أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبيحة شبر - اختي مريضة بالعراق














المزيد.....

اختي مريضة بالعراق


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:24
المحور: حقوق الانسان
    


تركناك لوحدك ، وهربنا نبتغي السلامة لحياتنا المهددة ، بالتصفية ، تحملت الأعباء صامتة ، ساكتة ، لا احد قربك ، تبثينه همومك ، او تحدثينه بمتاعبك ، شغلتنا متاعبنا الجديدة ، أعباء متراكمة خارج المنزل وداخله ، محاولة التكيف مع البيئة الجديدة ، لا تدع لنا مجالا لالتقاط الأنفاس ، او الجلوس لبعض الوقت ، والتفكير بالأمور الراهنة ، نقتطع من الزمن الهارب بعض اللحظات ، نتصل بك مستفسرين عن الأحوال ، وأنت لا تخبرينا بالمتاعب التي أخذت تستفحل ، ويتناسل عددها ، يهددونك بالعمل ، ان تكوني مثلهم ، وتمضي على تعهد انه لا يعنيك أي شيء مما يجري ، تسيطر عليك أوقات العمل بطيئة متثاقلة ، وتعودين بعد انقضاء الساعات المرهقة الى بيتك وحيدة ، لتبدئي أعمالا أخرى لايمكن ان تنتهي تطبخين طعاما لك ولأخر قد يزورك ، فأنت ما زلت تحلمين ، تنظفين أجزاء البيت الكبير الذي خلا من الأحبة ، وتغسلين الملابس ، وما ان تنتهي من الأعمال الشاقة المؤبدة حتى تمسكي قفتك وتسرعي الى سوق قريب من بيتك لشراء ما تحتاجين اليه من ضرورات الحياة ، تسير بك الدنيا باسمة حينا ، عابسة أحيانا ، وأنت لا تحدثين أحدا عن متاعبك ، ما ان نسرق لحظة من الزمن الراكض ونتصل بك الا وتهدئين من قلقنا ولهفتنا ، من انك قد تكونين بحاجة الى قربنا ،لنخفف عنك آلام الوحدة، ومتاعب الغربة، وأنت تبتسمين مطمئنة إيانا انك بصحة وافرة ، وانك أفضل من أشخاص كثيرين ة،لم يجدوا من يسأل عنهم كما نفعل نحن بالهاتف ، وكان كلامك المطمئن ، يبدد ما يعترينا من شعور ممض بالإثم ، ما زال يجتاحنا اننا مقصرون بحقك ، وحق أحبتنا الذين تركناهم لوحدهم ، يجابهون آلام الوحدة والظلم والتعنت ، وفي آخر مرة نتصل بك لحظة ، كالعادة لنريح ضميرنا المثقل بالهموم ، وأنت تضحكين كالعهد بك دائما ، ولكنك تتلفظين بنبأ غريب يثير في أنفسنا الرعب انك تعانين من أورام في منطقة الصدر وانك ستذهبين في صباح الغد ، لمراجعة الطبيب وإجراء التحاليل ، وكأنا قد استيقظنا من سبات دام عقودا طويلة ينتابنا الفزع ، كل ما يجري من مصاعب ،وكل ألامك قد تحملتها وحدك ، يطول بي النهار ، وأنا في ساعات العمل ، انتظر عودتي الى المنزل ،، كي اتصل بك ، لأطمئن على سلامة تحليلاتك ، وان كنت اعلم ؤ،، ماذا تعني الأورام ولكن كنت امني النفس وألاعبها ان ما أخشى منه مجرد أوهام ، لكنك تطلقين الخبر المفزع يا أختي ، ان الطبيب يقول انها أورام سرطانية ، وتحاولين التخفيف من وقع الألم على نفسي ان الأمر بسيط جدا وان اغلب سكان العراق ، مصابون بأورام ، نتيجة الأسلحة الفتاكة والجرثومية ، التي استخدمها النظام الدكتاتوري، ثم جاءت امريكا، وجربت الأنواع العديدة ،من أسلحتها على سكان العراق ،الذين لم يجدوا أحدا، يقف بجانبهم، مدافعا عن حقهم في الحياة ، أنت إحدى بنات هذا الشعب الصامد، الصابر، المبتلى يا أختي، ولست إحدى قريبات الدكتاتور ليرأف بك رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء ويرسلونك الى خارج العراق للعلاج ، ماذا تفعلين يا أختي، وقد هجر البلاد، خيرة أطبائها هروبا من الإرهاب ورغبة في المحافظة على الحياة ، ماذا ستفعلين يا شقيقتي، والدول الأوربية التي يوجد بها التطبيب الجيد لا تستقبل العراقيين ، ولا تمنحهم أذنا بالدخول الى بلدانها ، ماذا تفعلين يا أختي بأورامك السرطانية وماذا يفعل أي عراقي وجد نفسه مصابا،
بأمراض، أخذت تهدد وجودنا بالصميم



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرق ونحيب مكتوم
- حقوق المرأة الأم
- حياتكم لاتستحق التنديد
- ايامنا تزداد سوءا
- رأي في الارهاب
- كن بعيدا
- الزكاة بين الجمود والاجتهاد
- نظام الجواري
- ويستمرون في اغتيال فرحتنا
- حفلة عيد الميلاد
- أمور تحدث كل يوم
- الى الكاتبة مها الرحماني
- شمعة تنطفيء
- انواع من الارهاب
- الارهاب والقتلة يكافان
- المعلم بين النظرية والتطبيق
- هل يمكننا ان نحب ؟
- قدوى طوقان : شاعرة الحب والالم
- اطفالنا واراجيح العيد
- العنف ضد الاخر


المزيد.....




- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صبيحة شبر - اختي مريضة بالعراق