|
الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية النقطة الثالثة من الجزء الثاني من كتاب - الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة -
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 22:29
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية النقطة الثالثة من الجزء الثاني من كتاب " الوطنيّون الديمقراطيّون الماركسيّون - اللينينيّون يحرّفون الماركسية - اللينينيّة "
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 28 - 29 / فيفري 2016 )
هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه . ( كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850" ) ----------------------------------- يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية والأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي - الديمقراطي [ الشيوعي] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع . ( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو ) ------------------------ على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة، أيّة حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب . ( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ). كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية. ( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة. ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهضن به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية . ( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 )
مقدّمة الكتاب : منذ 2011 و تحديدا منذ العدد الثاني من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماوية ! " ، إنكببنا على دراسة الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين ( الوطد م- ل من هنا فصاعدا ) و أعملنا سلاح النقد الماركسي فى وثيقتين محوريّتين هما " مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين " و " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " و هما وثيقتان أساسيّتان فى أرضيّة وحدة المجموعة التى إنقسمت لاحقا ليكوّن شقّ منها ما يعرف الآن بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد( من هنا فصاعدا الوطد الثوري ) - و الذى إنشقّ بدوره منذ ما يناهز السنة الآن - و ليستمرّ الشقّ الآخر فى إطلاق تسمية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على نفسه . وبالتالى يشمل النقد الذى وجّهناه للوثيقتين ( الوثيقة الثانية لم نكمل بعدُ الإشتغال عليها لظروف لا مجال للخوض فيها هنا و نتعهّد بإتمام العمل حالما تسمح الظروف ) كلا المجموعتين و ما تفرّع عنهما أو ما فرّخت رغم سعي هذه العناصر أو تلك إلى التنصّل بشكل أو آخر من هذه الوثيقة أو تلك أو تغيير عنوانها أو تحوير جزء منها . و نفرد جهدنا هنا بوجه خاص إلى قراءة فى وثائق الوطد م - ل بعدما صغنا كتبا و مقالات عدّة عُنيت بكشف أنّ الوطد الثوري حزب ماركسي مزيّف ، خوجي متستّر و إصلاحي . و بطبيعة الحال ، جلّ إن لم يكن كلّ ما وضّحناه بصدد الوطد الثوري بشأن الخوجيّة و الإصلاحيّة ينسحب على الوطد م - ل بما أنّه يخصّ فى معظمه الجذع المشترك بينهما ، على أنّه والحقّ يقال فى منعرجات كثيرة فى السنوات الأخيرة، لاحظنا تمايزا فى بعض المواقف و التكتيكات دون أن يمسّ ذلك ما هو إستراتيجي بالنسبة إليهم و دون أن يعني أيضا إختلافا نوعيّا حاسما فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي ؛ و من ذلك خاصة تعارض فى المواقف تجاه المشاركة فى الإنتخات التشريعية والرئاسيّة و فى التحالفات المنسوجة . و إصطفينا للجزء الأوّل من الكتاب مقالين هما : " بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة " و " قراءة نقدية فى مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين اللينينيّين " و محتوياتهما هي : 1- بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة :
( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو "العود" ) أ / براغماتيّون و ذوو نظرة مثالية إحادية الجانب فى قراءة الوضع العالمي ب / مثاليّون ميتافيزيقيون ت / مرتدّون عن منهجيّة تناول الردّة ث / إنتهازيون : " يأكلون الغلّة و يسبون الملّة " : ج / دغمائيون ------------------------ 2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين
أ- الهوية ب- جوانب من المنهج
ت- حول العصر
ث- المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية
ج- تحالفات الجبهة الوطنية
ح- الدولة البديلة
خ- الطريق الى السلطة السياسية : د- الحزب الشيوعي
ذ- الأمميّة
ر- التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي
ز- التهجّم على الماويّة
و آثرنا فى الجزء الثاني من الكتاب القيام بجولة فى موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني الفصيل الشبابي للوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على الأنترنت أين تنشر وثائق المجموعة فاطلعنا على البيانات والأيقونات الشيوعية و الطريق الثوري و أنشطة أشمل و أخبار أممية و بالحبر الأحمر ... http://ujml.over-blog.com وقرأناها المقالات بإمعان ، و بدقّة و صبر دوّننا الملاحظات لنكوّن فى النهاية جملة من الأفكار بوّبناها تحت عنوان " لا يمكن إعتبار الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين ماركسيّين – لينينيّين ! " و وفق التخطيط الآتي ذكره لمزيد تناول الخطّ الإيديولوجي و السياسي لتلك المجموعة إنطلاقا من الوثائق المنشورة فى ذلك الموقع على الأنترنت . 1- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين : أ- الماويّة و إنتصار الثورة الفيتنامية على الإمبريالية الأمريكية ب- الثورة الماويّة فى النيبال ت- مسألة ستالين و رؤية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين الخوجيّة ث- التهرّب من تقييم التجربة النقابيّة للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين 2- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون الخوجيون المتستّرون إلى ستالين : أ- إيقاف تاريخ الحركة الشيوعية عند ستالين و طمس طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ب- إساءات الخوجيين لستالين 3- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية : أ- تسمية خاطئة و ضارّة ب- إنعزاليّون رغم محاولة ذرّ الرماد فى العيون ت- دفاع دغمائي عن أخطاء ستالين و ديمتروف فى ما يتعلّق بالجبهة المتّحدة العالميّة ضد الفاشيّة ث- الفهم اللينينيّ للأممية و العالم أوّلا راهنا ! 4- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون و اللخبطة فى فهم المادية الجدلية و تطبيقها : أ- الحتميّة ب- الكمّى والنوعي تناقض / وحدة أضداد و ليس قانونا جدليّا ت- نفي النفي ليس قانونا جدليّا 5- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصراع ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها : أ- غياب التحليل الملموس للواقع الملموس ب- تـأجيل النضال ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها جندريّا ت- الخلاصة الجديدة للشيوعية وتحرير المرأة 6- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيّين – اللينينيّين : أ- ماو تسى تونغ تحريفي و أبوعلي مصطفى ماركسي – لينيني أم قلب الحقائق رأسا على عقب ؟ ب- الكفاح المسلّح ليس معيارا فى حدّ ذاته للثوريّة ت - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و المشاريع الإستسلامية ث - كيف نفسّر أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين هذه ؟ بدلا من خاتمة الكتاب : تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا للقضاء على " الكلّ الأربعة " لستُم بصدد النضال من أجل الشيوعية . مراجع الكتاب : الملاحق ( 5 ) : 1- لعقد مقارنة بين مقالنا و مقالهم عن تشافيز 2- لعقد مقارنة بين بيانهم بمناسبة 8 مارس 2015 و بيان منظّمة نساء 8 مارس ( إيران - أفغانستان) 3- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية 4- ما هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟ 5- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثورية دون ماويّة ! " ( الأعداد 1 إلى 27 - بقلم ناظم الماوي ) و معا سنكتشف مقولات جماعة على شفير الهاوية يدفعها إليها فى المصاف الأوّل المنطق الداخلي لفهمها غير الشيوعي للعالم بينما تصارع بعض عناصرها و تكابر و تسعى إلى إيقاف النزيف و السقوط التام المدوّى دون أن تملك حلّ المشكل فالأطروحات التى طوّرتها هي فى حدّ ذاتها جزء من المشكل و منبعه و ليست جزءا من الحلّ. =============================================================== 3- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأمميّة البروليتارية : و نأتى الآن إلى إقتفاء أثر موقف الوطد م – ل من مسألة فى غاية الأهمّية بالنسبة لدراسة الخطّ الإيديولوجي و السياسي لأيّة مجموعة أو أي تنظيم أو حزب يدّعى الشيوعية ، هي مسألة الأممية البروليتارية فهما و تطبيقا . و لا نملك هنا إلاّ أن نقول إنّ هؤلاء الماركسيين – الليننيين جدّا جدّا لم يفقهوا شيئا قط من الموقف اللينيني بهذا الشأن و لم يطبّقوه يوما فى نشاطاتهم تاريخيّا و راهنا فالأمور تتداخل عندهم إلى حدّ حديثهم بشكل مفزع حقّا مصرّين على الخلط بين الصواب و الخطإ ، عن " القوى العمالية الاممية وطلائعها الوطنية الثورية " ( مقال " الأول من ماي يوم الاحتجاج و النضال ضد سياسات التقشف و املاءات صندوق النقد الدولي " 1 ماي 2014 ) . إنهم وطنيّون فكرا و ممارسة و الوطنيّة فى آخر المطاف فكر برجوازي و ليسوا بالأمميّين بتاتا و تسميتهم ذاتها أحسن دليل على ذلك . أ- تسمية خاطئة وضارّة : فى جدالات لنا سابقة خضنا فى الموضوع و كتبنا بإختصار شديد : " بادئ ذى بدء ، نرفع إلتباسا طالما ساد فى أذهان غالبيّة الوطنيين الديمقراطيين . من الخطإ الصريح أن يطلق الشيوعيون على أنفسهم إسم طبيعة الثورة المطلوبة فى بلدهم . الشيوعيون فى البلدان الرأسماليّة لا يطلقون على أنفسهم إسم الإشتراكيين تماشيا مع طبيعة الثورة المنشودة هناك . و لا يطلق الشيوعيون عبر العالم ، فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة و المستعمرات الجديدة إسم الوطنيّين الديمقراطيّين أو الديمقراطيين الجدد ( ماويّا ، الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ) على أنفسهم إعتبارا لطبيعة الثورة اللازمة هناك . كلاهما يطلقان على أنفسهما صفة الشيوعيين و قد يضيفون إليها صفات أخرى للتمايز مع منظّمات و أحزاب أخرى . فمثلا فى الولايات المتحدة الأمريكية ، هناك عدّة أحزاب شيوعية من أبرزها الحزب الشيوعي الثوري الذى يتبنّى إيديولوجيّا الماركسية – اللينينية – الماوية وقد طوّرجوهرها الثوري فى صراع مع التحريفية و الدغمائيّة رئيسه بوب أفاكيان بتطويره للخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم أو الفهم الشيوعي الأكثر تقدّما و الأرسخ علميّا اليوم . و فى الهند هناك الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) الذى يقود حرب الشعب من أجل إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية كجزء لا يتجزأ من الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي . و فى الفليبين ، هناك الجبهة الوطنية الديمقراطية التى يقودها الحزب الشيوعي الفليبيني ... و عربيّا ، أطلق الشيوعيوّن فى العراق عندما كان يقودهم الرفيق فهد إسم الحزب الشيوعي على حزبهم و هكذا . و تمّ و يتمّ ذلك عالميّا إنطلاقا من ما دعت إليه الأمميّة الثالثة الشيوعية ، ومن ما كتبه لينين عن ضرورة أن يحمل إسم حزب الشيوعيين هدفهم الأسمى أي الشيوعية. و لكن لأسباب عديدة ليس هنا مجال الخوض فيها ، أطلق جزء من الشيوعيين فى القطر على أنفسهم إسم الوطنيين الديمقراطيين واقعين فى خطأ التماهي مع إسم الثورة المنشودة مرحليّا و ليس مع الهدف الأسمى الشيوعي و لم يقع تصحيح الخطإ بل تمادى فيه الكثيرون لتصبح طبيعة الثورة مرحليّا المحدّدة فى الهويّة . وقد كانت تبعات ذلك وخيمة إيديولوجيّا و سياسيّا لكن تفصيلها خارج نطاق هذا المقال . " ( أنظروا مقالنا " الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة تعليق على مقال الأسعد السائحي " وحدة الوطنيين الديمقراطيين بين الواقع و الطموح ( القواسم المشتركة / العوائق / و مقترح للحلول)"). ب- إنعزاليّون رغم محاولة ذرّ الرماد فى العيون : لطالما كان تركيز إنتباه الوطد الثوري و الوطد م – ل منصبّا لسنوات و سنوات عديدة رئيسيّا ( و أحيانا كلّيا ) على النضال على الجبهة النقابيّة بحكم الإنحراف اليميني النقابوي / الإقتصادوي الذى نخر عظامهم إلى النخاع و بحكم أنّهم عندما غادروا الخندق الشيوعي الثوري أواخر الثمانينات ، بداية التسعينات و تحوّلوا فى جانبهم الرئيسي المهيمن من فصيل ثوري رغم عدّة أخطاء و هنات و نواقص إلى فصيل إصلاحي برجوازي دغمائي تحريفي خوجي متستّر ، ساروا وراء الخوجيين المفضوحين ( حزب العمّال الشيوعي التونسي آنذاك ) ففقدوا جذور التأثّر بالماركسية – اللينينية – الماوية و فى نفس الوقت لم يلتحقوا تماما بالخوجية المفضوحة فظلّوا خوجيين متستّرين و بالنتيجة وجدوا أنفسهم خارج الحركة الشيوعية الماركسية – اللينينية عالميّا التى إنقسمت إلى شقّين واضحي المعالم هما الخوجية و الماوية أي الماركسية – اللينينية – الماوية . و من ظلّوا خارج الشقّين من مدّعى الماركسية – اللينينية أضحوا مجرّد طفيليّات فى الغالب الأعمّ ذبلت و تذبل كلّ يوم أكثر و إضمحلّت و تضمحلّ كلّ يوم أكثر مع مرور الزمن . و السعي إلى إيجاد طريق ثالث بين الماوية و الخوجية أو ضدّهما معا لم يفلح إلاّ فى النأي بالساعين إليه عن الماركسية – اللينينية ذاتها أو الوقوع بشكل أو آخر فى الخوجية أو الأوروشيوعية أو العالم ثالثيّة أو التقهقر إلى الماركسية فقط أو إلى ما قبل الماركسية أصلا إلخ . فَقَدَ الوطد الثوري و الوطد م – ل بوصلته و أضاعها و ألقى بالماركسيّة – اللينينيّة الحقيقيّة فى مهبّ الريح فإنعزل أكثر من ذى قبل عن الحركة الشيوعية العالمية و صراعاتها و أخذت الأمواج تتقاذف المنتمين إليه و قياداته فمرّة يولّون شطر البلاشفة الجدد فى الكندا الذين سرعان ما إنفرط عقدهم بعد أن كانوا فى البداية من أتباع حزب العمل الألباني و حاولوا لاحقا التمايز عن الخوجية المفضوحيّة و باءت جهودهم بالفشل و تلاشوا تماما منذ زمن بعيد الآن ؛ و مرّة يحطّون بأنظارهم على حلقة هنرى بربوس بفرنسا التى فى حركة معبّرة جدّا عن خطّها الإيديولوجي و السياسي بعثت رسالة تهنئة لأفو مورالس لفوزه بالإنتخابات الرئاسية و ذلك فى أكتوبر 2014 و هكذا وصولا أخيرا إلى همس البعض ب " الستالينية " و ترويج الوطد الثوري المهووس بالماويّين كتابات فؤاد النمري الذى يشوّه الماوية ( و كتابات أخرى مماثلة مأخوذة من موقع حلقة هنرى بربوس الفرنسية على الأنترنت ) . و فى مسعى لذرّ الرماد فى العيون ترجم الوطد م – ل نصوصا للحزب الشيوعي اليوناني و ندوات بروكسال و كتبوا عن شتافيز معتبرين ذلك هو التطبيق العملي للأمميّة البروليتارية . ألا إنّ هذا لمن عبر الزمان ! و لأنّنا لا نودّ التوغّل فى نقاش تفصيلي لمقولات الحزب الشيوعي اليوناني و خطّه ولا لأطروحات ندوات بروكسال و بياناتها و فيها ما فيها من تحريفية ، حسبنا هنا ان نذكّر و نثير سؤالا و أمّا التذكير فهو أنّ ندوة بروكسال ينظّمها حزب العمل البلجيكي و هو من الأحزاب التى تدافع ، من موقف وسطي فى تقدير معظم الماويّين عالميّا ، عن ماو تسي تونغ بإعتباره أحد أعظم قادة الحركة الشيوعية العالمية ! و أمّا السؤال فهو هل يتبنّى الوطد م – ل كلّ ما ورد فى مقالات الأحزاب و الشخصيّات التى نشرها على صفحات موقعه على الأنترنت و منها على سبيل الذكر لا الحصر شيء فى منتهى الدلالة هو أن الحزب الشيوعي اليوناني يرى أنّ التحوّل النوعي فى الإتحاد السوفياتي من بلد إشتراكي إلى بلد رأسمالي حصل فى بداية تسعينات القرن العشرين ؟ !!! ( " إن عطاء الاشتراكية في أوروبا ، على الرغم من الانقلابات التي وقعت قبل نحو 25 عاما لا يزال ثابتاً " ، نصّ " اللقاء الشيوعي الأوروبي : 2014 من أجل حركة شيوعية أوروبية قوية ضد الإتحادات الإمبريالية و من أجل إسقاط الرأسمالية " ). هذا فى ما يتعلّق بندوة بروكسال أمّا فى ما يتعلّق بهوغو تشافيز فى فنزويلا و إتخاذ موقف ماركسي –لينيني ( حتى لا نقول شيوعي ماركسي – لينيني – ماوي فتقشعرّ أبدان أعداء الماوية ) من تجربته ؛ فالحلقات الأربع للنصّ الذى حمل من العناوين الواعدة " هوقو شافيز كيف نفهمه ونحكم على نظامه " لم تفعل غير سرد معطيات عامة ( عموميّات مرّة أخرى ! ) عن أمريكا اللاتينية و عن تشافيز و لم تجب عن المنتظر من العنوان المعلن . و لمزيد إدراك خبط الوطد م – ل خبط عشواء بهذا الشأن ، نلحّ فى دعوة القرّاء إلى عقد مقارنة بسيطة بين ما حبّره الوطد م – ل و ما ألّفناه نحن عن الموضوع عينه ففى الملحق تجدون المقالين . و فى منتهى الدلالة أن يفرد هؤلاء الماركسيّين – اللينينيّين جدّا جدّا نصّا بحلقات أربع لهوغو تشافيز و لا يفردون و لو صفحة للثورة الماويّة فى النيبال ( يذكرون النيبال بين معقّفين لا أكثر ! ) و هي كما مرّ بنا تجربة ثوريّة لعقد من الزمن جرت خيانتها بفعل هيمنة خطّ إيديولوجي و سياسي تحريفي غيّر لون الحزب الذى كان شيوعيّا ماويّا ثوريّا إلى حزب ديمقراطي برجوازي إصلاحي . و أيضا لا ينبس الوطد م – ل ( على الأقلّ فى ما إطلعنا عليه من وثائق منشورة ) ببنت شفة عن حرب الشعب فى الهند و الحال أنّها أمست موضوعا تتناوله حتّى وسائل الإعلام الإمبريالية و الرجعية ومنها على سبيل الذكر قناة الجزيرة . و نفس الشيء فعله هؤلاء بصدد حرب الشعب فى البيرو من ثمانينات القرن الماضي و بداية تسعيناته و حرب الشعب فى الفليبين إلخ وهي جميعها نضالات شيوعية ثوريّة يقودها الماويّون . و مرّة أخرى ، بإنتقائيّة فجّة ، يكرّس الوطد م – ل عنوان قصيدة لشاعر عربي ، " أرى ما أريد " . و إن كان ممكنا لشاعر أن يرى ما يريد فإنّه من غير المقبول بل تحريفية من أناس ماركسيّون – لينينيّون جدّا جدّا أن يكونوا ذاتيين فى تحاليلهم للواقع و أن يدوسوا بأحذيتهم الغليظة الحقيقة الماديّة الموضوعية و التحليل الملموس للواقع الملموس كما أوصانا لينين . إنّ هؤلاء الناس الذين أسكرتهم الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة تصرّفوا بصورة متعجرفة حيال الوقائع التاريخيّة و أداروا أذنا صماء لآراء لينين . و مجدّدا ليسوا بماركسيين – لينينيّين ! ت- من أخطاء ستالين و ديمتروف فى ما يتعلّق بالجبهة المتحدّة العالميّة ضد الفاشيّة : فى معرض كيل المديح لديمتروف ، فى نصّ " جورجي ديمتروف " المؤرّخ فى 2 جويلية 2008 ، ورد أنّه " ترك للأجيال تعاليم و دروس قيمة حول الاستراتيجية والتكتيك اللينيني ، ودور الحزب الثوري وطبيعته وشروط نجاحه ، والعمل الجبهوي وشروطه والفاشية وسماتها ، وأسباب ظهورها التاريخية وغير ذلك من المواضيع التي زخرت بها كتبه وتقاريره . " و فى نصّ " طبقة ضد طبقة " ، يؤكّد الخوجيّون المتستّرون " لقد قدّم ديمتروف وصفا دقيقا وصحيحا للفاشيّة يتناغم مع تحليل وتصوّر الامميّة الثّالثة لها " ، إلاّ أنّهم يحارون فى تعليل تبدّل تكتيك الكومنترن من طبقة ضد طبقة إلى تكتيك الجبهة المتّحدة ضد الفاشيّة و يتخبّطون فى تفسيره و يدافعون عنهما معا و لا يفعلون سوى اللغو لتغطية حقيقة أنّ تكتيك الجبهة المتّحدة ضد الفاشيّة تكتيك خاطئ و ضار و مناهض للإنهزامية الثوريّة اللينينية و قد كانت نتائجه وخيمة على الحركة الشيوعية العالمية لا سيما فى فرنسا و إيطاليا و اليونان... و كانت هذه النقطة نقطة من نقاط جدالنا ضد آجيث فى كتاب ألّفناه سنة 2013 ، " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " ( ص 63-64-65). و فيه كنّا واضحين تمام الوضوح فى إجابتنا على سؤال " تكتيك الجبهة المتّحدة العالميّة ضد الفاشيّة تكتيك إصلاحي أم تكتيك ثوريّ ؟ " " أ- التمييز بين الفاشية البرجوازية والديمقراطية البرجوازية ، هل يعنى وجود إمبريالية عدوانية و إمبريالية غير عدوانية ؟ : " كتب ناقد الخلاصة الجديدة للشيوعية فى الفقرة التى عنونها " نقد صبياني لتكتيك الجبهة المتحدة " : " أنكر [ الحزب الشيوعي الثوري ] دلالة و أهمية التمييز بين الفاشية و الديمقراطية البرجوازية . لقد أنكر ضرورة النضال من أجل تشكيل جبهة متّحدة تكتيكية ضد الفاشية ". بادء ذى بدء دعونا نجلي الأمر بكلمات بسيطة من وجهة نظر علم الشيوعية . ينبغى الحديث عن الفاشية البرجوازية مثلما نتحدّث عن الديمقراطية البرجوازية أي يجب ربط شكل الحكم بالطبقة التى تمارسه ليكون ملموسا ، بعيدا عن التجريد و التعميم و الزئبقية . و بطبيعة الحال دولة البرجوازية تحكم بأشكال مختلفة وفق ما تراه صالحا فى فترة معيّنة وهي تراوح بين الفاشية و الديمقراطية و إن كانت تستعمل غالبا فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية الشكل الديمقراطي، فإن فى أشباه المستعمرات و المستعمرات غالبا ما تلجأ الطبقات الحاكمة إلى الشكل الفاشي للحكم لأسباب يطول شرحها و ليس هذا مجالها . و إذن الفاشية و الديمقراطية شكلان من أشكال الحكم البرجوازي الرأسمالي – الإمبريالي . و بالنسبة للبروليتاريا ، لينينيّا حسب " الدولة و الثورة " ، ينبغى الإطاحة بدولة البرجوازية أكان حكمها فاشيّا أم ديمقراطيّا . و قد قال لينين إن الإمبريالية هي الحرب و نادى بالإنهزامية الثورية و تحويل الحروب بين الإمبرياليات إلى حروب أهلية و إفتكاك سلطة الدولة من أجل البروليتاريا و تحطيم الدولة القديمة وبناء دولة جديدة . هذه هي السياسة اللينينية الثورية . أمّا من صاغ كلام الإستشهاد أعلاه فلم ينبس ببنت شفة عن " دلالة و أهمية هذا التمييز" وهو موضوعيّا واجب و لكنّه لا يغيّر من طبيعة الدولة البرجوازية الإمبريالية شيئا و كذلك لم ينبس ببنت شفة عن لماذا ينبغى تشكيل جبهة متحدة تكتيكية عالمية ضد الفاشية فى تضارب واضح مع اللينينية ، و إنّما إعتبر ذلك من التحصيل الحاصل نظرا لكون الماويين عادة ما يستعملون مصطلح الجبهة المتحدة و نظرا لأنّ ماو قد أقام جبهة متحدة مع الكيومنتانغ فى حرب المقاومة ضد اليابان. و لكن هناك بون شاسع بين الجبهة المتحدة فى الصين تحديدا خلال الثورة الديمقراطية الجديدة و الجبهة المتحدة العالمية ضد الفاشية كما نظّر لها و طبقها الكيومنترن بقيادة ستالين و ديمتروف. وجدير بالتذكير هنا أنّ ماوتسي تونغ رفض عمليّا تطبيق تبعات سياسة الجبهة المتحدة العالمية ضد الفاشية مثلما إرتآها و طبقها الكيومنترن و ستالين و ديمتروف ، و كان على صواب فى ذلك و لو لم يقطع معها لما حقّقت الثورة الصينية الظفر فى 1949 ذلك أنّه من ركائز هذا التكتيك أن يستسلم الشيوعيون للبرجوازية الديمقراطية بصفة مباشرة أو غير مباشرة بمعنى تأجيل الثورة البروليتارية – الإشتراكية والإكتفاء بالتذيّل للبرجوازية من أجل دولة جمهورية ديمقراطية برجوازية لا غير ، و بمعنى تأجيل التحرّر الوطني الديمقراطي فى المستعمرات و أشباه المستعمرات التى تسيطر عليها القوى الإمبريالية الديمقراطيية . و قد طلب ستالين و الكيومنترن من الحزب الشيوعي الصيني أن يلتحق بحكومة تشان كاي تشاك و يشارك فيها مقابل إيقاف الحرب الأهلية و وضع الجيش الأحمر تحت تصرّف عميل الإمبريالية الأمريكية تشان كاي تشاك أو حلّه كلّيا . و لحسن الحظّ البروليتاريا العالمية و الحركة الشيوعية العالمية أن ماو تسي تونغ و الحزب الشيوعي الصيني رفضا ذلك و واصلا الحرب الأهلية و تحقّق لهما النصر . و من هنا نلاحظ أنّ القائد الهندي يعيد عقارب التاريخ إلى الوراء و بدفاعه عن هذا التكتيك الخاطئ يدين ماو تسى تونغ و تاريخ الثورة الصينية الماوية برمته . ثمّ نعيدها إنّ التمييز بين الفاشية البرجوازية و الديمقراطية البرجوازية بغاية التحالف العالمي مع مجموعة من القوى الإمبريالية ضد مجموعة أخرى مخالف بجلاء لتعاليم اللينينية و يقفل الآفاق التى تتطلّع إليها الثورة البروليتارية العالمية . و إعتبار ديمتروف ، فى المؤتمر السابع للكومنترن ، فى خطابه عن الجبهة المتحدة ضد الفاشية أن قوى الديمقراطية البرجوازية مسالمة و محبّة للسلام و التقدّم من أفدح الإنحرافات اليمينية التى قدّمت أجلّ الخدمات للإمبريالية العالمية و داست اللينينية وفهمها أنّ الإمبريالية هي الحرب فى كتاب " الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ". الإمبريالية هي الحرب هذا ما عبّر عنه لينين بعمق و وضوح ، الإمبريالية بحكمها الفاشي أو بحكمها الديمقراطي هي الحرب و لا يهمّ من أطلق النار أوّلا كما قال لينين . و الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية حرب إمبريالية لتقسيم و إعادة تقسيم العالم ولئن تجمعت فيها الكتل الإمبريالية بشكل ما فلن يغيّر هذا الشكل من طبيعة الحرب الإمبريالية كما لن يغيّر شكل الفاشية أو الديمقراطية من طبيعة الإمبريالية و سعيها فاشية كانت أم ديمقراطية وراء تحقيق مصالحها الإمبريالية . و صراحة إن تحالف الإتحاد السوفياتي تحالفا تكتيكيّا محدودا يخصّه هو دون غيره من البلدان و أحزاب الحركة الشيوعية العالمية لكان الأمر هيّنا أو مقبولا حسب الظروف و لكنّه جعل من ذلك التكتيك عالميّا فأخطأ أيما خطإ فى حق الثورة البروليتارية العالمية . إنّ تكتيك الجبهة المتحدة العالمية ضد الفاشية يحتلّ حيّزا كبيرا فى وعي آجيث و لا وعيه تكتيك إنتهازي يميني ، إنحراف يميني يضرب اللينينية فى الصميم وهو من التكتيكات التى إبتلعت الإستراتيجيا و أجّلت النضال من أجل دكتاتورية البروليتاريا . فعوض سلوك خطّ الإنهزامية الثورية و تحويل الحرب الإمبريالية إلى حرب أهلية و إفتكاك السلطة لأجل البروليتاريا ،على غرار ما فعلت ثورة أكتوبر العظيمة، كان أتباع الخطّ الإنتهازي اليميني لهذا التكتيك يدافعون فى آخر التحليل عن الإمبريالية و دولها الديمقراطية . فكانت النتيجة فى فرنسا و إيطاليا و غيرها من البلدان الإمبريالية كارثية ؛ إستسلام البروليتاريا للبرجوازية الإمبريالية ، و كانت النتيجة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات التى تهيمن عليها الإمبريالية " الديمقراطية " إسكات صوت حركات التحرّر أو سحقها بتعلّة أنّ العدوّ الرئيسي هو الفاشية و بالتالي ضرورة تأجيل أية نضالات ضد الدول الإمبريالية الديمقراطية وتوجيه كافة الجهود ضد الفاشية البرجوازية لا غير . و كان الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ الإستثناء البارز الذى يدينه بصفة غير مباشرة أنصار ذلك التكتيك اليميني . و عندئذ نلمس أن آجيث و أشياعه و أضرابه و من هم على شاكلته يدافعون بجلاء عن خطإ شخّصه أفاكيان ونقده من منظور لينيني . إنّهم يدافعون بأتمّ شكل و أوضحه عن التذيّل للبرجوازية الإمبريالية بإسم " الديمقراطية " ومعاداة الفاشية . و يتحمّل دمتروف والكومنترن وستالين ذاته مسؤولية هذا الخطإ الفادح خاصة وأنّ ستالين نفسه فى " أسس اللينينية " لخّص بصيغة صائبة الجبهة المتحدة العالمية المطلوبة على أنّها جبهة عالمية ضد الإمبريالية ككلّ و ليس ضد هذا الشقّ أو ذاك منها . و قد سجّل فى الفصل الثالث المخصّص للنظرية : " إستنتاجا ثالثا : حتمية الحروب فى عهد الإمبريالية وحتمية تكتّل الثورة البروليتارية فى أوروبا مع ثورة المستعمرات فى الشرق ، فتؤلّف الإثنتان جبهة الثورة الموحّد العالمية ضد جبهة الإمبريالية العالمية . "( ستالين ، " اسس اللينينية ، حول مسائل اللينينية " دار الينابيع للنشر والتوزيع ، دمشق ، سوريا 1992 ص 35 ؛ مع ملاحظة أنّ فى ذاك الكتاب يستعمل المترجم كلمة " إستعمار " عوض " إمبريالية " ). بدلا من تشكيل هذه الجبهة العالمية الثورية حقّا ضد الإمبريالية العالمية ، خانت البروليتاريا فى أوروبا ثورة المستعمرات و تحالفت مع جزء من الإمبريالية العالمية فكانت النتائج و خيمة !( إنتهى المقتطف ). ب - بماذا يُفسّر هذا الإنحراف اليميني المناهض للينينية ؟ من حقّ القرّاء أن يتساءلوا لماذا إقترف ستالين عينه و قد فهم حقّ الفهم أسس اللينينية و مبادئها ، هذا الخطإ الفادح ؟ و الجواب يكمن فى تقديم مصالح الإتحاد السوقياتي على حساب مصالح الحركة الشيوعية العالمية . و نسارع إلى الشرح فنقول لقد ذهب ستالين إلى أنّه لا مناص للإتحاد السوفياتي من عقد تحالف مع بعض القوى الإمبريالية ضد الفاشية أي قوى إمبريالية أخرى بهدف إنقاذ الإتحاد السوفياتي . و لو وضع الأمر كذلك صراحة و حدّده فى تحالف تكتيكي لا يشمل سوى الإتحاد السوفياتي لكان الأمر هيّنا و لما تسبّب فى اللخبطة و الإنحراف الإنتهازي اليميني على المستوى العالمي . فمن الوارد فى منطقة ما من العالم و فى ظرف ما عقد تحالفات مع عدوّ ما ضد آخر دون إلحاق الضرر بالثورة البروليتارية العالمية لكن هذا لا يمكن أن نسحبه على النطاق العالمي حيث العدوّ واحد و ليس إلاّ الإمبريالية العالمية . و نزيد شرحا : إن إكتفى الإتحاد السوفياتي بتحالف تكتيكي ما مع هذه القوّة الإمبريالية أو تلك دون أن يُلزم كافة الحركة الشيوعية العالمية بجبهة ضد الفاشية البرجوازية عوضا عن أن يدعوها إلى تشكيل جبهة عالمية ضد الإمبريالية لكان أطلق العنان للبروليتاريا العالمية لتطبّق الإنهزامية الثورية و النضال من أجل دكتاتورية البروليتاريا و الإطاحة بالإمبريالية فاشية كانت أم ديمقراطية فى بلدان أوروبا و أمريكا الشمالية واليابان و من أجل الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات . بيد أنّ الكومنترن فرض هذا التكتيك عالميّا فأوقع الحركة الشيوعية العالمية فى الأسر و دفع بها دفعا نحو الإصلاحية . و مستمرّا فى محاولة هدم الصرح الذى شّيده بوب أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري ، فى ذات فقرة " نقد صبياني لتكتيك الجبهة المتحدة ضد الفاشية " ، قال آجيث ، مناهض الخلاصة الجديدة للشيوعية : " فى الأساس ، نقد [ أفاكيان ] نقدا صحيحا الحزب الشيوعي السوفياتي بقيادة ستالين لفرضه مصالح الإتحاد السوفياتي على حساب مصالح الحركة الشيوعية العالمية " ، ولا يمكن أن نصدّق أنّه لم يدرك أن تكتيك الجبهة المتحدة ضد الفاشية هو أحد تطبيقات خطّ تقديم مصالح الدولة السوفياتية على حساب الثورة البروليتارية العالمية. و لا يمكن أن نصدّق أنّه لم ينتبه إلى أنّ هذا الإنحراف اليميني ( الذى أتى بعد إنحراف يساري فكّكه على أفضل وجه أفاكيان فى " التقدّم بالحركة الثورة العالمية ..." ) مرتبط وثيق الإرتباط أيضا بفهم مغلوط للأممية البروليتارية زاغ عن الفهم اللينيني الحقّ لها أي عدم المسك بأولوية الثورة العالمية نسبة للحفاظ على ثورة ما و دولة ما مثلما فصّلنا قبلا . " ( إنتهى المقتطف ). ونردف ما تقدّم بكلمة عن دستور الإتحاد السوفياتي لسنة 1936 الذى يمدحه الوطد م – ل فى نصّ " من الشرارة ينبعث النور " جوزيف ستالين " ، بتاريخ 5 مارس 2008 رغم تبيّن لكلّ ذى عين ترى و أذن تسمع فى صفوف غالبيّة الحركة الماركسيّة – اللينينيّة فى ستّينات القرن الماضي و سبعيناته خطأ نقاط معيّنة فيه لا سيما " أنّ المجتمع السّوفييتيّ متألّف من طبقتين صديقتين هما العمّال والفلاّحون " و أنّ هتين الطّبقتين الكادحتين هما اللتان في الحكم ، وأنّ الإدارة السّياسيّة للمجتمع تعود إلى الطّبقة العاملة بوصفها طبقة طليعيّة " . بهذا المضمار بوسعنا الآن بعد دراسة الصراع الطبقي فى الإتحاد السوفياتي و فى الصين الماوية و إستنادا إلى الإستنتاجات التى إستخلصها ماو تسى تونغ و نظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين ( و ليس هنا مجال تفصيلها ) أن نجزم أن ستالين أخطأ هنا خطأ فادحا . و دون التوغّل فى تحاليل تستدعى عشرات الصفحات ( خطّطنا لتأليفها ضمن الردّ الشامل على " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيا ؟ " ) و تغنينا عنها الآن المقالات و الكتب الشيوعية الماوية للصين الماوية و للحركة الماوية العالمية ، نؤكد ما أكّده الواقع وقراءته العلمية الموضوعيّة من أنّ تحليل ستالين للمجتمع الإشتراكي يتضارب و ما ذهب إليه ماركس و ما ذهب إليه لينين بصدد الصراع الطبقي فيه و فهمهما للإشتراكية بإعتبارها مرحلة إنتقاليّة ( أنظروا ، لينين " الدولة و الثورة " ) و كلّ إدّعاء عكس هذا ما هو إلاّ إساءة لذكرى لينين العظيم . و نطرح على هؤلاء الدغمائيّين التحريفيّين الخوجيّين المتستّرين أن يشرحوا لنا ببساطة مسألة من عشرات المسائل التى يمكن إثارتها بهذا المضمار ألا و هي من أين جاءت البرجوازية التى إستولت على السلطة و حوّلت الحزب و الدولة البروليتاريّين إلى حزب و دولة برجوازيّين و أعادت تركيز الرأسمالية هناك ؟ ث- الفهم اللينينيّ للأمميّة و العالم أوّلا راهنا ! فى كتاب أفردناه لبحث دقيق و شامل إلى حدّ ما فى الخطّ الإديولوجي و السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد ( " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف " ) أجلينا أنّ الأمميّة البروليتاريّة ليست تساوى التضامن الأممي و لا هي تضاهي مساندة حركات التحرّر الوطني و نضالات البروليتاريا فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية ، و إنّما هي أعمق من ذلك بكثير . و قد بذلت ملل اليسار المتمركسة و منها من تدّعى " الماويّة " جهودا لا تعرف الكلل لإهالة تراب بحجم الجبال على التعريف اللينيني للأممية البروليتارية و تطبيقها . و ما أعرب عنه قلمنا من أفكار هناك ، ينسحب على خطّ الوطد م – ل بهذا الشأن بلا أدنى ظلّ للشكّ : " الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟
تهتمّ وثائق هذا الحزب بذكر مفردة الأممية ففى " البرنامج السياسي العام " نعثر على " أممية عمالية ثورية جامعة " و على " العمل الدؤوب للإسهام فى بناء جبهة أممية ضد الهيمنة و الإستغلال و الإضطهاد و ضد سياسات الحرب و العدوان الإمبريالي و ضد كلّ أنواع العنصرية و الصهيونية و الإستعمار..."و فى ذات الوثيقة نعثر على شعار " يا عمّال العالم و شعوبه و أممه المضطهدة إتحدوا" ؛ إلاّ أنّه لا وجود لذكر الأممية البروليتارية كمبدأ من المبادئ الشيوعية الأساسية التى أعلنها " بيان الحزب الشيوعي". و الأممية البروليتارية ليست الأممية العمّالية ولا هي" جبهة أممية " بمعنى " جبهة عالمية "، جبهة تضامن عالمية ضد الهيمنة ... و بالتالي لا يلتزم هذا الحزب بالمفهوم و المبدأ الماركسي الأصيل و إنّما يعمد إلى المغالطة و الإيهام بذلك الإلتزام .
و نلقى نظرة على مضمون " أممية " هذا الحزب وهي بوضوح ليست الأممية البروليتارية ، فنرصد أنّه يفهم الأممية فهما لا علاقة له بالفهم الماركسي- اللينيني ( حتى لا نقول الماركسي- الينيني – الماوي ) . ورد فى " فى تحديد الهوية الفكرية و الطبقية لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " و على وجه الضبط ضمن الأهداف : " الإنخراط الواسع فى نضالات الطبقة العاملة و عموم القوى المناهضة للعولمة الرأسمالية " و " يعمل الحزب على بناء علاقات كفاحية و توطيد أسس التعاون مع الأحزاب الثورية و التقدّمية و مع الحركات العمالية و مع كلّ قوى التغيير الإجتماعي فى العالم على أساس التضامن الأممي ضد الإمبريالية وسياسات الحرب و العدوان و الإستغلال و ضد الصهيونية و الرجعية و كلّ أشكال الإستعباد و العنصرية و العمل على المساهمة فى بناء مستقبل إنساني واحد خال من كلّ أنواع الهيمنة والإستغلال و التفرقة و الإغتراب." و " العمل على تحقيق الهدف النهائي للحزب متمثّلا فى بناء مجتمع أممي لا طبقي خال من كلّ أشكال الإستغلال و الإستيلاب أساسه المساواة التامة و الإتحاد الحرّ للمنتجين الأحرار".
هذا لفّ و دوران وإجترار لكلام يمكن أن يصدر عن حزب إشتراكي ديمقراطي و ليس بالضرورة عن حزب شيوعي فمن أوكد واجبات الحزب الشيوعي الحقيقي العمل على وحدة الشيوعيين العالمية من منطلق أنّ الطبقة العاملة طبقة واحدة و مصيرها العالمي واحد و مثلما قال ماو تسى تونغ ما معناه إمّا أن نبلغ الشيوعية جميعنا أو لن يبلغها أحد.
فى تباين جلي مع فهم الأممية على أنّها مساندة ثورة لأخرى أو حزب لآخر ، علمنا لينين العظيم واجبنا الأممي البروليتاري بصورة لا أوضح منها حين قال إنّه يجب أن ننظر للثورة فى كلّ بلد على أنّها : " إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها ". فقد جاء فى كتاب لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ( دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ) :
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
وكتب لينين فى " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " :
" إن الأممية البروليتارية تتطلّب ، أوّلا ، إخضاع مصالح النضال البروليتاري فى بلد من البلدان لمصالح هذا النضال فى النطاق العالمي ، ثانيا ، كفاءة و إستعداد الأمّة المنتصرة على البرجوازية للإقدام على تحمّل التضحيات الوطنية الكبرى من أجل إسقاط رأس المال العالمي" ( لينين: " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " يونيو – يوليو ( حزيران – تموز) 1920.) ... إزاء شتى الشطحات الإنتهازية ، كان ولا يزال من أوكد واجبات الشيوعيين الثوريين فى موضوع الحال، إعلاء راية الماركسية ف" الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية] هي حركة أممية فى جوهرها . و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أومجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه. و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ). " ( لينين : " ما العمل؟ " ) و ندعكم تتدبّرون لبّ كلام لينين البليغ فى دلالته :" لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى" و " إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه. و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا )" . (إنتهى المقتطف ) و قد طوّر بوب أفاكيان الفهم اللينيني للأممية البروليتارية بناء على المثابرة على التمسّك بثبات باللينينية و على ما تمّت مراكمته من تجارب داخل الحركة الشيوعية العالمية ( بإيجابيّاتها و سلبيّاتها ) و إنطلاقا من ما صار إليه واقع النظام الإمبريالي العالمي اليوم ، فتوصّل إلى أنّه على الشوعيين الثوريين اليوم رفع شعار " الأممية : العالم أوّلا " . فى موضوع " الإمبريالية و جدلية الداخلي و الخارجي و العالم ككلّ أوّلا " فى الصفحة 84-85 من كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " شرحنا أنّ : " فى الجزء الأوّل من هذه النقطة ينصبّ إهتمامنا على ما يقرّه حتى آجيث و هو أنّ العلاقات الإمبريالية بالمستعمرات و أشباه المستعمرات ليست علاقات خارجية و حسب بل هي أيضا داخلية كُنهية . على عكس ما ينظّر له الكثيرون من أنّ الإمبريالية خارجية (علاقات تجارية أساسا حسب بعض الإقتصاديين) فإنّ التحليل الذى أجراه الحزب الشيوعي الثوري لا سيما ريموند لوتا و فرانك شانون فى " إنحطاط أمريكا " لتطوّر الإمبريالية فى ثمانينات القرن العشرين بيّن أنّ العلاقات الإمبريالية المهيمنة أدمجت العالم كلّه فى السوق الإمبريالية العالمية و قسمت عمل البلدان ضمنه . وعبر رأس المال المالي الذى صار هو الرأسمال الرئيسي و القيادي فى تركيبة رأس المال الإمبريالي ، و البنوك و إمتلاك أراضي و مصانع و شركات و التأثير على جهاز دول آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية و القطاعات التابعة لها ... صارت العلاقات بين الإمبريالية و المستعمرات و أشباه المستعمرات علاقات إنتاج فى جانب هام جدّا منها كنهية داخل المستعمرات و أشباه المستعمرات سواء تعلّق الأمر بالملكية أو بالإنتاج أو التوزيع ما عمّق العلاقة بين المسألتين الوطنية و الديمقراطية و إرتباطهما و تداخلهما و عدم إمكانية إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة بعدم إنجاز واحدة من المهمتين الديمقراطية أو الوطنية . هذا من جهة و من جهة ثانية زاد فى إرتباط المستعمرات و شبه المستعمرات بما هو خارجي أي بما يجرى عالميّا و فى ظروف معيّنة يحدّد العالمي مجريات أحداث ما هو داخلي . و فى الجزء الثاني نجلى معنى " العالم ككلّ أوّلا ". بالمرّة لا يتضارب التحليل الملموس للواقع الملموس مع هذه المقولة فالواقع الملموس على الكوكب و بالنسبة للمجتمع الإنساني ككلّ عالمي مثلما هو فى أجزائه محلي ؛ وإضافة إلى كون عالم اليوم ، فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، يحكمه تناقض أساسي هو التناقض بين الإنتاج الإجتماعي و التملّك الفردي للمنتوجات ، و إلى دمج الإمبريالية أكثر فأكثر المستعمرات و أشباه المستعمرت فى السوق الإمبريالية العالمية ، فإنّه ينبغى على الشيوعيين و الشيوعيات الإنطلاق فى تحاليلهم من الوضع العالمي الذى صار تأثيره هائلا حتى على ما هو داخلي فى بلد ما و ذلك لتحديد الحلقة الضعيفة فى سلسلة الإمبريالية و مستعمراتها و أشباه المستعمرات لتركيز الجهود اللازمة للحركة الشيوعية العالمية عليها فى ظرف معيّن ، كما عليهم تطبيقا للأممية البروليتارية وضع مصالح البروليتاريا العالمية فى المصاف الأوّل نسبة لمصالح قومية معيّنة لحزب شيوعي ثوري أو دولة إشتراكية و من واجب هذا الحزب و هذه الدولة الإشتراكية إن وجدت أن يقدّما التضحيات الجسام من أجل التقدّم بالثورة البروليتارية العالمية و لو كان ذلك على حساب هذا الحزب و هذه الدولة الإشتراكية . بإختصار " العالم ككلّ أوّلا " تعبير صائب وعميق و شامل عن واقع عالم اليوم و عن الأمميّة البروليتارية و عن الهدف الأسمى ، الشيوعية العالمية . وقد لخّص ماو تسى تونغ مدى أهمّية ذلك على طريقته الخاصة قائلا : " إمّا أن نبلغ جميعا الشيوعية أو لن يبلغها أحد ! " . ( إنتهى المقتطف )
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال
...
-
من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين
...
-
قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل
...
-
بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو
...
-
مقدّمة كتاب - الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّ
...
-
لنكن واقعيين : الدول العربيّة رجعية متحالفة مع الإمبريالية
...
-
مقدّمة العدد 27 من- لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !- – قر
...
-
تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقب
...
-
تعليقا على بعض النقاط فى - عاشت اللينينيّة ! - و - إقتراح حو
...
-
تحرير الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة و تحرير الإنسانيّة و ضرو
...
-
خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/2- شارو مازومدار فى مواجهة
...
-
خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كت
...
-
مقدّمة كتاب - لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة :
...
-
تفاعلا مع تعليقات على مقالنا - هنيئا للسيّد فؤاد النمري و أم
...
-
هنيئا للسيد فؤاد النمرى و أمثاله ببلشفيّتهم التى أوصلتهم إلى
...
-
تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟ - عبد الله خلي
...
-
الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة - عبد الله خليفة ي
...
-
مزيدا حول الأصوليّة الإسلامية و الإمبرياليّة و النظرة الشيوع
...
-
ماو تسى تونغ منظرّ ماركسي لامع أم - صاحب فقر نظري - ؟ - عبد
...
-
الماوية و الدين - - عبد الله خليفة يشوّه الماوية و يقدّم الن
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|