أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - أوهام المصطلحات














المزيد.....


أوهام المصطلحات


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5147 - 2016 / 4 / 29 - 01:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نُغرم كثيراً نحن بالمصطلحات حتى من قبل أن نعرف معناها ومفهومها في لغتها الأم ، ومن ذلك مصطلح - الدولة المدنية - المأخوذ في الأصل اللغوي لها من – المدينة - في مقابل القرية ، وهو حسب أقرب التفاسير تعني : تكوين الدولة على أساس نظام المدينة من خدمات ووسائل تفتقدها القرية ، وهذا يعني تحويل القرية إلى مدينة خدماتياً - وهذا من حيث هو جميل ولا ضرر فيه - ، ولكن هذا التحويل يجب أن يتم ضمن شروط لازم توفرها لكي يكون التحويل منهجي وصحيح وناجح ، ولكن التحويل القهري الإفتراضي لا مبرر منه إن كان هدفه هو مجرد تحويل القرية إلى مدينة وحسب ، لأن ذلك التحويل في صيغته المفترضة تلك هو ظلم بحق نظام القرية ، الذي يشكل في العادة الأكثرية في مجتمعاتنا ، ثم إن هذا التحويل المفترض يعني بالضرورة الإستغناء في مجتمعاتنا عن أعمال ومشاريع القرية من زراعة ورعي وإصلاح أراضي ، وقد رأينا خطأ وفداحة هذا التوجه الذي عمد إليه النظام الدكتاتوري السابق ، في السبعينات حين حول المجتمع والدولة إلى نظام العسكرتاريا ، فتحول الفلاح معه إلى جندي وهجر أرضه ومصدر رزقه وعيشه وكرامته ، وهذا الإجراء أدى إلى جعل الدولة تحتاج لإستيراد المواد الرئيسية في الغذاء والعيش الضروري وتعتمد على الغير في مصدر رزقها ، وهذا الفعل هو الذي مهد لسقوطها عند أول ضربة وأول إختبار ، وإن كان المُراد - بالدولة المدنية - هو ضد للدولة العسكرية ، فهذا المعنى لا يفيدنا بشيء وهو مُغاير لمعنى المدنية المقصود ، وإذا كان المقصود من مفهوم – الدولة المدنية – هو النظام السياسي ، فالمدينة لا تؤسس في العادة لنظام سياسي متوازن وعادل ، وليس بالضرورة أن يكون النظام المدني نظاماً ديمقراطياً وقائماً على إرادة الشعب وإختياره .
نعم إن أقصى ما تعنيه جملة - النظام المدني - هو ذلك النظام الذي فيه خدمات جيدة مقارنة بخدمات أهل القرية ، وهذا لا يدل على الديمقراطية من قريب أو بعيد ولا علاقة للمدينة من حيث هي بذلك ، فالديمقراطية : هي ممارسة وثقافة شعبية عامة ، تدخل في كل حيز وكل تفصيل من مفاصل حركة المجتمع ، وبها يمكن القضاء على الطريقة القديمة للنظام الإجتماعي والسياسي القائم على بناءات إجتماعية ظالمة وخاطئة ، و بالديمقراطية الصحيحة يمكننا القضاء على نظام الإقطاع و الذي هو غير موجودفي الأصل في مجتمعاتنا و بشكله الغربي القديم ، ومن خلالها كذلك يمكننا القضاء على هيمنة شيوخ العشائر الجهلة والمتخلفين الذين يتوارثون المشيخة بالضد مع إرادة الناس .
إن الذي يقضي على هذا التفاوت الطبقي هو نظام الإنتخاب والإختيار الحر ، والذي يجب أن يؤوسس على قواعد خالية من التوتر ومن الصداع الديني والمذهبي والجهوي والفئوي ، وبه يكون خير تأسيس لدولة الإنسان التي يُحكى عنها ، تلك هي - الدولة العلمانية - ذات النظام السياسي والإجتماعي الليبرالي الديمقراطي ، وخيار الدولة العلمانية بنظامها الإجتماعي والسياسي نحق المعادلة في الخير والمصلحة ، وذلك حين نتحدث عن دولة ذات نظام يحترم كل أطياف ومكونات الشعب ويحترم هوية وثقافة الجميع .
إذن من الوهم أن نستدرج مصطلحات لا نعرف معناها سوى إنها وردت في لسان الغير ، أو إننا نقصد أو نريد بها ذلك المعنى النبيل للحياة الحرة الكريمة ، وفرق واضح بين ما نريده ، وماتعنيه الكلمة بالضبط ، ولكي لا نقع في - وهم المصطلحات - ، علينا توخي الدقة والحذر في إنتقاء اللفظ الذي يوافق المعنى المطلوب منا .
والوهم الآخر : مصطلح - حكومة التكنوقراط - والذي هو في الأصل المعجمي يكون بمعنى المتخصص في مجاله ، ولأن الكلام عن الحكم والحكومة ، فذلك يعني إننا نتحدث عن الإدارة وعن صفاتها بمن يتولون المسؤولية ، والصحيح ولكي يستقيم الكلام علينا البحث عما نفتقده في الإدارة والمدير ، وأهم هذه الأشياء المُفتقدة : - هي النزاهة والشرف والكفاءة والعفة والقوة والعلم وحُسن السيرة والسلوك - ، وهذه الصفات هي المطلوبة لحكومتنا خاصةً في ظل مطالب الشعب المحددة ، والتي تظاهرت على الفساد وعلى السُراق و السرقات وعلى من باعوا البلاد للإرهابيين والقتلة ، وجعلوا الوطن ساحة مُستباحة لكل شذاذ الآفاق .
نعم إن الشعب لايريد من لفظ تكنوقراط معناه الحصري ، بل يريد معناه التضمني ، فالمعنى الحصري ليس مطلباً شعبياً ولا مجتمعياً ولا هو مطالب الثوار والمعتصمين ، خاصةً في ظل الحاجة إلى سد الثغرات في مواطن تفتقد للنزاهة والشرف ، وسوء إستخدام السلطة ، وتبديد المال العام لملذات البعض من الفاسدين ، وهيمنة فئة باغية على شؤون البلاد والعباد .
إنه من الوهم أن يكون الإصرار على هذا المصطلح في مجال الثورة والتغيير والإصلاح ، ولكن إن كان يُراد منه حكومة غير مُسيسة فهذا غير ذاك ، إذ يجب أن نُسمي الأشياء بمسمياتها ، وإذا كان المُراد منه حكومة عمل وخدمات ، فهذا لا يتطلب تخصص في ذات الوزير للوزارة ، بقدر توفر الشروط الموضوعية التي قلنا بها ، وهي شروط ليست مستحيلة مع توفر الكم الوفير من الشرفاء وأهل القيم ، وعلى من يريد فعليه البحث بجد وإخلاص عن كل نافع ، فمرحلتنا خطيرة وقد لا يكون فيها لعراق الماضي الموحد نصيبٌ من الدوام ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين إسلام مكة وإسلام المدينة
- سلاماً شهداء الناصرية
- تدمر حرة
- هي آمال
- عن التغيير والإصلاح
- سوريا الفدرالية
- الفدرالية في مواجهة التقسيم
- في الطريق لليبرالية الديمقراطية ومفهوم الإيمان
- يا غريب كٌن أديب
- الشيرازية وداعش وجهان لعملة واحدة
- العراق والمستقبل المجهول
- في وداع 2015
- إنتصارنا في الرمادي
- في أعياد الميلاد المجيدة
- التحالف الإسلامي مع الإرهاب
- كلمة في اليوم الوطني لدولة الإمارات
- توضيحات
- ما بين تركيا وداعش !!
- برقية شجب وإستنكار
- من يصنع الإرهاب ؟


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - أوهام المصطلحات