خطايا حميد عثمان -الحلقة الثانية- 15/4

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خطايا حميد عثمان -الحلقة الثانية- 15/4
" يوم يأتي تأويله " نص قرأني (1)
يثير ما جاء في سياق الحوار الذي دار بين معروف خزندار وحميد عثمان- الحلقة السابقة- العديد من الأسئلة منها:
أولاً- ظاهرة خلو التنظيمات التي كانت توصف بأنها شيوعية في اربيل من ممثلي الطبقات التي كان من المفروض ان يكون الكفاح من أجل حقوقهم !
ثانياً-فيما اذا لم يكن موقف حميد عثمان اثناء "محاكمته" لمعروف خزندار، والطلب منه الإطاعة والاذعان لتعاليم كان هو ( المقصود حميد ) جاهلاً بها (2) تصرفاً دوغمائياً، وهل كان وجهاً اخر للدوغمائية الدينية التي تمرد عنها عندما كشف له عامل الصدفة التناقض الصارخ بين التصرف والادعاء.
قد يحصل الباحث على الجواب لما جاء في ثانياً في سياق الحوار الذي اجراه لورنس كروس مع نعوم تشومسكي ضمن (مشروع إصول) عندما يجري الحديث حول ضرورة التمييز بين العقلانية المؤسساتية والعقلانية الفردية وكذلك بين الغباء الفردي والغباء المؤسساتي (3).
ولكن التساؤل الذي ورد في اولاً يجعلنا أمام إشكالية فيما اذا كان سبب دخول عدد كبير من ابناء الأغوات والأغنياء والموظفين الى حزب تبّنى شعار الدفاع عن من هم ضحايا استغلال واستبداد أباء وأجداد هؤلاء ظاهرة سياسية أو إجتماعية؟
أميل الى اعتبارها ظاهرة إجتماعية في المقام الأول، و لا يمكن فهمها ومعرفة اسباب ودواعي ظهورها ومألاتها السياسية اذا لم نذهب الى ابعد من السبب الذي ذكره الدكتور معروف في مذكراته التي سبق الإشارة اليها؛ وهو السعي لضمان المناصب والمراكز العليا في حالة استلام الحزب الشيوعي للسلطة. ولا يمكن فهم ظاهرة من هذا النوع بصورة أعمق من دون الإستعانة بالأدوات والمناهج التي ينتهجها الأنثروبولوجيون الاجتماعيون عند دراستهم للظواهر الإجتماعية عن طريق ملاحظة مجمل الظروف التي تظهر الظاهرة المنوي دراستها من خلالها والعوامل التي ادت الى ظهورها.
لقد تزامن دخول الفكر الماركسي الى كوردستان العراق، قبل الحرب العالمية الثانية، مع ازدياد حدة صراع كل من المانيا وتركيا وحلفائهم المحليين من الكورد، وخصوصاً العوائل التي كانت لها حضوتها في العهد العثماني، ضد النفوذ الإنكليزي وصنيعته الحكومة العراقية، المعزولتان جماهيراً، من الطرف الأخر. الاحتفالات والمظاهرات الحاشدة التي ايدت حركة رشيد عالي الگيلاني في معظم مدن كوردستان الرئيسية كانت تعبيراً عن عمق الكراهية ضد الإنگليز وترحيباً بالمانيا الذي كان تحت حكم هتلر.
المثير ان دخول الفكر الماركسي الى كوردستان العراق ونشره، في تلك الظروف المعقدة، حصل بجهود شخص تعود جذوره الى عائلة معروفة(4) كانت لها حضوتها ومقامها في تركيا حتى هزيمتها على يد الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وبالمقابل حصل عدد من افرادها البارزين مقاعدهم في الصفوف الأمامية، بعد العائلة المالكة، في الحكم الذي انشاءه المحتل الإنكليزي على انقاض مخلفات الحكم العثماني في العراق بعد انتهاء الحرب.
اود ان أوكد بأنني لا أهدف الى إثارة ادني درجة من الشكوك أو توجيه اتهامات بحق أي شخص لأنني لا ابني تحليلاتي على الشكوكية أو نظرية المؤامرة، وانما اشعر بواجبي في فهم حقيقة ما حدث تحت عناوين وخلف واجهات براقة، كانت حصيلتها الكثير من المعانات والألام والتضليل. وفيما اذا كان الانگليز عملوا بطريقة خفية وبدهاء الى خلق جبهة ذات طابع قومي- يساري لمواجهة الجبهة التي كان الألمان وحلفاءه يتخندقون خلفها.
(يتبع)
(1) سورة الأعراف، الأية 53 تفسر ب: إلام تؤول العاقبة، أو يوم تكشف عاقبته.
(2) ورد ذلك في مذكرات حسقيل قوجمان في سياق ذكرياته عن سجن نقرة السلمان- الفقرة الثانية :
((وفي عصر أحد الأيام جلست في الدور لتناول الشاي اذ كان يوزع حسب الدور. وجاء حميد عثمان وجلس بجانبي. وأخذ يعتذر عن سلوكه معي في الاجتماع وبعده. فأسعدني ذلك وقلت لـه "أنت تعرف كم احبك واقدرك وأنا اعتز كل الاعتزاز باعتذارك. ولكن هذا لا يمنعني من مواصلة انتقاد مقال ع.ع. طالما بقي في دفتر الأدبيات الثورية لأن هذا مضر بالمنظمة ومصلحة المنظمة هي المصلحة العليا" فأجابني بصراحة قائلا "ماذا أفعل؟ أنت تعرف انني جاهل في القضايا النظرية وأنا اسمع ما يقوله لي أبراهام شاؤول." وتوقف حديثنا عند هذا الحد. ))
‏http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=10914&r=0

‏ ( 3 ) http://youtu.be/SU3eDrHI-pA.
(4) القصد هنا العائلة الكبيرة وتسمى " بنه ماله" بالكوردية.

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات