فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 17:30
المحور:
حقوق الانسان
ليست هنالك أوضاع بالغة الوخامة و فريدة من نوعها للسجون في العالم من حيث إفتقادها للمعايير الانسانية للتعامل، کما هو الحال مع أوضاع السجون في ظل النظام الديني المتطرف في إيران و الذي تعتبر سجونه بمثابة الجحيم بعينه من مختلف النواعي.
تتميز معظم السجون الايرانية بکونها مکتضة بالنزلاء بأضعاف طاقاتها العادية، بحيث إن العديد من السجون و لإکتضاض السجناء فيها و ضيق المکان يتم النوم فيها بالتناوب، وإن الخدمات تکاد أن تکون معدومة ناهيك عن أن العلاج الطبي و الادوية ليست متوفرة إلا في مجال محدود و لحالات خاصة، مما يجعل من السجون مرتعا خصبا لشيوع و إنتشار الامراض و حدوث حالات الوفاة التي يحرص النظام الديني المتطرف على التکتم و التستر عليها کي لاتثير ضجة ضده.
إستنطاق السجناء من خلال ممارسة أبشع أنواع التعذيب ضدهم بالاضافة الى الحرب النفسية، وإن هناك الالاف من الاعترافات التي تم إنتزاعها بالقوة و حتى تم إصدار الاحکام ضدهم بناءا على ذلك، وبحسب معلومات متباينة من مصادر للمقاومة الايرانية، فإن هناك أعدادا ملفتة للنظر من السجناء ممن فقدوا حياتهم من جراء قسوة التعذيب المستخدم ضدهم للإعتراف بجرائم لم يرتکبوها، وهو أمر دأب و يدأب النظام للتکتم عليها و يحرص على عدم وصولها لوسائل الاعلام بمختلف الطرق و الاساليب.
الامر اللافت للنظر في السجون الايرانية، هو إن هناك أعدادا من السجناء ممن تم إعتقالهم بسبب کون أقاربهم و ذويهم معارضين للنظام نظير الانتماء لمنظمة مجاهدي خلق، حيث هنالك أعدادا من آباء و أخوان و أعمام و ماشبه من ذوي سکان ليبرتي يقبعون في سجون النظام لکون أبناءهم أو أقاربهم منتمين لمنظمة مجاهدي خلق.
الاوضاع في داخل السجون لاتطاق و تسوء الاوضاع مع مرور الزمن أکثر فأکثر ولاسيما وإن أعداد السجناء وفي ظل الاوضاع السيئة في إيران وعلى مختلف الاصعدة، تتضاعف عاما بعد عام مع عدم وجود أية سجون جديدة أو حتى أي إجراءات عملية من أجل تحسين أوضاع السجناء في هذه السجون التي تشبه العديد منها سجون العصور الوسطى، وإن المجتمع الدولي مطالب بالعمل من أجل متابعة أحوال و أوضاع السجناء الايرانيين و العمل من أجل دفع النظام الديني المتطرف لتحسين أوضاعهم.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟