أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - إذا ما أطفأت تركيا الشمس














المزيد.....

إذا ما أطفأت تركيا الشمس


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوماً بعد يوم تدلل التجارب الإنسانية على استحالة رفرفة طيور الحرية وديمومة أنوار الحداثة، ما لم تقض نهائياً على ‏بؤر الظلام وأصنامه‎.‎‏ تتبدد مع الأيام أيضاً أوهام التوصل لمنطقة وسطى، ما بين الإنسانية والدوجماطيقية.‏
‏"أول الغيث قطر" كما يقولون، فكلمات رئيس البرلمان التركي عن دستور ديني، والتي سارع رجال الحزب الحاكم في ‏التبرؤ منها، ليست إلا بالونة اختبار، وفقاعة تظهر على السطح، مما يموج به ما تحته من نوايا وبوادر. ما نراه على ‏امتداد النظر هو أن العلمانية تتهاوى في تركيا، والشعب التركي يتجه ببطء وثبات إلى الارتداد للدولة الدينية والخلافة ‏الإسلامية. . هي فيما نرى مسألة وقت لا أكثر. ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط ليس إلا انتصاراً لإرادة الشعوب، ‏وهذا هو توظيف بعض الشعوب لآليات الديموقراطية لإغتيال الديموقراطية والحرية، بأن ترتد بها إلى أيديولوجيات ‏ونظم شمولية عتيقة وظلامية‎.‎
النموذج "الأتاتوركي" ظل دوماً في مخيلتي المضاد لما أعتقد فيه، بأن الشعوب في جميع الأحوال وفي غير الحالات ‏المؤقتة الاستثنائية، هي التي تقرر لنفسها بنفسها منهج حياتها، وأنها المسؤولة عن كل ما يحدث لها من تقدم أو ‏تخلف، ومن فقر أو غنى. ولم أكن أجنح أحياناً لفكرة "المستبد العادل" البائدة، إلا كسباً لبعض الوقت، لتأخير السقوط ‏المحتوم للشعب الذي أنتمي إليه، على الأقل حتى يحين أجلي!!. . الجنرال مصطفى كمال الملقب أتاتورك أخذ الشعب ‏التركي إلى العلمانية بالبطش والاستبداد، مستعيناً بلاشك بقطاع معتبر من الأتراك بريء مما ابتلي به عموم الشعب. ‏ولم تصمد العلمانية كل هذه المدة إلا بالتدخل الدائم للعسكريين، الذين ظلوا طوال الوقت حراساً للدستور والعلمانية. الآن ‏وفي ظل الديموقراطية يتغير الدستور على هوى الخليفة أردوغان، ليعود الأتراك تدريجياً إلى حيث كانوا، رعايا في دولة ‏خلافة إسلامية‎.‎‏ وإن كنا لا نظن أن هذا سيحدث وتخرج منه تركيا موحدة بالصورة التي نعرفها بها الآن‎.‎
بالتأكيد ستختلف الآراء والتوقعات حول مصير العلمانية في تركيا، وإن كان كل من الظروف الإقليمية والعالمية ‏المحيطة بتركيا والشعب التركي بقطاعاته العلمانية العريضة، سوف يسمحون لأي من كان بالارتداد بتركيا إلى العصر ‏العثماني أو ما هو أبعد في التاريخ. لكن السؤال المحوري الذي يفرض نفسه هو: بعد تسعة عقود من تطبيق العلمانية ‏في تركيا، هل هي الآن في طور المزيد من التعمق والتغلغل في كل من مؤسسات الدولة وثقافة القواعد الشعبية، أم أن ‏المنحنى العلماني يأخذ منحى الهبوط، ما يجعل من حق بعض "المتشائمين" توقع وصوله إلى خط الصفر أو ما هو ‏دون ذلك؟
هناك إشكالية فشل حتى الآن التنظير والتطبيق الديموقراطي في حلها. وهي التفرقة بين الإجماع الذي يستحق وصفه ‏بالإجماع الديموقراطي، وذلك الذي نضطر لوصفه بالغوغائي. نعم لدينا تعريفات مستقرة لكل من الديموقراطية ‏والغوغائية، لكن المعضلة تكون عند التطبيق: من الذي يحق له التفرقة بين هذه وتلك، وكيف نتمكن وفق آليات ونظام ‏سياسي صارم وعادل ورصين، من السماح بمرور الديموقراطي وتوقيف الغوغائي؟
لو حدث بالفعل ارتداد عن العلمانية في تركيا، فهذا يعني أن أي أمل في حداثة لشعوب العالم العربي هو محض ‏هلاوس وأوهام سخيفة‎.‎



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية السقوط
- بين العاطفة والعقلانية
- حالة ميؤوس منها
- ما أظنها حقائق حول قضية جزيرتي تيران وصنافير
- تنويعات على لحن السيادة المفقودة
- حالة الاحتقان المصرية
- مصر تبيع الترماي
- تجديف في المتاهة
- شذرات عشوائية
- عفواً د. سعد الدين إبراهيم. . من فمك أدينك!!‏
- العولمة ونهاية التاريخ‎
- فاتنتي والمستحيل- قصة قصيرة
- الفارس والأميرة- قصة قصيرة
- الجحيم الذي تهفو إليه قلوبنا
- النص المقدس بين البنيوية والتفكيكية
- تطور التخوف الإنساني
- في ظلال حكم العسكر
- انتخابات مصرية منقطعة الجماهير
- هو الخلل الهيكلي لدول المنطقة
- فلسطين من خارج الصندوق


المزيد.....




- لورا لومر صحفية يهودية تحمل لواء معاداة المسلمين في أميركا
- قتلى بمظاهرات ضد قانون إصلاح الأوقاف الإسلامية بالهند
- رغم وجوده في فترة نقاهة.. البابا فرانسيس يقوم بزيارة مفاجئة ...
- إصابتان وتضرر عدة مركبات في هجوم للمستعمرين غرب سلفيت
- أسعدي طفلك..تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- مفتي القاعدة السابق يروي سبب انتقال بن لادن من أفغانستان إلى ...
- لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟
- إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا ...
- إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا ...
- إيهود باراك يحذر من انهيار وشيك لإسرائيل بسبب نتنياهو


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - إذا ما أطفأت تركيا الشمس