أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - تُحفة من الغباوة














المزيد.....


تُحفة من الغباوة


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 05:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"تُحفة من الغباوة", هو المُصطلح الذي استعمله فريدريك انجلز ضد كل من يُريدون شنّ الحرب على الدّين فقط من أجل القضاء عليه.., في إحالة على "الفتوحات السلامية", التي لم تكن تحمل أي مشروع اقتصادي أو مُجتمعي, باستثناء إعادة إنتاج لأعراف الجاهلية بشكل منمّق, و التي يزعم لُقطاؤها و أبناء سباياها اليوم, أنها أخرجت الناس من الظلمات إلى النور...
فمُكافحة "الدّين", خصوصا في أوطاننا المُبتلاة بسرطانات الاستبداد و التسلّط, تنتقل عند البعض من الوسيلة إلى الهدف, بل و قد تتحول لهاجس و هلوسة و مرض نفسي.., فالرفيق لينين, الذي كان لا يتوقّف عن إعلان إلحاده, لم يَكُن إلحاده من أجل الإلحاد في حدّ ذاته, أي تنفيسا عن عُقد الاضطهاد الديني و السياسي, و إنما كان إلحادا بمعناه الجدلي, حيث كان يُركّز في مُقاربته على استئصال الّدين من جذوره الاجتماعية, بدل النّبش في "ماهيّته". هذا بطبيعة الحال ليس تسفيها لنقّاد الدين و الباحثين فيه, و منهم من ضحى بحياته في سبيل هذه الرّسالة النّبيلة, و إنما فقط طرحا عمليا ثبث " نجاحه" بالتجربة. إن التّفكير الدوغمائي عند الإنسان المقهور, أقوى بكثير من التفكير المنطقي العقلاني, و هو في هذا مُضطر بطبيعة الحال, لأنه لا يملك خيارا آخر غير "الإيمان" و التّصديق!! فكما أن الطّبيعة تكره الفراغ, فالإنسان كذلك.
و رغم عدم تحقق نبوؤة الرفيق لينين بخصوص اندثار المسيحية, فإن التاريخ أنصفه بطبيعة الحال, و انتصر لمقاربته الجدليّة...فالجميع يُلاحظ, بخصوص مسألة الجذور الاجتماعية للدين, أن هذا الأخير آخذ في الانقراض و التحوّل إلى مُجرد "فولكلور" و ترف في كل المُجتمعات التي نالت نصيبها من النّماء و الازدهار الاقتصادي و الطّفرة المُجتمعية, و هذه هي المُعادلة بكلّ بساطة :
الدّين يتمدد على حساب القهر, الفقر, الجوع, الخوف, الحرمان, الاستبداد.., و للقضاء عليه, يجب القضاء على أسباب نشأته و انتشاره.
مثلا الفلاّح في وسط مُتخلّف, و بمجرّد أن يحرث و يزرع أرضه, لا يجد بديلا عن الصّلاة و التضرّع لكي ينزل المطر, أو لكي لا يأتي الجراد على زرعه!! بينما نظيره في بلد مُتقدّم لا يحتاج لهذه الصلاة!! لأنّه يملك وسائل الرّي الحديثة, و سبل مُقاومة المتغيّرات الطبيعية.
و الإنسان الجائع و المُستعبد و المقهور الذي لا يقبل ظُلم "القدر", و لا يجد عدالة أرضيّة قادرة على معاقبة جلاديه و سارقيه, يتبنى المُعتقد الذي يَعده بالجنّة و حساب جلاّديه و مُستعبديه.
و الإنسان البدائي صنع الآلهة قبل ظهور الأنبياء و الرّسالات السّماوية, و شرع في عبادتها و تقديم القرابين لها, فقط خوفا من الطبيعة و غضبها...و غير ذلك الكثير...
يبقى إذن "تَأَلْحُدُ" البعض (على وزن تأسلُم), خصوصا في مجتمعاتنا الرازحة تحت قبضة الاستبداد, يبقى وسيلة للظهور بمظهر المُختلف, أو طريقة للتعويض النّفسي عن العجز أو التهرّب من مواجهة الإله "الأرضي", الذي يملك رزقهم و ما يُوعدون, و له أيضا مُخابرات لا تأخذها سنة و لا نوم...
و في كلا الحالتين فهذا جُبنُُ و هُراء, و تُحفة من الغباوة!!!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب
- سأحتفل بعيد الحب!!
- حول قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - تُحفة من الغباوة