صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 22:06
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
عندما خلق الله آدم أوصاه قائلاً " من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت " ... كانت هذه وصية حرية .. الله لم يخلق عبيد لذلك قد وضع وصية لآدم إذ لم يرغب في تلك الحياة التي وهبها الله له بأن يأكل من تلك الشجرة معلناً رفضه لوصية الله والحياة في حضرته ...
سقط آدم في معصيته واعلن كسره للوصية الالهية بكامل حريته اختار أن ينفصل عن الله ... وهنا يأتي تنفيذ الحكم الالهي وطرد آدم وحواء من جنة عدن .... الموت هنا هو الانفصال عن الله الذي هو مصدر الحياة .. الموت هنا موت أبدي .. لكن من احسانات الله اننا لم نفن .. ان كان آدم طلب التوبة من الله فكيف يستجيب الله في ظل هذا القانون الذي أرساه لنا .. كيف يرمي قاضي القضاه بقانونه الالهي عرض الحائط .. لكن رحمة الله ومحبته للإنسان تضعة في إعادة الصلة بين الارض والسماء ... هنا تبدأ إشكالية بين عدل الله وبين رحمته ....
الآن وبعد سقوط آدم في الخطية ووجوب الموت له يأتى سؤال .. إذ أخطأ آدم فما ذنب البشرية بعده ؟ .. أولا البشرية لم تورث خطية آدم بل ورثت تبعات السقوط .. أي أن بآدم قد تحولت الطبيعة الانسانية إلى طبيعة فاسدة .. فبعدما كان آدم لا يعرف ما هو الفرق بين الخير والشر صار عارفاً الخير والشر كحال كل البشرية من بعده أننا نعلم بالفطرة بعد السقوط الخير من الشر .. إذا البشرية جميعها قد فسدت في طبائعها واختلفت فطرتها التي فطرها الله عليها .. وبالتالي يطبق عليها القانون الالهي بالموت لانها فاسدة ولانها بحرية تميل إلى صنع فساد ..
الآن أضع آدم جانباً وأتأمل هل أنا بما اقترفته وطبقاً لقانون الله مستوجب الموت أم لا ؟؟ نعم ونعم أعترف أنني مستوجب الموت جزاء أعمالي طبقا للعدل الالهي .. فالله لا يرجع عن كلامه " موتاً تموت " .. ما هو الحل إذاً ؟ ..
الحل الذي أعده الله لتحقيق عدله وتصوير حبه ورحمته هو الحل الذي لم يخطر على عقل بشر وهو الحل الوحيد الذي يوازن بين العدل والرحمة .. ظهر في أول نبؤة للمسيح " نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية " .. هنا يحدد الوحي الحل وهو نسل المرأة وليس نسل الانسان لأن المسيح جاء من أمرأة عذراء بحلول الروح القدس في بطنها ...
#صموئيل_ميشيل_نسيم (هاشتاغ)
Samuel_Michel_Nessiem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟