أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل مرزوق الجمري - دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس














المزيد.....

دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:26
المحور: حقوق الانسان
    


في حقيقة الأمر، تعاونت دمشق مع ميليس وجماعته في لجنة التحقيق الدولية أم لم تتعاون ، لا فرق. فالأمر محسوم على ما يبدو، قرار الإدارة الأمريكية بضرورة معاقبة سوريا تم إصداره.الأمريكيون لم يعودوا قادرين أو راغبين على متابعة الحلول الدبلوماسية مع دمشق، وأصبحت مسألة تفعيل البند السابع في مجلس الامن "والذي يعطي ضوء أخضر لفرض عقوبات إقتصادية أو حتى عسكرية" مسألة يقررها الألماني ميليس في أي لحظة يختارها، وصيغة "رفضت التعاون" أو "لم تتعاون" فضفاضة حد الكفاية.
الأمريكيون هذه المرة يلعبون براحة أكبر سياسياً تجاه معاقبة سوريا، ولعلها أفضل الأوقات على الإطلاق للقيام بهذا الخيار، ففرنسا التي تتمتع بعلاقات مميزة مع حلف الرئيس المغتال "الحريري" لن تعارض أي إجراء مستقبلي من قبل مجلس الأمن ضد سوريا، خاصة إذا ما ذهب التقرير النهائي للسيدميليس إلى أن سوريا هي "الفاعلة". وكذلك الألمان، فقوميتهم "الجرمانية" تمنعهم في المطلق أن يهاجموا تقريراً أمنياً صاغته يد "جرمنية طاهرة"، لذلك كان ميليس "الألماني الجنسية"بالتحديد، وليس أي محقق دولي أخر هو الخيار الأمثل واليد الأفضل التي تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى أن تدك أسوار دمشق العاتية.
الرئيس بشار الأسد لم يستطع أن يقنع أحداً حتى الآن بأنه قادر على إدارة المرحلة والخروج بنظامه سالماً من هذه الأزمة، ولعل هذه الأزمة –إن صحت روايات ميليس" هي بمثابة الضربة القاضية لآخر معاقل البعث والقومية العربية، لابد أن نلاحظ عن كثب تلك الفرص الذهبية التي فوتها الرئيس بشار الأسد ليلعب دور "الرئيس الإصلاحي الشاب" كما هي الحال مع العديد من الرؤساء العرب هذه الآونة، ولابد أن نفهم أن ذلك الإقتناع - الذي لا يصاحبه أي شك - من لدن المخابرات الأمريكية والذي يذهب إلى أن الإرهاب في العراق منبته "سوريا" قد عجل من قرار الحسم تجاه دمشق الداعمة للإرهاب والمساهمة في قتل الجنود الأمريكيين بالعراق.
هذه البوتقة من الأخطاء الإستراتيجية فوتت على "الرئيس الأسد الصغير" أن يكون ببساطة رهاناً أمريكياً شأنه شأن بقية الرؤساء والحكام الجدد للدول العربية. إختار الأسد الرهان على فرنسا وألمانيا والدول العربية، فليس من المعقول أن تسمح كل من ألمانياو فرنسا بضربات عسكرية أمريكية ضد سوريا، والعرب لن يقبلوا بأن يمتد مسلسل الحرب على الإرهاب حتى دمشق!!، وشجعه على ذلك بعض الإعلاميين، إلا أن الأمريكيين إستطاعوا أن يقلبوا كل هذه العوامل لمصلحتهم بطريقة ولا أذكى.. فميليس "الألماني"، وصداقة الرئيس الفرنسي شيراك مع عائلة الحريري التاريخية، جعلت المعادلة مقلوبة، ويقى "العرب" رهان الأسد الاخير.. وهو بدون أدنى شك او ريبة "رهان الخاسرين!!".
طريقة واحدة فقط أمام سوريا لتنفك من هذا السحر الأمريكي، وهي بالطبع "الخيار المر" لكل رئيس عربي، هذه الطريقة تتمثل في حالة إنتقال سياسية شاملة للجمهورية السورية، من جمهورية "الخوف" إلى جمهورية الديمقراطية والتعددية، من جمهورية "حزب البعث" صاحب المهام الرسولية إلى جمهورية الأحزاب المتخالفة على إكتساب ثقة الشارع كل ببرنامج، لابد أن تفعل سوريا مرحلة سياسية جديدة تشترك فيها جميع الأطياف السياسية السورية على إختلاف مشاربها وتصنيفاتها "وعمالاتها"، لا يهم.
المهم أن تستطيع سوريا تسوية هذه الأزمة التاريخية التي تمر بها اليوم إن هي سلكت الخيار الأول، أما إن إختارت القيادة السورية – وهو الظاهر لنا - اللعب بالسياسة والمماطلة، فأياً كانت أفاق هذا اللعب السياسي فلن تفلح في التملص من الامريكيين ولن تتمخض دبلوماسيتها عن شيء مفيد، فالمسألة في حقيقتها ليست تحقيقاً في الإجابة على سؤال "من قتل الرئيس الحريري؟" وأن المجتمع الدولي يريد معاقبة الفاعل، المسألة تتلخص في سؤال أمريكي صرف،وهو بالتحديد "كيف نعاقب سوريا، دون أن يعترض أحد؟".



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن .. عاصمة البحرين السياسية!!
- المجلس الأعلى للمرأة .. ضد المرأة!!
- عندما تنهض المساجد والرياسة.. تسقط الأحوال والسياسة!!
- -برامكة الإعلام- في البحرين: من منافسة السلطة، لمنافسة الناس ...
- أوقفوا لعبة التاريخ!!
- تونس العتيقة.. فسيفساء حتى الموت مللا
- ستدك أسوارك يا دمشق!!
- مفتاح الإقتصاد لأقفال السياسية!!
- نعم للإصلاح بالخارج..
- يسترقون السمع!!
- الصحافة المدنية..ضمانة لحقوق الإنسان ونمو إقتصاده..
- قناة الحرة وإذاعة سوا .. إجابة خاطئة!!
- صحافة .. وسخافة!!
- كيف تستفز الصحفيين!!
- التسويق السياسي من خيار التأسيس لهوس المدافعة!!
- المقهى - بوصفه مكانا آمنا للحب
- المقاطعة بوصفها فعلا سياسيا لا عيبا تاريخيا
- خفيفة في تاريخ البحرين ثقيلة على مستقبلها..
- ما بعد الإمبراطورية الأمريكية
- الصحافة المدنية والصحافات الأخرى


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل مرزوق الجمري - دمشق وبرلين .. في آن واحد plus ميليس