أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - رسالة من العراق إلى أنظار حكومتنا الرشيدة















المزيد.....

رسالة من العراق إلى أنظار حكومتنا الرشيدة


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1385 - 2005 / 11 / 21 - 07:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدناه رسالة من صديق في العراق، غير منتم لأي تنظيم سياسي، عانى هو وعائلته كثيراً من النظام البعثي الجائر. وبالمناسبة، فهو من عائلة شيعية متدينة. أثق بصدقه وحبه للعراق وشعبه. يراسلني بين حين وآخر، يختلف معي مراراً في بعض طروحاتي ويوافقني على الكثير منها. وهاهو قدم لي من خلال رسالته أدناه، عرضاً موجزاً وصادقاً عما يجري في العراق من إنتهاكات من قبل المسؤولين الجدد. ليس لي أي دور في هذه الرسالة سوى وضعي للعنوان وهذه المقدمة الموجزة، وأترك للصديق يشرح الموقف للقراء الكرام وطرح قضيته أمام حكومتنا الرشيدة من خلال رسالته، ودون أي تدخل مني، عسى ولعل أن تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لتحسين الوضع، وبدونه فإن المستقبل سيكون وبالاً، ليس على الشعب العراقي فحسب، بل وعلى التيار الديني الشيعي والمرجعية الشيعية بخاصة. (ع.ح).

***********

الدكتور العزيز أبو علي المحترم
ترددت كثيراً هذه المرة قبل أن أكتب لكم هذه الرسالة التي ابتغيت فيها توضيح بعض مجريات الأمور في الشارع العراقي متمنياً أن لا أكون قد أثقلت على حضرتكم بآرائي .
حضرة الدكتور أبدأ بأهم ثمرات الاستفتاء الأخير وهي فوز النعم و كم تمنيت أن تكون الآن في بغداد لترى بأم عينيك فرحة الكثير من الناس -و منهم أنا- بفوز النعم ، ولكن يجب أن لا أخفي انزعاج آخرين –وهم عدد لا يستهان به- من فوزها و دعني هنا أوضح كم كانت الطائفية حاضرة خاصة هذه المرة مقارنةً بانتخابات 30 كانون الثاني الماضي، حيث أجمع الكثيرون أن ذلك ينبئ بمدى طائفية الانتخابات القادمة مقارنةً بسابقتها. ولا داعي أن أشير الى مدى إمكانية أن يكون التصويت طائفي مائة بالمائة هذه المرة و تصور برلمان يتكون من الائتلاف الشيعي-الإيراني، و الائتلاف السني –الإرهابي، وعندها لنقرأ على عراق علماني لبرالي متحرر بعيد عن "أربعة عشر قرناً مضت" السلام، ونستعد للمضي قدماً بماكنة التاريخ الى الوراء حيث لا مفاهيم سوى العروبة والإسلام ومعاداة أي معارض ووصفه بالكفر والإلحاد وكره الدين. أما العلمانيون البارزون والذين حازوا على رضى الشارع العراقي خلال الفترة الماضية فيجب أن أعترف بأن سياسة الائتلاف الشيعي و مثيله السني قد نجحت بشكل ملحوظ في عزلهم و أبعاد الناخبين عنهم حيث خاض الائتلافيون حرباً ضروساً ضدهم في الفترة الماضية من خلال سحب ثقة الناخب العراقي بهم باتهامهم بالتبعية للبعث و محاولة إرجاعه الى السلطة و إظهار وزارتهم على إنها وزارة فساد إداري مع العلم أن وزارة الحكومية الحالية التي أدارها الإئتلاف منذ ما يقارب سبعة اشهر كانت مثالاً حياً على درجة الفساد بل و الانحطاط الإداري من خلال استقدام مجموعة من "أراذل القوم" الى مناصب إدارية رفيعة. وهنا أريد من حضرتكم تصور ما سيفعله أمثال هؤلاء بدوائر الدولة، وحال تلك الدوائر هو ابسط جواب لأي سؤال سيدور في خلد حضرتكم عن مدى سوء هؤلاء القوم.
ولي هنا أن أذكر موقفاً –على سبيل المثال لا الحصر: حيث ذهبت الى مقر وزارة الصحة في بغداد، قبل أربعة أشهر، لتتبع معاملة تحويلي الى طبيب مقيم أقدم في جراحة الوجه والفكين في بغداد. وفوجئت بمجموعة حرس في باب أحد الطوابق، بانت عليهم علامات "الجيش مهدوية " التي أصبح معظم سكان العراق يميزونها من أول نظرة. سألني باحتقار: أخوية وين رايح ؟ أجبته بهدوء: أنا طبيب و عندي مراجعة و أعطيته هوية النقابة الخاصة بي تناولها ونظر إليها مشمئزاً و ناولها لصاحبه الذي كان أكثر اشمئزازاً منه، سارع بإعادتها إليه قائلاً لي –باحتقار أشد هذه المرة- : انتظر شوية مو هسة تطب. ثم أحال وجهه بعيداً عني. تصورت أن هنالك مسؤولاً أو VIP ، لكن بعد دخولي من الباب وجدت أن لا وجود لأي شخصية مهمة و لا وجود لحالة طوارئ أصلاً بل إن هؤلاء مجرد حرس جدد تم تعيينهم بعد تسلم الوزارة الجديدة و هم من الثلة المؤمنة ! على حد تعبير الائتلافيين الشيعة. وقد تجنبت بعد ذلك الدخول الى الوزارة بأي حال من الأحوال.
ولكن المشكلة أن أمثال هؤلاء استولوا تماماً على معظم مفاصل الدولة بعد تسلم الدكتور الجعفري لرئاسة الوزارة، و تخيل أن تواجه مثل هذا الأسلوب من مديرك في المستشفى التي أصبحت مكاناً مثالياً للدعوة الى الإسلاموية الإيرانية من خلال تكوين جمعيات وروابط تدعو علناً الى المفهوم المذكور آنفاً، ولا يفوتني أن أذكر أن نفس مدير المستشفى –القيادي في التيار الصدري- هو إنسان شهد عليه جميع الأطباء بسوء أسلوبه في التعامل مع الأطباء وحسنه مع منتسبي المستشفى من حملة فكر التيار الصدري. و كم تمنى أطباء المستشفى بأن يستبدل المدير بآخر ورفعوا الى وزارة الصحة مطالعات عديدة بهذا الشأن، فما كان من تلك الوزارة و وزيرها –الصدري- إلا أن أبقت المدير في منصبه و قام الدكتور الجعفري بتكريمه خلال حادثة الجسر على –شجاعته و إقدامه- مع العلم أن المدير كان متغيباً عن الدوام بعد الظهر عندما زار عادل عبد المهدي المستشفى، فتصور !! و لم يتم تكريم أي من الأطباء الخفر وغير الخفر اللذين سارعوا للمبيت ثلاثة أيام متتالية في المستشفى وهم في حالة إنذار كامل و أُجبروا على تناول أسوء أنواع الطعام من مطعم الإعاشة في المستشفى بعد أن قرر المدير منذ بضعة أشهر أن يعاقب الأطباء على شكواهم للوزارة من خلال إعاشة سيئة و إيقاف تبريد دار الأطباء عن العمل و المعاملة السيئة في المكتب المدير عند مطالبته بتشغيل التبريد –مع العلم أن تبريد المستشفى لم يتوقف أبداً والدار جزء من المستشفى.

سيدي الفاضل عودةً على البدء، أتمنى أن تكون قد أطلعت على مبادرة الأمين العام للجامعة العربية للمصالحة الوطنية و أعتقد أن مواقف الجامعة و امينها من الشعب العراقي جلية للجميع حيث تشجيع الإرهاب بل و الدعم أحياناً وإعانة صدام على قتل العراقيين لسنين طوال دون أدنى وازع من ضمير –هذا إذا كان الضمير موجوداً أصلاً- واليوم يطلع علينا عمرو موسى بمصالحته التي تريد مكافئة القتلة لمقاومتهم التقدم وذبحهم الخيريين من أبناء العراق وكان أغرب خبر سمعته من وسائل الأعلام هو موافقة السيستاني على هذه المصالحة العمروسنية في الوقت الذي رفض فيه السيستاني نفسه مؤتمر المصالحة الذي عقد برعاية أياد علاوي قبل أسبوع تقريباً مع العلم أن علاوي لم يدعو الى ما دعا اليه موسى و هيئة علماء الخاطفين من منح مناصب للصداميين و الزرقو-قومجيين، بل دعا –علاوي- الى محاكمة كل مذنب بحق الشعب العراقي في الفترة الماضية سواءً كان بعثياً أو غير بعثي، وإعادة من لم يثبت تورطه بتلك الجرائم الى وظيفته السابقة مع التأكد من عدم تلطخ يديه بدماء العراقيين. ولا أعتقد أن في ذلك حرج، بل بالعكس سيضمن ذلك عدم دفع البعثيين غير المجرمين الى أحضان الإرهاب –كما فعل قانون اجتثاث البعث- و زيادة الأعداء في وقت حرج كالذي يمر به العراق حالياً. ولكن المرجعية السيستانية أثبتت هذه المرة وبما لا يقبل الشك أنها مرجعية سياسية –لا دينية فقط كما تدعي- حيث جاء رفضها لمؤتمر مصالحة علاوي لانه الند الوحيد للائتلاف الشيعي –الإيراني في العراق، متمنيةً بذلك أن تقلل من شعبيته متحججةً بأن مؤتمر علاوي يريد أن يعيد البعثيين الى الحكم لكنها وبعد أسبوع واحد فقط عادت لترحب بمؤتمر مصالحة موسى الذي صرح –في أكثر من مناسبة-برغبته بضم "المقاومة" الى العملية السياسية وهو يحاول عن طريق أطراف سنية أن يحاور المسلحين أي (الإرهابيين) و يشركهم بالحكم. فهل يقبل السيستاني بذلك ؟ و الجواب واضح فكل شئ قابل للنقاش إلا إذا كان ذلك الشيء قادم من القوى العلمانية. هذه هي وجهة نظر الحوزة الشريفة المباركة من عند الله .
أستاذي الفاضل أتمنى أن لا أكون قد أثقلت على حضرتكم و لكني أتمنى عليكم شيئاً أن لا تنشر أي تفاصيل أو أي إشارة عن هوية المرسل مع بالغ التقدير والاحترام.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الأقباط العالمي الثاني انتصار للمظلومين
- إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين
- ماذا هيأتم للانتخابات القادمة؟
- محكامة صدام عادلة لأنها تحت الإحتلال!
- ملاحظات حول محاكمة صدام حسين
- أهمية الاستفتاء على مسودة الدستور
- صولاغ الوزير الغشيم
- ما يجري في العراق فضيحة عربية
- من الذي يحكم في العراق؟
- من المستفيد من تصاعد التوتر في البصرة؟
- ما جدوى مشاركة عراقيي الخارج في الاستفتاء والانتخابات؟
- كارثة 11 سبتمبر وحكمة التاريخ
- على السنة العرب أن ينأوا بأنفسهم عن البعث
- فاجعة جسر الأئمة، من المسؤول عنها؟
- الدستور، والخيار بين - كل شيء أو لاشيء
- مظاهرة من أجل العبودية!!
- مسودة الدستور.. ما لها وما عليها
- موقف الإسلامويين من المرأة
- الدستور العراقي في سباق المائة متر!!
- دعوة لتأجيل كتابة الدستور الدائم


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - رسالة من العراق إلى أنظار حكومتنا الرشيدة