عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 09:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بيان
الأمانة العامة المؤقتة للتجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
في هذا اليوم السادس والعشرون من نيسان سنة 2016 وجه البرلمان ورئاسته طعنة حقيقية للديمقراطية العراقية الناشئة في مشهد مأساوي يذكرنا بحكم الجنرالات المزيفين وهم محاطين بالعشرات من الكومانذز المدجج بالسلاح وتحت رعاية وحماية الدبابات والمدرعات، لتحقيق غايات قد تكون غير دستورية أو غير قانونية في الوقت الذي وفر الدستور والقانون والنظام العام طريقا مدنيا أصوليا وحضاريا لمعالجة الإشكال الحاصل في قضية رئاسة البرلمان، كان من المفترض وبموجب العرف السياسي وشروط اللعبة الديمقراطية أن يتوجه الخصوم للقضاء بالرغم من كل المؤشرات التي لنا عليه والأحتكام لصوت العقل، لقد أخزانا منظر أعضاء البرلمان وما جرى فيه وتحت قبة المكان الذي أتؤمن البرلمانيون فيه على تمثل الشعب وحماية مصالحة وتشريع قوانينه والسهر على رقابة كل السلطات في حسن تنفيذه.
لقد كان هذا اليوم حدثا تأريخيا أسودا في تجربة العراق الديمقراطية وانتكاسة مرة بعيدا عن النتائج وما ألت إليه الأمور، وإن كان عتبنا شديدا وأليما على السيد رئيس الجمهورية الحامي للدستور والذي أقسم أمام الشعب على ذلك، كما نحمل السيد رئيس مجلس الوزراء هذا التواطئ والانحياز بأستخدام القوة في الفصل بالمنازعات الدستورية والقانونية بأعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة ومحرم دستورا أن تستخدم هذه القوات في فض مثل هذه المناسبات، كما ندين كل الانتهاكات والتجاوزات التي حصلت اليوم لأنها تنعكس سلبا على سمعة واحترام العراق كدولة، خاصة مع صدور رأي المبعوث الأممي الذي وصف هذا النظام بالفاشل وعدم أمتلاكة رؤية استراتيجية للإصلاح والتغيير.
أملنا كبير وثقتنا عالية بالشعب العراقي الحر وقواه المدنية والديمقراطية الحية وهي تواجه أعتى نظام فاسد طائفي عنصري محاصصي ودستور ملغوم صنعته أيادي أثمة لا تنتمي للعراق وتربته، في الوقت الذي تتحمل لوحدها متضامنة مع شعبها وهو يواجه كل أشكال العنف المدمر والتطرف الأعمى والإرهاب متعدد الأطراف المدعوم محليا وإقليميا من كل القوى المعادية للعراق وشعبه، تحية للعراق الحر المدني وشعبه الأصيل ولكل الثابتين على مواقعهم وكلمتهم الحرة، نعاهدهم سنبقى في موقع التناقض مع المحاصصة والطائفية ومحاربة الفساد والانحراف والتخريب والإرهاب، باذلين الغالي والنفيس نحو بناء مستقبل مدني ديمقراطي حقيقي حر ومصان في ظل الدولة المدنية المعاصرة.
الأمانة العامة المؤقتة _ بغداد في 26-4-2015
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟