زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 02:08
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
حلب والعالم الاعمى !
ان التراجيديا التي تتعرض لها مدينة حلب الشهباء تعبر عن المرحلة التي وصلت اليها البشرية، مرحلة العالم بلا قيادة كما سماه ايان بريمر، العالم الذي تحول الى ساحة الاتجار بالبشرية، فالانسان لم يعد الهدف من الوجود ولا تعبر عن قيمته الحضارات المعولمة القائمة على الدم والاحتكار، فالغرب ترى في القتل توازن للقوة، والشرق ترى في القتل مسالة داخلية لامم دون اخرى، والطغاة ترى في القتل وسيلة للتخلص من المعارضة الاسلامية، والدول الاقليمية ترى في القتل سيناريوهات تافه لا تصل الى مرحلة الاهتمام او التفكير حتى في ضحاياه.
ان الثورة السورية باتت معرضا تقف عندها التاريخ، وتبدأ عندها المراحل الجديدة، وتنتهى عندها المعادلات والمعطيات المتعارفة عليها في عالم السياسة، بل ان الثورة تحولت من مطالبة عادلة للحقوق والحريات الى عرض تراجيدي سينمائي ولكن الضحايا فيها حقيقة والدم فيها غير مصنع، والتنكيل فيها غير مبرمج بالخدع السينمائية، الانسان السوري بات السلعة التي يتاجر بها كل العالم، وتساوم على دم الاطفال والنساء في بلاد الشام الدول العظمى والصغرى.
ان ما يجري اليوم في حلب من انتهاكات وبطش لا يمكن السكوت عليه باي شكل من الاشكال، تعد حلب اليوم المقياس في تحديد البشر من غير البشر، وتحديد الضمير من من لا ضمير له. ان ضرب المستشفيات والمدنيين في حلب بوسائل وحشية لم تشهد مثيلاتها التاريخ البشري وكأن العام اعمى، او بالاحرى رضى بالعمى، الم يحن الوقت بعد لوقف الطاغية بشار الاسد عند حده، ام ان بشار و زمرته الخبيثة مثل اسيادهم فوق كل الاعتبارات.
ان القلم تعجز عن الوصف، واكتفي بالقول اننا يا حلب نشعر بالخجل كوننا بشر، اننا يا حلب نشعر بك، وان قلوبنا معك، و نقول ان التاريخ لابد ان تقف عندك، وتبدا مرحلة جديدة تشرق فيها شمس الحرية للشعب السوري، وتتحول زبانية بشار وحلفائه من الروس والفرس الى مزبلة التاريخ.
#زيرفان_سليمان_البرواري (هاشتاغ)
Dr.__Zeravan_Barwari#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟