سمير أميس ... ياعشقا أزليا
- آخر محطات العمر
- قافلة المنايا
- الجامعة العراقية
- الى متى يبقى الوزير على التلّ ؟


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ياس خضير الشمخاوي - وهل خلت يثرب من أهلها !؟