أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - أفكار تستحق البوح















المزيد.....

أفكار تستحق البوح


إبراهيم إستنبولي

الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية أتوجه بالتهنئة للمشرفين على عودة موقع الحوار المتمدن إلينا ...
. و هو أقوى و أنشط ، لأنه بمثابة الرئة التي منها يتنفس المثقفون بعض الهواء النظيف .

*****

أحياناً تبدو الكتابة و كأنها أصبحت عبثية أو تقترب من أن تصبح مجرد فعل تعويضي يهدف بالدرجة الأولى بالنسبة الكثيرين التعبير عن الذات ... فالقسم الأعظم مما نكتبه أو مما يكتب في المواقع الإلكترونية يبقى محصوراً ضمن دائرة محددة ( تزيد أو تنقص قليلاً ) من المتتبعين للشأن العام ، وأن الكتاب و القراء هم هم أنفسهم في المواقع الإلكترونية الأكثر رواجاً ... وكأن الكتابة بدأت تفقد مبرراتها لأنها لا تصل إلى مَن يجب أن تمارس عليه التأثير المطلوب ..
و مع ذلك ، يضطرك تسارع الأحداث و الإحساس باليأس تجاه الأخطار التي تحدق بك ... إلى أن تكتب لتعبِّر عن أمور جديرة بالتوقف عندها :
1- ترى كيف أن الرئيس الإيراني السابق خاتمي قد قام بواجبه تجاه وطنه على أحسن وجه على مدى فترتين و من ثم راح يكرس وقته و طاقته و خبرته لخدمة أفكار يؤمن بها .. و لأن يستمر في خدمة بلاده من موقع الإنسان عالي الثقافة ... و كل ذلك دون أن تشعر بأن الرئيس خاتمي قد خسر شيئاً من احترامك لـه بعد أن ترك منصب الرئيس ! الغرابة تكمن في أن تتمكن إيران – الدولة المحكومة من قبل أصولية إسلامية – في التزام مبدأ تداول السلطة ، و أن يحسن هذا النظام لعبة الانتخابات ... في حين تعجز عن فعل ذلك دول تحكمها أنظمة تعلن علمانيتها .. و لكنها تبقى عاجزة عن تحقيق هذا المبدأ الصحيح في أسلوب الحكم .. مثل سوريا أو مصر أو ليبيا ، ... الخ ؟! أليس في ذلك برهان على فشل العرب في الارتقاء إلى مستوى متطلبات الحداثة في تنظيم المجتمع دون أن يكون الدين الإسلامي عائقاً أمام ذلك كما فعلت إيران و من قبلها ماليزيا ؟ و لم يخرب " الصيغة الإيرانية سوى تصريحات رئيسها الجديد نجاد حول " إزالة و محو دولة إسرائيل من الوجود " – و كأن السيد نجاد قد تخرج من مدرسة ميشيل عفلق و رفاقه الذين لم يقبلوا في بداية و منتصف الستينيات " بأقل من رمي إسرائيل في البحر " ؟! و هذا لوحده كفيل بأن يدفع الجمهورية الإيرانية في طريق اللاعقلانية السياسية .
2 - على الرغم من كل ما جرى في العالم بعد انهيار منظومة الدول الاشتراكية من تبدل في النظرة إلى الأحزاب العقائدية باعتبارها لم تعد صيغة مناسبة لتنظيم المجتمعات .. و ما رافق ذلك من تراجع لدور الإيديولوجيا في بناء الإنسان لصالح حقوق و واجبات المواطنة و لصالح المبادئ البراغماتية في السياسة ... فإننا ما زلنا نرى كيف أن البعض يراهن على دور رئيسي للحزب العقائدي في قيادة المجتمع و الدولة ( سوريا نموذجاً ) .. في حين أنه كان من الأجدر و الأفضل حتى بالنسبة للسلطة القائمة أن يتم التعامل مع الحزب الإيديولوجي كمرحلة تاريخية يجب الخروج منها .. و الانتقال بالوطن و بالمواطن إلى مرحلة الحزب " البرنامجي " .. أي أن يصار إلى تأسيس أحزاب جديدة بعقلية جديدة و بشعارات تقوم على مفهوم المواطنة و على أن نجاح الحزب يقاس بمدى التقدم الذي يحرزه للبلد و لمختلف شرائح الشعب .. باختصار ، من اللازم أن نتخلص من عقدة الحزب العقائدي الأبدي و القائد الأبدي لصالح الحزب الذي يجمع بين أشخاص متفقين على تنفيذ و تحقيق برنامج معين لفترة زمنية معينة .. كما حصل مؤخراً في إسرائيل .. إذ انسحب شارون – أحد مؤسسي حزب الليكود و قام بالاتفاق و التنسيق مع بيريس و آخرين بتأسيس حزب جديد . علماً أن كلاً منهما لا زال يتمتع باحترام و تقدير كبيرين بين أعضاء حزبه ، هذا و لم يمنع الموقع القيادي الأول لبيريس في حزب العمل من القيام بهكذا خطوة و القبول بالشخصية الثانية في حزب " إلى الأمام " الجديد عند شارون .
3 - و أنا أتابع الحوار مع علي صدر الدين البيانوني ( المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين ) على قناة الجزيرة منذ أيام ... فقد تبين لي أن " الأخ " البيانوني هو أكثر براغماتية و اكثر حنكة سياسية و ربما هو أكثر ديموقراطية من بعض القوى السورية المعارضة التي ترفع العلمانية شعاراً لها .. فقد أعلن البيانوني بوضوح أن لا مانع لديه من الحوار مع السلطة الحالية رغم اعتراضه على الكيفية التي تم بها انتقال السلطة .. و أن الأخوان المسلمين ليسوا طلاب سلطة ( و ليكن ما هو معلن غير ما هو مضمر – فالسياسة ، في النهاية ، دائما تحتمل الانقلابات في المواقف و في المواقع ... و المهم هو توازن القوى و كيفية كسب الشارع و الرأي العام ... ) و ذلك بعكس بعض الرموز في القوى المعارضة ، التي كانت تصر دائماً أن لا مجال للحوار مع أي كان في السلطة .. لأسباب كذا و كذا .. و أن لا يقبلون بأقل من إسقاط النظام .. ما جعلهم ، ربما ، يفشلون في تشكيل قاعدة كبيرة كان يجب أن تساندهم نظراً لما لرموز تلك المعارضة من رصيد نضالي ... أقول ذلك بهدف التأكيد من جديد على أن السياسة هي فن الممكن و أن السياسة قد تفرض عليك مد يدك للحوار مع رموز السلطة المستبدة و مع المسؤولين ، الذين نهبوا أموال الشعب .. المهم أن تبين بوضوح مطالبك ، برنامجك ، شروطك للحوار و المكان و الطريقة التي يتم الإعلان عنها . أي أن السياسة تختلف عن الدين و عن الأخلاق ، و أن العمل السياسي يختلف عن الوعظ الديني أو الموقف الأخلاقي . خصوصاً و أن القضية تطال مصالح وطن و مصير شعب . بل إن بعض القوى المعارضة ترفض التعاطي مع آراء و وجهات نظر أطراف معارضة أخرى طالما أنها لا تتفق معها في كل شيء .. و على سبيل المثال لا الحصر ، لم ينشر موقع " الرأي " و لم يشر لا من قريب و لا من بعيد إلى بيانات أصدرتها مؤخراً جهات و شخصيات سورية مستقلة و من مختلف المشارب السياسية و في مختلف المدن السورية ... ؟! فأين النَفَس الديموقراطي في ذلك ؟ و كيف يمكن لموقع الرأي أن ينشر أخبار السلطة " غير المحمودة " ، و لا ينشر بيانات قوى معارضة أخرى لمجرد أنها لا تتطابق مع مواقف أصحاب الموقع ؟
4 - و على ذكر تلك البيانات لا بد من الإشارة إلى أن معظم واضعيها و الموقعين عليها يريدون بها نوعاً من " البروباغندا " ليظهروا بمظهر المناضلين ضد الفساد و هم جزء منه ( انظر قائمة الموقعين على بيان تأسيس لجنة مكافحة الفساد ) ، و بمظهر المناضلين ضد الاستبداد و معظمهم يتعاطى مع استطالات ذلك الاستبداد .. انظر بيانات حمص و طرطوس و غيرها .. و الأنكى أنهم ينمقون بيانات يتناقض أولها مع آخرها كما جاء في بيان طرطوس : ففي المقدمة يتحدث البيان عن الأخطار الكبيرة و عن التهديدات الهائلة التي تحدق بالوطن ... ثم يأتي أول بند من المطالب ليطالب الموقعون : بإلغاء حالة الطوارئ . هيك دفعة واحدة بدون تردد .. علماً أن الكثير من البلدان تصدر قوانين استثنائية و تفرض حالة طوارئ بالضبط عندما تتهدد البلاد أخطار كما في فرنسا و في بريطانيا .. ( و كأن كتّاب البيانات قد حفظوا " كليشات " معينة لا يستطيعوا الخروج منها ) .. أو مثال آخر : لقد ورد في بيان طرطوس بند يطالب : بوقف الفساد !؟ – هيك بكلمة واحدة - يا رئيس الجمهورية و يا رئيس الحكومة : نحن نطالبكما بوقف الفساد .. يكفي أن يصدر رئيس الجمهورية مرسوماً و يتوقف الفساد ؟؟! كما أن معظم إن لم يكن جميع البيانات يتوجه أصحابها إلى السلطة و السلطة فقط .. في حين أن المطلوب هو مخاطبة المواطنين و مخاطبة مختلف القوى الفاعلة في المجتمع . و بصراحة لم تعد للبيانات تلك النكهة و ذلك الوقع .. لقد أصبحت موضة يسارع الكثيرون إلى التذكير بأنهم موجودين و نشطين لا أكثر . فالأسماء هي هي على العموم .. و هذا يدل على الإخفاق في النزول بالسياسة إلى الشارع من قبل المثقفين و من قبل قوى المعارضة .
5 - و أخيراً . قد يجد المرء نفسه فريسة لحالة صراعية : ما بين الصفر الاستعماري و بين الاستبداد و الفشل في تحقيق التنمية و في بناء وطن على أسس عصرية و المحافظة على مقدرات الوطن . فما هو رأيك ، صديقي القارئ و المثقف ؟



#إبراهيم_إستنبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Osip Mandelshtam - قبر مجهول في معسكر اعتقال
- من القصائد الأخيرة لرسول حمزاتوف( بمناسبة الذكرى الثانية لرح ...
- ليرمنتوف : الشاعر – النبي
- - ضريح لينين في موسكو : صنم من - لحم و دم
- نشيد الخلود
- سحر الشرق في الأدب الروسي - ايفان بونين في الأراضي المقدسة
- من مظاهر ... العهرلمة - نعم العهرلمة و ليس العولمة
- من هموم المعارضة السورية : مشاركة هادئة في موضوع ساخن
- شجرة الماس العتيقة ! أو هل ينتصر الغباء ؟
- تفجيرات لندن : حلقة في - حرب باردة جديدة - ؟
- الرواية التاريخية و العولمة
- فارس آخر يترجل : الشيوعي الشهيد جورج حاوي - وداعاً
- عذراً ، لقمان ديركي : نحن أيضا سوريون
- موضوع الوحدة عند تشيخوف
- الحسن يُظهر ضدَه الحسن : عن حوار الطرشان في بلاد العربان
- من الشعر الروسي المعاصر
- - قصص من سوريا - بــتجنن
- لبننة - التيار العوني ... لمصلحة الجميع -
- أدباء عظام ... و لكن
- ... حكي من القلب


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم إستنبولي - أفكار تستحق البوح